ميليشيات فجر ليبيا تقصف مواقع لـ«داعش» في سرت

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

في مؤشر على تعثر محاولات بناء الجيش الليبي، تحولت إقالة الفريق خليفة حفتر القائد العام للجيش الليبي لأحد ضباط الجيش إلى أزمة سياسية وعسكرية، بعدما عقدت بعض قبائل المنطقة الشرقية اجتماعا طالبت خلاله المستشار صالح عقيلة رئيس مجلس النواب بالتدخل باعتباره نظريا القائد الأعلى للقوات المسلحة الليبية. وكان حفتر الموالي للسلطات الشرعية في ليبيا، قد أصدر قرارا بإقالة العقيد فرج البرعصي من منصبه كقائد للقوات المسؤولة عن تحرير مدينة درنة معقل الجماعات الإرهابية والمتطرفين في شرق ليبيا، وحذر العسكريين من مغبة إطاعة وتنفيذ أي أمر أو تعليمات، يصدرها لهم. لكن قبائل العبيدات والبراعصة في شرق ليبيا، اعترضوا في اجتماع مطول عقدوه مساء أمس على القرار وطالبوا حفتر بالتراجع عن عزل البرعصي وإقالته من منصبه، بحجة أن المسؤول عن تعيينه هو رئيس البرلمان باعتباره القائد الأعلى للجيش. ADVERTISING وأجرى المستشار عقيلة اتصالا هاتفيا بالحاضرين ووعدهم بمحاولة إقناع الفريق حفتر بالإبقاء على البرعصي في منصبه كقائد لمحور لملودة العسكري. ووزع مكتب حفتر في المقابل رسالة مطولة منه إلى رئيس مجلس النواب تتضمن أسباب اعتراضه على بقاء البرعصي داخل المؤسسة العسكرية الليبية، واتهمه بعدم الانضباط والتحرك بشكل مشبوه. واتهمت الرسالة المنسوبة إلى حفتر وتحمل توقيعه، العقيد البرعصي بممارسة أعمال غير عسكرية بالإضافة إلى عدم الكفاءة وتجاهل تنفيذ التعليمات الصادرة إليه، كما انتقد حفتر ضعف أدائه العسكري ما أدى إلى إرباك كبير في العمليات العسكرية في بنغازي على حد قوله. وهذه هي المرة الأولى التي تدخل فيها قبائل في المنطقة الشرقية على خط الأزمة بين كبار قيادات الجيش الليبي، لكن لا مؤشرات على احتمال قبول حفتر عودة البرعصي إلى ممارسة عمله مجددا داخل المؤسسة العسكرية. وبينما يقول أنصار البرعصي بأن من يملك عزله من منصبه هو من عينه أول مرة في إشارة إلى القائد الأعلى للجيش المستشار صالح عقيلة، فإن معسكر حفتر يعتبر البرعصي في المقابل شخصية غير جديرة بالانتماء إلى المؤسسة العسكرية الليبية. في غضون ذلك، قصفت مساء أول من أمس مقاتلة حربية تابعة لميليشيات «فجر ليبيا» المسيطرة على العاصمة الليبية موقعا لتنظيم داعش في مدينة سرت الساحلية شرق طرابلس. وقل مسؤولون وشهود إن ميليشيات حكومة طرابلس نفذت ضربات جوية على مقر «الأمن الداخلي» سابقًا وهو مبنى كان المقاتلون يجتمعون فيه، ولفتوا إلى أن الضربات كانت دقيقة وأن المتشددين المصابين نقلوا إلى مستشفيات. وقالت مصادر محلية بأن عناصر تنظيم داعش أغلقت مستشفى «ابن سينا» بعد هذه الغارة الجوية بسبب نقل جرحى التنظيم إلى المستشفى. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع في حكومة طرابلس محمد عبد الكافي عبر الهاتف إن طائرات القوات الجوية لحكومة الإنقاذ الوطني نفذت ضربات جوية على مبنى للأمن الداخلي في سرت. وأضاف أن الضربات استهدفت تجمعا لمقاتلي داعش لكن لم ترد أنباء عن وقوع خسائر حتى الآن. وقال أحد شهود العيان في المدينة إن قنابل أصابت مقرا سابقا لقوات أمن العقيد الراحل معمر القذافي في سرت، وارتفعت سحب الدخان الأسود فوق المدينة. وطبقا لما أعلنه مصدر بالكتيبة 166 مشاة الموالية لحكومة طرابلس غير المعترف بها دوليا، فإن مقاتلة حربية من نوع (ميغ 21) انطلقت من القاعدة الجوية بمصراتة وشنت ضربات جوية على مقر الأمن الداخلي السابق وسط سرت، حيث يتحصن عدد من عناصر «داعش» وعربات مسلحة تابعة لهم. وأضاف المصدر لوكالة شينخوا الصينية أن «عشرات القتلى والجرحى» سقطوا جراء الضربة الجوية، لافتا إلى أنه تم نقلهم إلى مستشفى ابن سينا التعليمي، وسط إجراءات مشددة. والكتيبة (166 مشاة) التابعة لقوات فجر ليبيا كلفت في منتصف فبراير (شباط) الماضي من قبل السلطات الليبية غير المعترف بها من المجتمع الدولي في طرابلس بقتال تنظيم داعش في سرت. وخاضت هذه الكتيبة مواجهات ضد التنظيم المتطرف في سرت قبل أن يتمكن مطلع الشهر الجاري من إخراجها من مسقط رأس القذافي، بعد هجوم ضخم سيطر على أثره على قاعدة «القرضابية» الجوية وميناء المدينة الواقعة على بعد (450 كلم شرق طرابلس)، بالإضافة إلى مقرات عسكرية هامة. وتتمركز الكتيبة حاليًا غرب مدينة سرت، وتقوم قوات «فجر ليبيا» بإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة، تمهيدا لاقتحام سرت من جديد. وسيطرت حكومة الإنقاذ الوطني على طرابلس منذ اجتاحت قواتها العاصمة في الصيف الماضي، الأمر الذي أجبر حكومة رئيس الوزراء عبد الله الثني المعترف بها دوليا على العمل من الشرق. وكسب تنظيم داعش أراضي في مدن مثل سرت ودرنة إلى الشرق ليتحدى الجماعات المسلحة المحلية وقوات الحكومة على حد سواء، وأصبحت سرت على الأخص معقلا للتنظيم.

مشاركة :