الخيمة الخضراء تناقش أهمية الفنون في زمن المحن

  • 4/29/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

الدوحة – قنا:  تناولت الخيمة الخضراء، التابعة لبرنامج "لكل ربيع زهرة"، "أهمية الفنون للمجتمعات في أزمنة المحن"، وذلك في ندوتها الإلكترونية الثالثة التي شارك فيها عدد من الفنانين والمبدعين والمختصين العرب من دولة قطر ودولة الكويت وسلطنة عمان والمملكة المتحدة وغيرها. وأكد المشاركون أن الفنون مصاحبة للإنسان في جميع أزمنته منذ النشأة الأولى وحتى قيام الساعة، فهي المعبر عن الهوية ومقياس الحضارة وذاكرة الشعوب، لافتين إلى أنه في وقت الأزمات تنشأ ألوان جديدة تناسب المزاج العام. وفي هذا الصدد أوضح الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج "لكل ربيع زهرة"، أنه في الوقت الذي تزداد فيه الأخطار الطبيعية وصولا إلى جائحة كورونا( كوفيد-19)، يمكن للفن أن يكون مصدر إلهام للفنان والمبدع، لتعزيز الصمود والتأثير في مجتمعه حيال ما يعتريه من محن، فيمكن للشعر، والرسم، والتصوير الفوتوغرافي، والموسيقى، والعروض الفنية، وفن الكاريكاتير أن تروي قصصا تتخطى الحواجز الجغرافية والثقافية والإثنية، وتعمل على إيجاد التعاطف مع المجتمعات المحلية التي تواجه مخاطر متزايدة، وبإمكان المشاعر التي يثيرها الفن أن تحد من الآثار النفسية والصحية الناتجة عن المحن، وتجهز الناس للمواجهة الشجاعة للجوائح، وإضفاء الأمل. وقال الدكتور الحجري إنه قد آن الأوان لاقتراح مبادرة "فن الصمود"، تسعى إلى جمع الذين يعلمون، والذين يعملون، وأولئك الذين يبدعون ليكونوا مصدر إلهام لطرق جديدة للتفكير في التصدي لجائحة كورونا (كوفيد-19). وأشار إلى أن هناك العديد من الأعمال الإبداعية "وليدة الأزمة الحالية" والتي تجعل الناس يتوقفون أمام مخاطر الجوائح، ويعملون الفكر فيها، ويشاركون في التصدي لها، معربا عن ثقته بأن الفنانين يمكنهم إبداع تجارب تجعل المرء العادي يشارك فيها، بل وتحفزه على ابتكار الحلول، كما يمكن استكشاف إمكانية استخدام الفن للتعريف بالمخاطر، إذ ينبغي النظر للفن بوصفه عاملا للتلاقي، ومحفزا على بدء التحاور، ومصدرا للأمل، ودافعا للناس من جميع أنحاء العالم على العمل المشترك ومواجهة المخاطر بصورة شجاعة ولائقة.   وقال الفنان اللبناني عبدالحليم كركلا، الذي شارك من لندن، إن الفن نوع من التوثيق لكل الأحداث التي تمر على الإنسان، ومن بينها أوقات الأزمات، فكان الفن حاضرا ومسجلا للأحداث في زمن الطاعون في إنجلترا، وغيرها من الأحداث التاريخية فالفن نقطة مضيئة في أوقات الأزمات والظلمات. وأضاف "نحن في أمس الحاجة أن يظل صوت الفن مسموعا، ليعطي الفنان النور لمن يشعرون بالكآبة في الأوقات العصيبة التي يمرون بها"، مشيرا إلى أن العالم العربي بوحدة المكان واللغة والدين يجعل أي حركة فنية فيه تنتقل بين جميع بلدانه، وأنه مهما كان الوضع قاسيا سيظل العرب وحدة واحدة. من جانبه، أكد الدكتور مرزوق بشير أستاذ الدراما والنقد المسرحي بكلية المجتمع أن الحديث عن الفن مرتبط ببداية المجتمع الإنساني فالإنسان الأول وثق حياته بالرسم وتقليد أصوات الطبيعة من حوله ثم تطور الفن وتنوع مع مرور الزمن. وأشار إلى أن الفنون لها دور أكبر من مجرد الإمتاع وإبراز الجمال بعد استخدامها في التعليم والتربية والطب، بجانب دوره الكبير في جمع الشعوب، وحل النزاعات والخلافات. من جهته، تطرق الدكتور عصام الملاح مستشار مجلس الإدارة للبرامج والفعاليات بدار الأوبرا السلطانية بسلطنة عمان إلى دور الموسيقى ومصاحبتها للإنسان مع مولده بالأغاني الشعبية في احتفالات "الميلاد" و"السبوع" و"أعياد الميلاد" وغيرها فالعنصر الموسيقي فن يحسه الجميع، وله علم خاص. وتابع بقوله" ولإن الموسيقى تصاحب الإنسان منذ بدايته وولادته وحتى وفاته، فهي تشاركه كل المحن، ولا تعرف العنصرية، ولغة لا تحتاج إلى ترجمة، وهذا ما تجلى في الأزمة الأخيرة، التي أظهرت العالم كعائلة واحدة". وأعرب الدكتور الملاح عن سعادته بمشاركة بعض فرق الأوركسترا في نشر فقرات فنية عبر منصات التواصل الاجتماعي من أجل الترويح عن الشعوب، ومن بينها أوركسترا قطر الفلهارمونية التي يشارك فيها فنانون من أكثر من 20 دولة يعكسون بأعمالهم روح الإنسان وميوله الحماسية والدينية والتضامنية. من جانبها، قالت الدكتورة سعيدة خاطر، وهي شاعرة وناقدة عمانية ،إن الفنون منحة إلهية وجزء من الجمال المطلق ولها أهمية كبيرة جدا في رقي الإنسان، فالمجتمع بلا فن هو مجتمع شحيح وفقير في الجمال والبهجة وعاجز عن تقديم أي خدمة للإنسانية. ونوهت بأن العزلة التي خلقتها أزمة فيروس كورونا (كوفيد-19)، استطاعت أن تشجع الكثير من الفنانين على الإنتاج، فالفن قادر على أن يخرج الإنسان من العزلة والإحساس بالفراغ، وله دور كبير في تطهير النفس. بدوره، أكد الفنان عبدالرسول سلمان، من الكويت، أن الفن شيء أساسي في الأزمات التي يمر بها الإنسان، وهو وسيلة إعلامية لمخاطبة الشعوب، وله دور بارز في الصحة النفسية، مستعرضا عددا من تجاربه الفنية إبان غزو الكويت، حيث أقام مجموعة من المعارض في دمشق وبيروت والقاهرة، وخارج الوطن العربي في أمريكا والبرازيل وكندا واليونان، فكانت رسوماته بمثابة حشد إعلامي للتعريف بعدالة القضية الكويتية في هذه الفترة. من جانبه، أكد الفنان التشكيلي القطري يوسف أحمد، أن الفن هو الصوت الحقيقي لأي أزمة، مهما اختلفت نوعيتها، وأنه مهم في تحميس الناس للوصول لأهدافهم وتحقيق غاياتهم وتطلعاتهم . وأوضح أن الرمز الذي يصل إليه الفنان التشكيلي يحفز الناس لأجل الوصول للأفضل، خاصة في الفترات العصيبة التي يمر بها الإنسان، ما يجعل الفن مؤثرا على كامل الحياة مستشهدا في ذلك باتخاذ العالم لـ"الحمامة" كرمز للسلام من إحدى لوحات الفنان العالمي بابلو بيكاسو. من ناحيتها، أوضحت الكاتبة مريم الحمادي، مدير الملتقى القطري للمؤلفين، أن الفنون على اختلاف أنواعها "مرئية وحركية وتطبيقية وغير مرئية" لها دور كبير في أوقات الأزمات، فهي تعبر عن حاجات الشعوب وتعكس الجو العام وتعزز دور الشعوب في مواجهة الأزمات، وتدعم الإنسان في مختلف مراحله. ونوهت بأن الفنون على اختلاف صورها كان لها دور في أزمة كورونا، فظهرت الكثير من المشاركات الفنية حول العالم، من بينها لغير الفنانين ممن حرصوا على الإبداع من أجل الترويح عن أنفسهم وعن الآخرين. من جانبه، رأى الفنان المسرحي السوداني محمد السني دفع الله، أن الفن يحذر من الكوارث قبل وقوعها، ومن ذلك لوحة "الموج العظيم"، التي حذرت من تسونامي، مشيرا إلى أن الفنون دائما ما تكون لصيقة بهموم الإنسان العادي، وهذا يتضح من خلال الأزمة الحالية، التي حاول فيها الفنانون أن يظهروا معالم الأزمة ودور الفئات المختلفة في مواجهتها.

مشاركة :