قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامي، إن من أسماء الله الحسنى اسم الله "القريب"، وهو اسم يدل على قرب الله من عباده، وإجابته لهم، "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ"، مشيرًا إلى أن لهذا الاسم معنيان، ومرتبط باسم آخر اسم الله "المجيب".وشرح «خالد» في سادس حلقات برنامجه الرمضاني "كأنك تراه"، معنى اسم الله "القريب" مستشهدًا بالحوار الذي دار بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والأعرابي الذي سأله: "أقريب ربنا فنناجيه، أم بعيد فنناديه؟ فسكت النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله: وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان. وأوضح أن اسم الله "القريب" له معنيان، الأول "للقريب: جرب أن تسكت تمامًا.. ولا تنطق بأي كلمة.. لا تحرك شفايفك.. تمن الآن.. الله يسمعك .. يجيب: يا ملائكتي اجيبوا طلب عبدي".. يارب ما قال شيئًا.. لكني سمعته وأجبته".ومضى شارحًا: "سبحانه، هو أقرب أحد إليك "إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ" أقرب إليك من أمك.. ابنك .. من أي شخص آخر، بل إنه أقرب إليك من نفسك.. يونس في بطن الحوت في ظلمة الليل في ظلمة البحر ينادي ربه: "لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ.. الملائكة: يارب صوت معروف.. مكان منكر.. وما تعرفون ذلك عبدي يونس".وتساءل خالد: تخيل نفسك لو أغلق عليك دولاب.. هل تنهار أم تنادي القريب.. لو تعطل بك المصعد.. من الأقرب لك؟.. الله، موضحًا أن "المعنى الثاني للقريب: لو أن أحدًا يكلمك، وجاء غيره ليكلمك ستقول له: أرجوك اسكت، فأنا لن أستطيع أن أسمعكما معًا، لكن سبحان من يدعوه ثلاثة ملايين في الكعبة ولا يشغله سمع عن سمع.. جرب.. اصمت تمامًا.. تمن.. سبحان الذي وسع سمعه الأصوات ووسع سمعه الضمائر والأماني الصامتة".لماذا يرتبط المجيب بالقريب؟ يجيب "خالد"، مستشهدًا بقوله تعالى: "وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ"، "إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ"، فهو الذي يمنع الناس من العطاء.. إما عدم العلم بحالك واحتياجك أو البخل.. لكن الله سبحانه عالم بحالك لأنه قريب منك.. فلابد أن يأتي بعده المجيب، لأن البخل لا يصدر عن الله فهو قريب مجيب، سبحانه يجيب الداعي أي داع، وليس المؤمن فقط.واعتبر أن المناجاة طريق القرب من الله، من خلال التواصل معه في اليوم خمس مرات، قائلًا: "على أي حال تكون، توجه إليه بمقصدك ومبتغاك، ولن يردك، النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ليس أكرم على الله من الدعاء".. "من لا يسأل الله يغضب عليه".. "إن الله يستحي أن ترفع إليه يد العبد فيردها صفر اليدين". كيف أقترب من القريب.. كيف أضمن قربه؟وأفاد خالد: "لو أردت أن تقترب من شخصية كبيرة ماذا عساك أن تفعل؟ اذكره.. ناجه.. كلمه.. "كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِب"، السجود مفتاح القرب، كن سخيًا بمالك بعواطفك بجهدك، وتخيل نفسك وأن تعيش مع اسم الله القريب.. وقتها ستعبد الله به كأنك تراه". ماذا يفعل الذكر في عقل الإنسان؟يقول "خالد": "نحن علميًّا وبسبب أسلوب ونمط الحياة الحديثة والفوضى في كم المعلومات الهائلة التي نتلقاها يوميًّا صار عقلنا في حالة تشويش رهيب! آلاف الخواطر تتردد على عقولنا كل يوم، منها ما ندركه ومنها ما ننساه، ومع تسارع نمط الحياة، صارت عقولنا تشبه القفز على "الترامبلين"، حتى أصبحنا نفتقد القدرة على التركيز في الأفكار، وبالتالي ينضب لدينا الإبداع ولا تنضج الأفكار داخل عقولنا. وأضاف: "وفي الحقيقة، فإن تصميم الإنسان لا يتحمل هذا القدر من التشويش؛ لذلك فإن دور الذكر أنه يقوم بدور المصفاة للقلب والعقل والروح. الذكر يجعلك تعيش اللحظة بتركيز؛ لأن تكرار كلمة واحدة فقط لمدة (15) دقيقة مثل "لا إله إلا الله" أو "الحمد لله" بشكل متصل يصفي عقلك، هذا الصفاء هو سر السلام النفسي بدون تشويش "أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".وأشار إلى أن "الذكر يحمي الإنسان من كميات هائلة من المشوشات. فقط تسمع صوتك يصدح بداخلك بشيء واحد فقط؛ هو ذكر الله؛ فتهدأ نفسك وتصفو روحك ويتمكن عقلك من التركيز". ولفت خالد إلى أن "من شروط الذكر الصحيح المؤثر: أن توقف المشوشات الخارجية أثناء عملية الذكر (خاصة الهاتف) حتى يسكن العقل والقلب والجوارح؛ فتصبح النفس ممهدة لتستقبل أثر الذكر، فيحدث الاتصال الروحي مع الله. يقول الله تعالى في حديثة القدسي: "أنا مع عبدي ما ذكرنى وتحركت بي شفتاه".
مشاركة :