«بين 17 أكتوبر 2019 واليوم، امتداد لا يُلغى». تقول الناشطة رنيم لـ«البيان»، في إشارة منها إلى الأشهر الستّة التي فصلت اللبنانيّين عن استعادة المشاهد الأولى من ثورتهم الشعبيّة ضدّ السلطة الحاكمة، لافتةً إلى أنّ المفارقة تكمن في كون اللبنانيين في عدد من المناطق والمدن اللبنانيّة فقدوا قدرتهم على تجرّع الصبر في زمن فيروس «كورونا»، فكسر بعضهم حالة التعبئة العامّة، بعد أكثر من شهر من الحجْر المنزلي، غير آبهين لا بالمرض ولا بالموت. ومن بوّابة تأكيدها على أنّ لبنان بات اليوم أمام «ثورتين»: «ثورة 17 أكتوبر»، التي تعمل ضمن الأطر المطلوبة والاحتياطات الواجب اتخاذها للوقاية من فيروس «كورونا»، و«ثورة الجيّاع»، الذين نزلوا إلى الشارع بعدما فقدوا وظائفهم ومداخيلهم، أشارت الناشطة رنيم إلى أنّ ثورة «17 أكتوبر» بدأت عودتها تدريجيّاً، تحت سقف شعار «كلّن يعني كلّن»، وستستعيد زخم البدايات. أمّا عملياً، فقد بدا واضحاً، في الأيام الأخيرة، أنّ حالة «التعبئة العامة» في بعض المناطق باتت مجرد وهمٍ أو كذْبة يتحايل كثيرون عليها، إمّا سعياً لكسْب رزقهم، وإمّا لأنّ ذرعهم ضاق في الحجْر المنزلي. وإذا كان فيروس «كورونا» لم ينلْ من الشعب اللبناني، إلا أنّ «فيروس الجوع والفقر» ينهش باللبنانيين يومياً، في ظلّ الأوضاع الاقتصادية الصعبة وسعر صرف الدولار الذي يستمرّ في الارتفاع، ما أدّى إلى انفلات جنوني في أسعار الموادّ الغذائية، فعاد مسلسل إقفال الطرق ولغة إشعال الإطارات إلى الواجهة مجدّداً، فيما انشغلت القوى السياسيّة بتبادل الاتهامات والتعمية على الكارثة الحقيقيّة بدل الانكباب على إيجاد المخارج والحلول لإنقاذ البلد والناس. أمّا شرارة هذا الواقع، توافد المئات إلى معاقل ثورتهم في ساحات عدّة، مع كفوفٍ وكمّامات، وبلا مسافاتٍ آمنة بينهم، وعلى وجوههم بدت ملامح الغضب والخيبة واليأس ظاهرة للعيان، مترافقةً مع ترداد شعار «ثورة ثورة»، فيما نقلت عدسة أحد المصوّرين مشهد متظاهرٍ، حاملاً طفله الرضيع ليفترش الساحة مناشداً الناس والدولة، بقوله: «إذا ما متْنا من المرض، رحْ نموت من الجوع». تابعوا أخبار العالم من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :