أقرت السلطات الفرنسية إلزامية ارتداء الكمامة في المناطق العامة لمنع انتقال عدوى فيروس كورونا، وذلك بالتزامن مع قرار ألماني مماثل في وقت تستعد فيه دول أوروبيه أخرى لدخول المرحلة الثانية من رفع إجراءات الإغلاق وتطبيع الحياة لمواطنيها مع استقرار معدلات الإصابات وتراجع الخطر من تفشي الفيروس.قال رئيس الوزراء الفرنسي إدوارد فيليب إنه يمكن للفرنسيين مغادرة منازلهم ابتداء من ال11 من شهر مايو/ المقبل دون الحاجة إلى تصاريح لذلك. وقال خلال تقديمه لخطة الخروج من الحجر الصحي، إن إجراءات العزل العام أنقذت حياة 62 ألف شخص في غضون شهر، لكن الاستمرار في فرض هذه القيود يعني المخاطرة بانهيار الاقتصاد. وأضاف فيليب: «سيكون من الممكن مرة أخرى التحرك بحرية، بدون شهادة باستثناء السفر لأكثر من 100 كيلومتر من المنزل، وهو ما سيكون ممكنًا فقط لأسباب قاهرة أو عائلية أو مهنية». وأشار إلى أن فرنسا لن تنهي إجراءات العزل العام في أنحاء البلاد ما لم ينخفض عدد حالات الإصابة الجديدة إلى أقل من 3000 يومياً. وأوضح أن «ارتداء الكمامات الطبية سيكون إلزامياً في وسائل النقل المشترك.بدورها فرضت ألمانيا وضع الكمامات في كل المتاجر في برلين اعتباراً من اليوم الأربعاء، في خطوة سبق أن اتخذتها كل المناطق الألمانية الأخرى. وقال مساعد رئيس بلدية برلين إن العاصمة قررت فرض هذا الإجراء الوقائي في كل المتاجر بهدف حمايةأصحابها خصوصاً، وذلك بعدما كانت فرضت وضع الكمامات في وسائل النقل العام. وبعد أن اتخذت المقاطعات الألمانية الخمس عشرة الأخرى خطوة مماثلة الأسبوع الماضي، بات يفرض في ألمانيا كلها ارتداء قناع الوجه في المتاجر. وحثت هيئة الصحة الألمانية السكان على توخي الحذر في مواجهة الوباء، وسط نقاش حول تسريع تخفيف العزل المنزلي.كما سمحت النمسا لمواطنيها بالتنقل من جديد دون قيود اعتباراً من الأول من مايو، ولقاء أصدقائهم ضمن مجموعات صغيرة، على أن يتمكنوا بعد أسبوعين من ارتياد المطاعم التي فرض عليها التزام إجراءات صحية صارمة. واتبعت النمسا خطة تخفيف إجراءات العزل مع إعادة فتح المحال التجارية الصغيرة في 14 أبريل. وتدخل مرحلة أخرى حيز التنفيذ في الأول من مايو مع رفع قيود الخروج والتنقل التي كانت تقتصر حتى الآن على الأنشطة الضرورية، وإن كانت الضوابط أقل صرامة من الدول الأوروبية الأخرى.وفي السياق ذاته، قالت ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية الأكثر ازدحاماً بالسكان إنها ستخفف بعض القيود على الحركة في وقت عادت فيه الشواطئ لاستقبال الزائرين. وقال وزير الصحة جريج هنت إن أستراليا سجلت إصابة واحدة فقط مصدرها غير معلوم خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية ما يرجح أن العدوى محلياً توقفت تقريباً. وكشف رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس عن خطة لتخفيف إجراءات العزل العام التي فرضتها حكومته في أنحاء اليونان. وقال ميتسوتاكيس«نحن مستعدون للمضي قدماَ في المرحلة الثانية من خطتنا وهي التخفيف التدريجي للقيود»، مضيفاً أن تخفيف الإجراءات سيبدأ في الرابع من مايو/ أيار، لكنه حث اليونانيين على توخي الحذر. وأعلن مسؤولون صرب أنّ الأماكن العامة سيعاد فتحها الأسبوع المقبل، فيما تستأنف البلاد الرحلات الجويّة في منتصف مايو.وفي بريطانيا، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء بوريس جونسون إن المملكة المتحدة لم تصل بعد إلى نقطة الرغبة في تغيير قواعد التباعد الاجتماعي، في حين تركز الحكومة على مراجعة الإجراءات بحلول السابع من مايو. وأضاف«من المهم أن تظل (الإرشادات) كما هي في الوقت الحالي. نحتاج إلى اجتياز خمسة اختبارات قبل أن نفكر في الانتقال إلى المرحلة التالية من الاستجابة للفيروس. لم نصل بعد لذلك». من جانبه، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن بلاده لم تبلغ بعد ذروة تفشي الوباء مؤكداً أنه يدرس رفع تدابير العزل تدريجياً اعتباراً من 12 مايو. وقال بوتين خلال اجتماع مع حكام المناطق إن رفع العزل سيتم وفق المناطق و«بحسب الوضع الوبائي الآني واستقراره». وأمر بوتين بوضع تدابير«عاجلة» جديدة لدعم الاقتصاد والسكان. (وكالات)
مشاركة :