عواصم (وكالات) اتهم وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر أمس روسيا بقرع طبول الحرب النووية، محذرا من شبح حرب باردة جديدة، وحث في كلمة في مستهل زيارة إلى برلين الشركاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) على التزود بالقدرات العسكرية لمواجهة التهديدات الجديدة، مشيرا إلى أن الحلف سيتصدى لتحركات روسيا ومحاولاتها لإعادة إنشاء حقبة نفوذ الاتحاد السوفييتي السابق. مؤكدا على جدية خطط بلاده الرامية إلى تخزين أسلحة ثقيلة في دول الحلف الواقعة شرقي أوروبا، ومطالبا باستمرار العقوبات الاقتصادية التي فرضها الغرب على روسيا بسبب موقفها من النزاع الأوكراني. وكان الأمين العام لـ (الناتو) ينس ستولتنبرغ أكد أمس أن وزراء دفاع دول الحلف سيقررون خلال اجتماعهم في بروكسل غدا الأربعاء وبعد غد الخميس، تعزيز قوة التدخل السريع برفع عديدها من 30 إلى 40 ألف عنصر أي اكثر من ضعف حجمها الحالي، لافتا إلى أن أزمة أوكرانيا وتدخل موسكو لدعم الانفصاليين هناك أثبتا أن هذه القوة قد لا تكون سريعة كفاية في إطار امني تغير وتطور إلى حد كبير. ووافق رؤساء دول وحكومات الحلف الأطلسي في سبتمبر الماضي على بنية اخف واسرع هي قوة «رأس الحربة» التي تضم خمسة آلاف رجل قادرة على الانتشار خلال فترة زمنية من أيام وليس من اشهر. وقال ستولتنبرغ إن تعزيز هذه القوة يتقدم بوتيرة جيدة، وأضاف أن الحلف سيسرع عملية اتخاذ القرارات لمواجهة تحديات جديدة خصوصا إنشاء مقر عام جديد لتنسيق المسائل اللوجستية، وتابع قائلا «إنها قرارات مهمة تندرج في إطار تأقلم الحلف الأطلسي مع بيئة أمنية جديدة»، مشددا على أهمية احترام الدول الأعضاء للتعهدات التي قطعتها في سبتمبر الماضي بزيادة نفقاتها العسكرية لتبلغ 2% من إجمالي الناتج الداخلي. ورحب ستولنبرغ بتمديد الاتحاد الأوروبي العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا التي تضرب قطاعات كاملة من الاقتصاد منها المصارف، وكذلك الدفاع والنفط، ستة أشهر أخرى حتى 31 يناير، معتبرا أنها إشارة قوية ورسالة واضحة بان هناك عواقب عندما يتصرف بلد مثلما فعلت روسيا في أوكرانيا«، وأضاف»أن العقوبات تؤثر على اقتصاد روسيا«، مستطردا» اعتقد انه أمر مهم جدا ان يكون لذلك نتائج«. في المقابل، ردت روسيا على لسان المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بالقول »إنها ترى أن العقوبات الغربية لا أساس لها، وإن المعاملة بالمثل ستكون أساس توجهها«. ونقلت وكالة »تاس« للأنباء عن ناتاليا تيموكوفا المتحدثة باسم رئيس الوزراء ديمتري ميدفيديف قولها »تم إعداد اقتراح لتمديد حظر واردات الأغذية الغربية لمدة 6 أشهر وقدم إلى الرئاسة، وأضافت «لم تتغير فعليا قائمة السلع التي ستظل خاضعة للحظر». ويمنع الحظر واردات غذائية بقيمة تسعة مليارات دولار من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وأستراليا وكندا والنرويج. وقالت وزارة الزراعة إنها قد تضيف منتجات جديدة إلى قائمة الواردات المحظورة. واتهم رئيس مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف الولايات المتحدة بالضغط على الاتحاد الأوروبي لتمديد العقوبات، وقال «الولايات المتحدة تريد السيطرة على العالم..ليسوا معنيين بما يحدث في أوكرانيا..إنهم (الأميركيون) يريدون فقط الضغط على روسيا». وقال انه من المستحيل منع الروس من الذهاب للقتال في أوكرانيا لأنهم يتحركون بدافع عاطفي.
مشاركة :