لبنان ينتفض ومقتل محتج في طرابلس

  • 4/29/2020
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

اشتعلت احتجاجات على المصاعب الاقتصادية المتفاقمة في مدينة طرابلس وامتدت إلى مدن لبنانية أخرى الثلاثاء، مع إضرام النار في عدد من البنوك واستمرار تأجج العنف لليلة ثانية. ذكرت مصادر أمنية وطبية أن محتجاً قتل في أعمال الشغب ليل الإثنين، أين ساهم انهيار الليرة اللبنانية، وزيادة التضخم، وارتفاع البطالة في تفاقم مصاعب لبنان الذي يعاني أزمة مالية قاسية.  وفاقم إغلاق الأعمال وتوقف الأنشطة العامة سعياً للحد من انتشار فيروس كورونا من المصاعب الاقتصادية. وأضرم المحتجون في مدينة طرابلس، شمال البلاد، النار في عدة بنوك، وحطموا واجهاتها الثلاثاء، ما دفع الجيش إلى استخدام الغاز المسيل للدموع والطلقات المطاطية. واحتشد المتظاهرون ليل الثلاثاء في الساحة الرئيسية فيما رشق البعض قوات الأمن بالحجارة في الشوارع الجانبية. وأسفرت أعمال الشغب الثلاثاء عن تحطيم واجهات بنوك، وحرق سيارات، وتحطيم ماكينات صرف آلي. وأفاد مصدر أمني بأن أعمال العنف أدت إلى وفاة شاب في العشرينات، وقال إنه لم يتضح بعد من الذي تسبب في وفاته. وأصبحت البنوك هدفاً للمحتجين الغاضبين من تجميد ودائعهم. وألقي محتجون في مدينة صيدا بجنوب لبنان قنابل حارقة على مبنى للمصرف المركزي وهم يرددون هتاف “ثورة” وأضرموا النار في واجهة المبنى قبل أن يهشموا واجهات بنوك. وفي بيروت، نظم العشرات وضع بعضهم كمامات طبية مسيرة في أرجاء المدينة، بينما كانوا يرددون شعارات ضد النظام المصرفي، ويدعون لبنانيين آخرين للانضمام إليهم. وفي وقت لاحق، رشقت الحشود قوات الأمن التي تمركزت أمام المصرف المركزي بالحجارة. وحث رئيس الوزراء حسان دياب اللبنانيين على الامتناع عن العنف، وقال إن “نوايا خبيثة خلف الكواليس” تهز الأمن والاستقرار. وأضاف دياب في بيان “نحن اليوم أمام واقع جديد، واقع أن الأزمة المعيشية والاجتماعية تفاقمت بسرعة قياسية، وجزء منها بفعل فاعل، خاصةً مع ارتفاع سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء إلى مستويات قياسية”. وانخفضت الليرة اللبنانية، التي فقدت ما يزيد على نصف قيمتها منذ أكتوبر(تشرين الأول) الماضي، بشكل حاد في الأسبوع الماضي، ما أثار احتجاجات صغيرة رغم إجراءات العزل العام بسبب فيروس كورونا، ومناشدات من المسؤولين للبقاء في المنازل. وقال أحد المستوردين إن الدولار الأمريكي بيع مقابل 4200 ليرة لبنانية الثلاثاء، رغم توجيه البنك المركزي الذي حدد السعر عند 3200 ليرة. وقبضت الشرطة على عدد من تجار العملة الإثنين لانتهاكهم الحد الأقصى، ما دفع نقابة الصرافين لإعلان إضراب مفتوح. وتنذر الاضطرابات بعودة البلاد إلى العنف حتى في الوقت الذي تتطلع فيه بيروت لتمرير خطة إنقاذ اقتصادية، والدخول في مفاوضات مع الدائنين الأجانب بعد التخلف عن سداد ديونها الضخمة في الشهر الماضي. وفي اتصال هاتفي مع دياب يوم الثلاثاء، قال وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان إن باريس مستعدة لعقد اجتماع مجموعة دعم دولية للبنان، بمجرد رفع قيود العزل العام بسبب فيروس كورونا. وبذلت حكومة دياب، التي تشكلت في يناير (كانون الثاني) لاماضي  بتأييد جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران، جهداً مضنياً لتطبيق إصلاحات يطالب بها المانحون الأجانب للإفراج عن مليارات الدولارات، تعهدوا بها. وقال فهد مقدم وهو محام من طرابلس: “الناس فقدوا قدرتهم الشرائية، وليس لدى الدولة خطة لعمل أي شيء. البنوك مغلقة ولا تصرف أموالاً للناس. أعتقد أن على هذه الحكومة أن تستقيل”. وأعلنت وزيرة الإعلام منال عبد الصمد بعد اجتماع للحكومة الثلاثاء، وضع اللمسات النهائية على خطة الإنقاذ التي قدرت مسودة منها هذا الشهر خسائر القطاع المصرفي ب،83 مليار دولار. تحذيروكانت طرابلس، 80 كيلومتراً شمال بيرو، التي تعاني منذ أمد بعيد من الفقر والبطالة، مسرحاً لاحتجاجات كبيرة ضد النخبة الحاكمة في مظاهرات واسعة النطاق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقال أبو حسين، وهو أحد نشطاء طرابلس: “هذه ليست أعمال شغب، إنها تعبر عن الغضب من أن الدولار وصل إلى 4000 ليرة لبنانية… كيف سيأكل الناس؟ وهذا هو شهر رمضان المبارك”. وقال الجيش إن قنبلة حارقة ألقيت الليلة الماضية على إحدى مركباته وألقيت قنبلة يدوية على دورية، وأنحى باللائمة على “عدد من المتسللين” ودعا المحتجين السلميين لمغادرة الشوارع سريعاً. وقال بيان لاحق للجيش، إن 40 جندياً أصيبوا في طرابلس وأماكن أخرى بعد رشق دوريات تعمل على إعادة فتح الطرق بالحجارة. وجاء في البيان أن ثلاثة بنوك وعدة ماكينات صراف آلي في طرابلس أحرقت وقُبض على تسعة محتجين. وقال بيان أصدرته السفارة الأمريكية في بيروت: “خيبة أمل الشعب اللبناني الناتجة عن الأزمة الاقتصادية مفهومة، ومطالب المحتجين لها ما يبررها. لكن العنف، والتهديدات، وتدمير الممتلكات أمور تثير القلق البالغ، ويجب وقفها”. وقال المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيس، إن العنف‭‭‭‭‭‭‭ ‬‬‬‬‬‬‬بمثابة تحذير للقادة السياسيين في لبنان. وأضاف في تغريدة على تويتر “حان الوقت لتقديم الدعم المادي للأغلبية اليائسة، والفقيرة والجائعة، من اللبنانيين في جميع أنحاء البلاد”. وأعلنت جمعية مصارف لبنان إغلاق بنوك طرابلس الثلاثاء، في انتظار استعادة الأمن قائلةً إن البنوك استُهدفت في هجمات وأعمال شغب خطيرة.

مشاركة :