ظلال النخيل و «المسحراتي» ملامح من رمضان زمان بالقطيف

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

استحضر اثنان من كبار السن في محافظة القطيف مع «المدينة» ذكريات رمضان زمان، وحياة أهالي المحافظة قديما التي اتسمت بالبساطة والتداخل الاجتماعي والعديد من العادات الجميلة الساحرة التي تلفها مشاعر المودة بين الجيران، وأضافا أنهم كانوا يستظلون بالنخيل والباستين لتلطيف نهار رمضان في ذلك الزمن. تحدث الشاعر الحاج عبدالله عبد النبي، 99 عامًا، أنه بدأ العمل في بستان «النخيل»، مع والده وعمره 12 سنة، حيث أفنى عمره في الزراعة وصناعة الحصير بمساعدة أبنائه، مشيرًا إلى أن الحياة في الماضي كانت بسيطة ولا توجد بها عقد، وأن صيام شهر رمضان في الماضي كان صعبا، حيث كان أغلب الناس يمتهنون العمل في البساتين الزراعية، في ظل عدم وجود الكهرباء، خصوصًا إذا جاء فصل الصيف الشديد الحرارة فإن الصوم كان صعبا، وذلك لأنهم يعملون طوال النهار في بساتينهم تحت أشعة الشمس المحرقة، موضحًا أنهم يذهبون في فصل الصيف إلى البستان، ويظلون فيه بحثا عن برودة الجو. وذكر أن رمضان، هو شهر القرآن الكريم، حيث ترى كل البيوت بعد الإفطار تهتم بقراءة القرآن وتلاوته في ما بينهم، مشيرًا إلى أن الناس كانوا طيبين في تعاملهم مع بعضهم البعض بسطاء في علاقاتهم بدون أي تكلف، مشيرًا إلى أن أكثر الناس كانوا مواظبين على الصلاة في المساجد، وحضور مجالس الدعاء. وأوضح أن الناس في رمضان كانوا يقومون بتوزيع التمر، وبعض المأكولات التي يطبخونها في منازلهم على الجيران، لافتًا إلى أن مائدة الإفطار سابقًا كانت متواضعة، وهي تتضمن «الأرز واللقيمات والخبيصة والهريسة»، والتي يطبخونها باستخدام الحطب مضيفا بأن الأهالي في السابق كانوا يبتعدون كل البعد عن الإسراف الذي انتشر الآن في وقتنا الحاضر، مشيرًا إلى أنه كان يقوم بصناعة «بيوت الشعر»، ويهديها إلى الناس من باب المساعدة و»الفزعة». وقال محمد جواد أبو شاهين أن الحياة الاجتماعية قديمًا كانت مبهجة برغم الظروف، لأن الناس كانت في قمة حبها وعطائها لمجتمعها، حيث أن المجتمع يتسم بالطيبة والتعاون والتكاتف، والناس يتعايشون بكل الحب في ما بينهم، مشيرًا إلى أن المشكلات الاجتماعية قليلة، والناس يرجعون في مشكلاتهم إلى عمدة البلدة، لحلها وفض النزاعات في الغالب، وقال: إن معظم الناس في الماضي كانوا يسكنون في المزارع، والذين يسكنون في البلدة قلائل، مؤكدًا أنهم كانوا يمتلكون حس القناعة بشكل كبير، لهذا تراهم يتمتعون بالرضا ويعيشون حالة اجتماعية عفوية، مما يجعلهم سعداء، وقال: إن المشكلات مقارنة مع عصرنا الحالي كانت قليلة ولا تذكر، لافتًا إلى أن الناس كانوا ينامون مبكرًا، ولم تكن الماديات موجودة ولا تشكل هاجسًا وهمًا بالنسبة للأسرة، وأضاف: إن الإنسان في الماضي أهم شيء عنده أن يعيش مستورًا، يأكل ويشرب، ويعيش مطمئنًا على نفسه وعرضه وماله . وعن أجواء شهر رمضان في الماضي قال أبو شاهين أن الأجواء الرمضانية تحمل بين نسماتها الروحانية الإيمانية، حيث يقيم الأهالي بعد الإفطار المجالس القرآنية في منازلهم، ويتزاورن في ما بينهم للاستماع إلى القرآن، لافتًا إلى أن مائدة الإفطار تعتمد على بعض الأطعمة كمنتجات النخيل من الرطب والتمر، إضافة إلى اللقيمات والخبيصة واللتان تعتبران وجبة رئيسية، كذلك مرقة اللحم مع الرز . وذكر أن من العادات التي كان الأهالي في الماضي يحرصون عليها، تقديم الإفطار إلى الأهل والجيران، واصفًا إياها بالعادة الجميلة، مشيرًا إلى أن هذه العادة في عصرنا الحالي لم تعد كما في الزمن الماضي، موضحًا أنها أصبحت قليلة، وربما انقرضت في بعض الأماكن في القطيف. ونوه إلى أن الناس يعتمدون في سحورهم على «المسحراتي»، الذي يجول في الطرقات، وينادي - السحور يا مؤمنين -، بشكل يومي وبانتظام، أما الإفطار فإنهم يعتمدون على سماع أذان صلاة المغرب، مضيفًا: إن «المسحراتي»، رجل متطوع في عمله، لهذا فإن أهل البلدة يعطونه من المال ما يقسمه الله له، وقال بلغة الحنين: الإنسان كل ما رجع إلى زمان وأيام زمان، يحن إلى الماضي، يحن إلى المجتمع الذي يعيش بعفويته وطبيعته متحابين ومتعاونين. المزيد من الصور :

مشاركة :