في حديقة صناعية في دبي، يعكف العمال على ثقب المواد ولحمها وتركيبها، ضمن ما يعتبره رجل أعمال مفتاحا للمستقبل القريب لهذه المدينة الصحرواية، التي تواجه كغيرها جائحة كوفيد-19: موضوع التصميم هنا هو بوابات التطهير. ويقوم رجل الاعمال السوري المقيم في دبي حسام زمار، بإعداد مثل هذه البوابات لزبائنه من التجار والجهات الحكومية، معتقدا أن إجراءات السلامة الجديدة ستجد قبولا واسعا، تماما مثلما راجت أجهزة الكشف عن المعادن بعيد هجمات 9/11، معتبرا ان الفيروس المتفشي يشكل خطورة أكبر من أي شخص مسلح وخطير.من أجل تحفيز الاقتصاد وتبدو المخاوف جلية في دبي وبقية الإمارات من انتشار الفيروس، وحتى مع ارتفاع عدد حالات الإصابات فإن البلاد تفتح مراكزها التجارية ومطاعمها، في مقامرة لتحفيز اقتصادها بالتوازي مع مكافحتها للوباء. لقد أدى ذلك إلى وضع جديد يتم فيه فحص درجات الحرارة ومراقبة التباعد الاجتماعي في المحلات التجارية. ولكن الحشود تدفقت على المساحات التجارية الكبرى، وغادر الناس بيوتهم بعد ملازمتها لأسابيع خلال الحجر الصحي، مدفوعين برغبة الاحتفال في مدينة معروفة بالسهرات الليلية ومخاطر انتشار الفيروس.عدد الإصابات يبقى مرتفعا كان رفع القيود بشيء من الصرامة، مع بداية شهر رمضان الأسبوع الماضي، ورفعت دبي الحجر الصحي الذي دام لأسابيع على حي يقيم فيه عمال من ذوي الدخل المحدود، قائلة إنها لم ترصد حالات إصابة بالفيروس هناك منذ يومين، ولكن معدل الكشف عن حالات ما يزال مرتفعا إثر الاختبارات الجماعية. وقالت السلطات إنها أجرت أكثر من مليون اختبار والمنتظر أن يزيد العدد عن ذلك. وقد أحصت الإمارات حتى الآن أكثر من 10800 حالة إصابة مؤكدة بالفيروس، و82 حالة وفاة. وارتفعت في الأيام الأخيرة حالات الإصابة إلى نحو 500 حالة يوميا في هذا البلد، حيث يبقى العمال من ذوي الأجور الضعيفة عرضة لخطر العدوى بصفة خاصة، بما أن الواحد منهم يعيش في غرف يتقسمها مع نحو عشرة أشخاص، وهو وضع تتشابه فيه بلدان الخليج.تعبئة من أجل التطهير إن الوضع في الإمارات ليس مثل الذي كان عليه الحال في ووهان في الصين بؤرة الفيروس الأولى، ففي الإمارات توجد نقاط تفتيش للأمن الحيوي في كل مكان، حيث يتم رش الأشخاص بالمواد المطهرة، أو جعلهم يمرون من بوابات يتم فيها رشهم بمواد تطهرهم، والأمر نفسه جرب في البوسنة والهرسك وتركيا وكينيا ودول أخرى، بهدف القضاء على آثار الفيروس الملتصق بثياب الأشخاص أو أجسامهم. وأملا في تلبية الطلبات داخل الإمارات، تصنع شركة زمار البوابات انطلاقا من المعادن وأجهزة قياس درجات الحرارة من الصين، وعندما يوضع الجهاز قيد الاستخدام، يتعين على الشخص الداخل إلى متجر أو مكتب المرور من البوابة، حيث تفحص درجة حرارته، ثم يخترق ضبابا من مواد مطهرة تعمل بموجات فوق صوتية. ورغم أن الجهاز لن يكشف عن الشخص الناقل للعدوى دون اعراض، فإنه يمنح الناس طمأنينة بحسب رجل الأعمال السوري.بين التطبيقات الطوعية و"المشبوهة" وبالعودة في حديثنا عن الصين، يحصل كل شخص على "رمز صحي"، يستخدم في تحديد الموقع الجغرافي وبيانات هاتفية أخرى لتحديد خطر عدوى محتملة حسب الالوان، ويكون فيها صاحب اللون الأحمر مطالبا بقضاء 14 يوما تحت المراقبة في الحجر الصحي، أما في الإمارات فإن تحميل مثل هذه التطبيقات الهاتفية يظل طوعيا. إضافة إلى ذلك فإنه يمكن إدخال الصور من بوابات زمار، أو فاحص لدرجات الحرارة الموجود على خوذات، ضمن قاعدة بيانات التعرف على الوجه. وتستخدم الإمارات بالفعل مثل قاعدة البيانات تلك، من نظام بطاقة التعريف الوطنية لديها، والذي يستعمله المقيمون لإجراءات سريعة بخصوص الهجرة في مطار دبي الدولي. ويغذي ذلك مشاعر القلق إزاء خصوصية الأفراد ومراقبتهم في الإمارات، التي تعرضت لانتقادات دولية لاستهدافها الصحافيين ونشطاء حقوق الإنسان، كما ارتبط ذلك النظام بتطبيق يشتبه بأنه يستخدم للتجسس. ورغم ذلك فإن البلاد ترفع الحجر الصحي ببطء وحذر، في وقت يحمل الناس أقنعة على وجوههم ويليسون القفازات، في طريقهم نحو المراكز التجارية، وقد فتحت محلات الحلاقين من جديد، مع مقصات ولوازم لقص الشعر تعقم مع كل شخص، وتلف مثل أدوات الجراحة.الإمارات تتيح عمليات عقد القران عن بعد بسبب فيروس كورونا"من المزرعة إلى المائدة" مبدأ قيد التطور في الإمارات
مشاركة :