كالذئابِ يقتربون من فريستهم بمكرٍ شديد يجاورونه في المسجد كأنهم أشخاصٌ عاديون، ثم يستغلون التوقيت الأنسب الذى يقررون فيه الانقضاض على فريستهم فيسقط أحدهم مدعيا التعب طالبا المساعدة التي يجدها من ضحيته المسالم الذي دخل المسجد ليلاقي ربه ولا يتوانى عن تقديم المساعدة بينما الذئاب في ذلك الوقت يمدون أيديهم إلى جيبه في هدوء تام لا يشعر بهم ويحصلون على ما يريدون «حافظة نقود أو تليفون محمول أو ما يقع في أيديهم» ثم يتركون فريستهم يكمل مقصده ليُفاجأ بعدما ينتهي من صلاته أنه وقع ضحية الذين لا يأبهون بحرمة المساجد.بهذه الكيفية استطاع 4 مجرمين جمع ما يقرب من 4 آلاف دينار وعدد من البطاقات البنكية من ضحاياهم في 4 مساجد مختلفة وذلك خلال مدة لم تتعد خمسة أيام أنهوا جريمتهم وغادروا البحرين قاصدين بلدا عربيا آخر ليستكملوا سرقة رواد المساجد إلا أن مباشرة عمليات البحث والتحري بنجاح أسفرت عن تحديد هوية المتهمين، بالتعاون مع الجهات المعنية، تم القبض على الجناة الأربعة في إحدى الدول الخليجية الشقيقة وتسليمهم إلى السلطات المعنية في مملكة البحرين تمهيدًا لتقديمهم للمحاكمة التي قضت بالسجن 5 سنوات على كل منهم وأمرت بإبعادهم عن البلاد عقب تنفيذ العقوبة.وكانت شرطة محافظة العاصمة تلقت عدة بلاغات تفيد بسرقة مبالغ مالية من أشخاص بطريقة احتيالية أثناء وجودهم في المساجد إذ يقوم الجاني بالتمثيل على المجني عليهم بادعاء أنه يعاني ألمًا ويسقط على الأرض وعندما يقوم المجني عليه بمحاولة إسعافه يقوم هو أو شخص آخر بسرقته من دون أن يشعر، وفي بعض القضايا يقوم الشخص بعمل حركات للمجني عليه كالجنون وغيره ويقوم الشخص الثاني بسرقته.وكان البلاغ الأول تلقاه مركز شرطة النعيم من أول المجني عليهم أفاد فيه بأنه أثناء أدائه صلاة الظهر، حضر له شخص من الخلف أثناء وجوده بدورة مياه الوضوء وقام بحركات ليوهمه بأنه مجنون، ومن ثم دخل إلى الصلاة وأثناء فراغه من أداء الصلاة اكتشف أن مبلغا قدره 760 دينارا كان في جيب بنطاله غير موجود وأنه يشك في الشخص الذي ادعى الجنون أنه من قام بسرقته، موضحًا أن عددا من الأشخاص تعرضوا للسرقة بالمسجد ذاته والوقت ذاته، وأفاد بمواصفات المتهم.وفى اليوم التالي تلقى مركز شرطة النبيه صالح بلاغا آخر من شخص بحريني يفيد بأنه أثناء خروجه من صلاة الجمعة فوجئ بأن أحد الأشخاص قام بسرقة حافظة نقوده وبداخلها عدد من بطاقات الصراف الآلي وبعد 40 دقيقة تلقى رسائل من البنك تفيد بسحب مبالغ مالية متفرقة تقدر بـ1900 دينار وأنه يشك في شخصين أحدهما بنفس مواصفات المتهم في الواقعة الأولى، وفى المساء تلقى المركز بلاغا آخر من أحد المجني عليهم يفيد بأنه أثناء خروجه من صلاة العشاء بنفس المسجد اكتشف أنه فقد حافظة نقوده وتحتوي على مبلغ وقدره 150 دينارا وبطاقات خاصة بحث عنها ولم يجدها.وكان آخر بلاغ لمركز الحورة أفاد فيه المجني عليه أنه توجه إلى صلاة الظهر في مركز أحمد بن حسن إبراهيم الواقع بمنطقة السلمانية ودخل إلى دورة المياه وعند خروجه من دورة المياه شاهد شخصا طويل القامة أبيض البشرة كاد يسقط على الأرض وتوجه إليه وقام بالإمساك به من الخلف وحضر معه مجموعة أشخاص لمساعدته وكان الشخص الذي كاد يسقط على الأرض يقوم بلمس ملابس المبلغ وقاموا بوضعه على الأرض ودخل إلى أداء صلاة الظهر وعند رجوعه اكتشف أن حافظة نقوده غير موجودة في جيبه إذ تمكن الشخص من سرقتها والتي كانت تحتوي على البطاقة الذكية وبطاقة رخصة القيادة وبطاقة ملكية سيارة وبطاقة بنك ومبلغ قدره 283 دينارا بحرينيا.