بداية أنوه إلى أن قضية خالد العبيوي مع النازحين ليست وليدة اليوم وليست قضيته الوحيدة فقد جند حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي للسب وطالت شتائمه أهالي حفر الباطن إن لم يكن كلهم فقد شتم الغالبية العظمى منهم وليس النازحين كما يدعي، ولكن قد يكون الصراخ على قدر الألم، ولا أدري ما هو الأمر الموجع له الذي جعله ينشر هذيانه في الصحف الورقية. وإن كانت مشكلة خالد العبيوي شخصية مع نازح بعينه فالقضاء يفتح أبوابه لكل مظلوم ويرد كل حق مغتصب. وأما من تحدث عنهم فهم البدون في السعودية أو القبائل النازحة أو البدون كما يسميهم بعضهم هم فئة من المجتمع يسكنون في المملكة العربية السعودية ولم يحصلوا على الجنسية السعودية وهم من البدو الرحل كانوا ينتقلون إلى الدول العربية المجاورة بسبب أنهم أصحاب أغنام وإبل فكانوا يذهبون وراء المراعي الخصبة والماء الوفير ويتمركزون في جنوب المملكة وشمالها ويتوزعون في بعض مدن المملكة الأخرى وإن كان تنقلهم وتتبعهم لمراعيهم في وقت كانت الجزيرة العربية تمر بأوقات القحط والجفاف فهذا الخروج والتنقل يدل على قوة هذه القبائل وبعد أن رسمت الحدود للدول عاد أبناء هذه القبائل إلى وطنهم الأم وهذه العودة كانت قبل حوالي 40 عاما ومنهم من حصل على الجنسية السعودية بمرسوم ملكي ومنهم من لا يزال ينتظر عطف ولاة الأمر للبت في هذا الأمر. الداعي لكتابة هذه الأسطر هو الكتابة العنصرية التي تشدق به شخص يدعى خالد العبيوي من خلال صحيفة الشرق وخلال هذه الصفحة «مداولات» حيث كتب العبيوي: «وفد إلينا في مملكتنا الغالية خاصة في «حفر الباطن» كثير من النازحين من دول الجوار، الذين استضافتهم المملكة العربية السعودية بكل أريحية، حتى أصبحوا أو كادوا أن يصبحوا مواطنين لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات، وتقدم كثير منهم للحصول على الجنسية السعودية، ومنهم من حصل عليها أيام المغفور له بإذن الله «الأمير نايف بن عبدالعزيز» -طيب الله ثراه- الذي كان يرى فيهم أبناء الوطن، ولكن ماذا كان جزاؤه -رحمه الله- صار الحمد والشكر بعد الله فيهم لصدام حسين، ولم ينل منهم صاحب الفضل إلا الطعن والتشويه». بداية أقول إن البينة على من ادعى أو أن الكاتب كاذب والواقع خير إثبات فإن كنت تملك إثباتا لكلامك وأنت تصف بأن ولاء من حصل من النازحين على الجنسية السعودية وأصبح سعوديا بفضل الله ثم المرسوم الملكي الصادر عن ولاة الأمر في هذا البلد الكريم بولاء خارجي فهذا طعن وشق لوحدة الصف التي تدعو إليها وأنت تفعل العكس وإن كنت تملك الأدلة فالقضاء والداخلية هما أصحاب الفصل بيننا. وعلى أرض الواقع فأصدق دليل على ولاء النازحين سابقا ممن حملوا الجنسية السعودية حاليا فمنهم جنود يدافعون بأرواحهم عن هذا الوطن ويدافعون عن خالد ومن هم على شاكلته ممن يتشدق ويشكك بولاء هؤلاء الرجال ومنهم قضاة وأطباء وعلماء وأئمة مساجد ومعلمون يخدمون الوطن بعلمهم ويبنون أجيالا بعكس ما يفعله العبيوي. وأما الجزء الذي صدق فيه وهو كاذب أن من قام بالاعتصام قبل عدة أسابيع بالقرب من أحد المنافذ السعودية وإن كان أخطأ أشخاص منهم بهذا الاعتصام فهذا الخطأ لا يعمم على جميع النازحين فمن قام بالاعتصام لا يتجاوز نسبتهم الـ 5%، والغريب بالمقال أنه يتحدث عن ضرورة التكاتف والوقوف صفا واحدا لأجل هذا الوطن بينما يستخدم قلمه وكتاباته التي يريد من خلالها شق الصفوف وتمزيق الوحدة الوطنية.