لم تكن المطاعم والفنادق في السوق المحلي تتوقّع أن يحلّ شهر رمضان المبارك، من دون أن تكون قادرة على فتح أبواب صالاتها وقاعاتها لاستقبال زبائنها المعتادين من الأفراد والشركات والمؤسسات، وحتى السياسيين، الذين كانوا يتسابقون سنوياً على إقامة ولائم الإفطار والغبقات، حرصاً منهم على التواصل وتوطيد علاقاتهم مع عملائهم وأصدقائهم ومحبيهم.وإذا كان شهر رمضان من كل عام كان فرصة لقطاعي المطاعم والفنادق لتحقيق إيرادات قد لا تتحقق لهما في أي موسم آخر، فإن انتشار «كورونا» وما أعقبه من إجراءات احترازية حكومية، ضيّع هذه الفرصة هذا العام، وبعد أن جرت العادة أن تتسابق المطاعم والفنادق المنتشرة في أنحاء البلاد، على إطلاق عروض ترويجية مخصصة لشهر رمضان المبارك، يخلو الشهر هذا العام من أي تخفيضات على أسعار الوجبات المقدمة، كما لن يكون هناك حفلات تقيمها الفرق الفلكلورية، ولا أهازيج على وقع إيقاعات العود والغيتار وغيرها من الآلات الموسيقية، ما كان يسهم خلال السنوات السابقة في جذب العديد من مواطني الدول المجاورة لقضاء رمضان داخل الكويت.وإذا كانت بعض الفنادق والمطاعم استفادت من تلبية طلبات المحجورين مؤسسياً، لتعوّض إيرادات إفطارات وغبقات رمضانية مليونية ضائعة هذا العام، فإن العديد من المطاعم اضطر إلى منح الموظفين لديه إجازات بلا راتب حتى عودة الأمور إلى طبيعتها.من جهته، قال مدير إدارة المبيعات في فندق الريجنسي، أحمد مناع، إن غياب الغبقات والإفطارات سيترك تأثيراً كبيراً على نتائج الفندق المالية نهاية العام الجاري، لافتاً إلى أن العادة درجت في كل عام أن يكون شهر رمضان مليئاً بالفعاليات اليومية، كالغبقات والإفطارات التي تستقطب عدداً كبيراً من الرواد.وأضاف أن عدد الفعاليات التي كانت تقام في رمضان سنوياً، تصل إلى 30 إفطاراً و20 غبقة، بحضور 250 إلى 500 شخص، منوهاً إلى أن منع التجمعات بسبب الظروف الاستثنائية المتعلقة بفيروس كورونا، أدى إلى خسارة إيرادات بمئات آلاف الدنانير هذا العام، خصوصاً وأن ما يدفعه الشخص في كل من تلك الفعاليات كان يتراوح بين 17 و22 ديناراً.وذكر مناع أن الفعاليات كانت تُقسم في كل عام بين 40 في المئة لغبقات وإفطارات تقيمها الشركات، ومثلها للسفارات المعتمدة في الكويت، مقابل 20 في المئة للأفراد ورجال الأعمال أو النواب الذين ينتظرون حلول الشهر الفضيل لتنظيم لقاءات مباشرة مع ناخبيهم.وبيّن أن الفنادق بدأت العديد من الإجراءات لتعويض النقص في الإيرادات بسبب الوضع الحالي، ومنها منح الموظفين إجازات من دون راتب أو نصف راتب هذه الأيام، بانتظار عودة الأمور إلى طبيعتها، مرجحاً أن يقدم العديد من الفنادق، ومنها الريجنسي، الكثير من الخصومات والعروض المغرية على الإقامة بدءاً من شهر يونيو أو يوليو المقبلين.وكشف مناع عن تأجيل العديد من المؤتمرات التي كان عقدها محدداً في الصيف إلى شهر أكتوبر ونوفمبر المقبلين، مؤكداً أن الفنادق ستسعى للاستفادة منها بأقصى ما يمكن، سعياً لتعويض الانخفاض في معدلات الإشغال خلال الشهر الفضيل هذا العام.وأشار أحد المسؤولين في مطعم كبير (رفض ذكر اسمه)، إلى أن إيرادات شهر رمضان كانت تتراوح بين 50 ألفاً و300 ألف دينار خلال السنوات الماضية، مبيناً أن العديد من الشركات كانت تقيم غبقات وحفلات خلال رمضان على شرف موظفيها أو عملائها الكبار، لكن هذا الأمر اختفى مع ظهور كورونا هذا العام.وفي حين أنه من المفترض أن تستفيد المطاعم بشكل عام من السماح لها بتوصيل الطلبات خلال رمضان من الساعة 5 مساءً حتى الواحدة بعد منتصف الليل، في تعويض جزء من الإيرادات التي خسرتها بسبب غياب الإفطارات والغبقات، أوضح المسؤول نفسه أن التوصيل لن يحل مسألة تراجع الإيرادات الذي سيصل إلى أكثر من 90 في المئة، مبيناً أن السبب في ذلك يرجع إلى أن حجمها المتوقع طيلة الشهر الفضيل قد لا يتجاوز 30 ألف دينار، وهي تكلفة ليلة واحدة على سبيل المثال من رمضان في العام الماضي.من جهته، أشار الشريك في أحد المطاعم، أسامة الرشيد، إلى أن قطاع المطاعم في أغلبه لن يكون قادراً على الصمود لأكثر من شهر، بسبب غياب الإيرادات، لافتاً إلى أن المطاعم كانت تعتمد على العروضات والدعوات من قبل شركات ومؤسسات لعملائها، إذ كانت الدعوة الواحدة تشهد حضور أكثر من 100 شخص.وذكر أن كلفة الشخص كانت تبلغ 7 دنانير في حدها الأدنى، منوهاً بأن التوصيل في الأزمة الحالية لن تستفيد منه جميع المطاعم، بل من يملك رخصة توصيل، في حين أن عملية التوصيل لا تغطي كلفتها.
مشاركة :