لجأت متسولات إلى التحايل على الأجهزة الرسمية التي تلاحق المتسولين، عبر استخدام الأطفال في ممارسة التسول، مع عدم ظهور النساء، تحسباً للتوقيف خلال حملات المتابعة في حال القبض على متسولات. ويؤدي استغلال الأطفال في التسول إلى تعريض المتسببين إلى عقوبتين، الأولى التسول، والثانية الاتجار بالأطفال. فيما أعلن مكتب المتابعة الاجتماعية أن معدل الأطفال الذين يتم توقيفهم يومياً وهم يتسولون يصل إلى أربعة أطفال، ويتم إرسالهم إلى إدارة مكافحة التسول. فيما يتولى فريق متابعة حال الطفل وأسباب تسوله ومن يدفعه إلى ذلك. كما تتواصل الإدارة مع الأجهزة الأمنية في حال الاشتباه إذا كانت شبكات تقوم بذلك. وقدرت شرطة المنطقة الشرقية نسبة الأطفال الذين يمارسون التسول ويتم توقيفهم بنحو 33 في المئة. فيما أشارت إحصاءات وزارة العمل إلى أن نسبة عالية من المتسولين المقبوض عليهم هم من الأجانب، إذ تراوح نسبة السعوديين من المتسولين بين 13 و 21 في المئة، بينما تراوح نسبة الأجانب من المتسولين بين 78 و 87 في المئة من خلال إحصاءات آخر ثمانية أعوام، في إشارة واضحة للنسبة العالية التي يمثلها المتسولون الأجانب، إذ يستغلون التكافل والبر والرحمة التي يحض عليها الدين الإسلامي في استدرار العطف. وتسعى مكاتب المتابعة الاجتماعية إلى تحقيق أسس التوجيه والإصلاح السليمة للمتسولين السعوديين، إذ يوجّه ذوو العاهات والعجزة مثلاً إلى دور الرعاية الاجتماعية، للاستفادة من خدماتها. فيما يحال المرضى إلى المستشفيات المتخصصة، إذ تقدم لهم الرعاية الصحية المناسبة من دون مقابل، أما المحتاجون مادياً فتصرف لهم المساعدات المالية من الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية، كما يُحال الصغار والأيتام الذين تنطبق عليهم لوائح دور التربية إلى هذه الدور، إذ توفر لهم الإقامة المناسبة والتنشئة الاجتماعية السليمة، أما المتسولون الأجانب الذين يشكلون نسبة عالية من المتسولين، فإن مهمة متابعتهم وإنهاء إجراءات ترحيلهم تعنى بها الجهات الأمنية المختصة. من جانب آخر، حذرت مسؤولة رعاية الأيتام في مكتب المتابعة الاجتماعية بالأحساء فاطمة البريك، من نشر عناوين المنازل على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، سناب شات...)، لكونها من أهم أسباب التحرش الجنسي حالياً. وأكددت خلال ورشة العمل التي نظمها مكتب المتابعة الاجتماعية في الأحساء أخيراً بعنوان: «التحرش الجنسي وأضراره»، حضرتها 15 مستشارة أسرية بمركز التنمية الأسرية، ضرورة «عدم ترك الأطفال بمفردهم لفترة طويلة مع الأجهزة الإلكترونية، أو الاعتماد على العاملة والسائق لرعايتهم». وشدد البريك على ضرورة «تحذير الأطفال من التحدث مع الأشخاص الغرباء، ومنعهم من مشاهدة الأفلام الإباحية، والبعد عن تداول الكلام الفاحش بين أفراد الأسرة»، معتبرة الوازع الديني «الواقي الأساسي من التحرش الجنسي». كما تحدثت عن أثر التحرش الجنسي على الجاني والضحية، وقالت: «ربما يدفع التحرش الضحية أحياناً إلى أن يكون جانياً على غيره في المستقبل، إضافة إلى النظرة التشاؤمية للذات». وشملت الورشة محاور عدة، منها: أضرار التحرش الجنسي وأنواعه والمتمثلة في الجسمي، واللفظي، وأسباب التحرش. كما ناقشت المستشارات أموراً خاصة بالأيتام لتبادل الخبرات، وتعرفن على الخدمات التي يقدمها مكتب المتابعة الاجتماعية في الأحساء، والتي تتمثل في رعاية الأيتام من ذوي الظروف الخاصة ضمن الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الوزارة، إضافة إلى إيواء العاملات، ودرس حالات التسول.
مشاركة :