"ليست الحياة ملزمة بأي شكل أن تمنحنا ما نتوقع" وهكذا كان ...عالم الأضواء أطفأ أنواره واحتجب على مسيرة ابتدأت بأدوار صغيرة وأخرى رسخت نجوميته، ليسدل الستار أخيراً على مشهد غير مصوّر لمريض بسرطان نادر في مستشفى بالهند بطله البوليوودي عرفان خان. وكأن رحيل والدته لم يساعده على المضي قدماً في رحلة الكفاح ضد الألم لتشاء الأقدار أن تفصل بين الرحيلين أربعة أيام فقط، على مسافة أيام من بداية رمضان. "إلى مثواه في جنة الخلد رحل تاركاً وراءه إرثاً عظيماً" بهذه الكلمات ودّعت العائلة خان عن عمر ناهز الـ 54 عاماً.. أما هو فقال "بإيمان استسلمت" كلمات قليلة تركها في تعليق في 2018 على صراعه مع السرطان أتت من رجل قليل الكلام وممثل التعابير الصامتة صاحب العينين العميقتين والأدوار التي حفرت في ذاكرة محبي الشاشة. من جايبور في قرية راجاستان الهندية بدأ شاهبازاد عرفان علي خان مشوار الحياة في أحضان عائلة مسلمة حيث برع في المدرسة وصولاً إلى سنوات الجامعة حيث نال أثناء إكماله رسالة الماجيستير منحةً من المدرسة الوطنية للدراما في نيودلهي عام 1984. وانتقل لدى تخرجه عام 1987 إلى مومباي حيث لعب أدواراً مختلفة كقاتل متسلسل مريض نفسياً وجسّد شخصية الشاعر والناشط السياسي الماركسي الثوري مخدوم محيي الدين. ومضى في مسيرة كادت تكون غير ملحوظة في المسرح والتلفزيون وكادت تثنيه عن المتابعة بعد عقد من الفشل عن التمثيل، إلى أن حصل على دور غير حياته على يد المخرج آصف كاباديا في "المحارب" ليصبح وجهاً عالمياً في 2001. وكرّت سبحة البطولات والجوائز حيث نال خان جائزة فيلم فير كأفضل ممثل بدور شرير، وجائزة الأكاديمية الدولية للفيلم الهندي، وجائزة نقابة ممثلي الشاشة عن الأداء المتميز، وجائزة ستارداست، وجوائز نجم النقابة، وتنافست أفلامه على جائزة الكاميرا الذهبية في مهرجان "كان"، سيما "صندوق الغذاء وتم ترشيحه لجائزة الأكاديمية البريطانية للأفلام،"بافتا"، وعرض في مهرجان تورونتو للأفلام السينمائية ". إلا أن إبهار أضواء السينما لم يبعد نجم بوليوود عن التلفزيون. بطل المليونير المتشرد والعالم الجوراسي كرسه فيلم السميّ المقتبس عن رواية لأمريكية من أصل هندي ممثلاً عالمياً ونال انتقاد غالبية الصحف الأميركية المرموقة، إلا أن صحفية من موطنه تشير إلى أنه على الرغم من مشاركته في أكثر من 100 فيلم ظل عرفان خان ينتمي إلى فئة الممثلين الذين لم يخافوا من أن تكون لديهم أفكارهم الجريئة ومن السباحة بعكس التيار، مشيرةً بأنه "سيظل أعظم إصدارات الهند الثقافية وأحد الممثلين المفضلين في المهرجانات السينمائية الذين لم تصبهم الشهرة والنجاح العالميين بالغرور". وفيما الهند تبكي بطلاً استثنائياَ، سجل رئيس الوزراء ناريندرا مودي تعزيته عبر تويتر مغرداً: " شكلت وفاة عرفان خان خسارة لعالم المسرح والسينما وستظل ذكراه حية في أداور المختلفة. في بال عائلتك ومحبيك وأصدقائك ومعجبيك. أرقد بسلام". كما ضج الموقع وسواه من منصات التواصل بتعازي السياسيين والزملاء الممثلين والفنانين والمعجبين بخان، حيث غرّد وزير الإعلام براكاش كيشاف جافاديكار يصفه بالممثل البارع، معزياً عائلته، فيما النائب شاشي ثارور أعرب عن حزنه العميق لرحيل شخص لم يسبق أن يلتقيه لكنه أسع قلبه وقلوب الملايين بموهبته ورحل فيما لا يزال لديه الكثير ليعطيه.   تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App