على هيئة فراشة خفيفة، تبدو الدكتورة مريم عبد الله كتيت، وهي تتنقل في مقاطعها المصورة بين حقول المعرفة، في كل ليلة، تصحب متابعيها في رحلة «ثرية بالمعرفة»، والمعلومة الجميلة، التي تستقيها من مسؤولين وفنانين وعارفين، على اختلاف مشاربهم ولغاتهم. كل ذلك جعل من قناتها على «يوتيوب»، وحسابها على «انستغرام» واحة من المعرفة الجميلة، يمكن لزائرها أن ينهل منها ما يشاء، لا سيما أنها طبيبة تعرف جيداً خبايا الطب، وتعرف مداخيله، الأمر الذي جعلها مؤثرة على «مواقع التواصل الاجتماعي»، بفضل نوعية المحتوى الذي دأبت على تقديمه. في زمن «كورونا»، حيث بات الجميع «محجوراً» بين جدران أربعة، يقاسي ملل الوقت، لم تتوقف مريم التي تعيش في دبي، عن بث رسائل الأمل بين متابعيها، مستغلة الوقت، في إجراء حوارات «عن بعد» مع ثلة من العارفين، كل في مجاله، ساعية من خلال ذلك إلى تقديم المعلومة الصحيحة لكل من يبحث عنها. فإلى جانب نصائحها الطبية، أصبحت قادرة على تعليم متابعيها كيفية «تنظيم الوقت»، والاستفادة منه، لتكون نصيحتها الذهبية الأولى «عدم ترك المجال للملل لأن يتسلل إلى القلوب، فيفسدها، ويحدث فيها فراغاً لا يمكن تعويضه». توزيع الوقت هكذا هي مريم، التي تحاول في رمضان توزيع وقتها، بين عائلتها، وعملها الذي باتت تحترفه «عن بعد»، وأيضاً إجراء حواراتها اليومية، الأمر الذي يشير إلى أن أجندتها مزدحمة طوال الوقت، بأنشطة عديدة، لا تترك لها مجالاً، لأن تفارق بيتها في ظل الحجر الصحي، المفروض على العباد أجمع حول العالم. تقول مريم لـ«البيان»: «بالنسبة لي لا أجد في أيام رمضان فرقاً عن نظيرتها، سوى أنها مليئة بالرحمة والمغفرة، حيث تتسع للعبادات، وهو ما يجعله شهراً قريباً جداً إلى قلبي». وتضيف: «يمكنني القول إن تغييراً طفيفاً يصيب عاداتي في رمضان، الذي عادة ما أفضل قضاء ساعاته في ظلال عائلتي، ولعل أجمل هذه الساعات تكون وقت الإفطار، حيث نلتقي جميعاً تحت سقف واحد، وعلى صحن واحد، تحمل بين مكوناته نفس الوالدة»، وتشير هنا إلى أن «رمضان يعد فرصة للإنسان لأن يتقرب من ربه، وعائلته». وتقول: «أعتقد أنه فرصة جميلة لنجد السكينة والراحة، والارتقاء إلى أسمى درجات الحب والسلام». صورة مختلفة في رمضان العام الجاري، قد تبدو الصورة مختلفة نوعاً ما، فمريم تفتقد إلى الزيارات العائلية وبعض العادات الدارجة فيه، وتقول: «قد نفتقدها هذا العام، ولكن ذلك بلا شك من أجل صحتنا جميعاً، فالفيروس لا يفرق بين كبير وصغير، ولا عربي أو أعجمي، ولذلك أنصح الجميع بأهمية اتباع الإجراءات الوقائية التي فرضتها الجهات المختصة، من أجلنا جميعاً». وتتابع: «في هذه الأيام، تذهب ذاكرتي إلى أيام مضت، أتذكر كيف تسود المحبة بين الناس خلال الشهر الكريم، وكيف يتبادل الجيران أطباق الطعام في ما بينهم، وهي عادة أحبها كثيراً، حيث أشعر أن كل هذه الأطباق تحمل بعضاً من ملامح الحب والألفة المزروعة في قلوب الناس، والجيران». أسلوب حياة وبعيداً عن ذاكرتها واقتراباً من واقعها، تقول مريم إن ما تقوم به من حوارات يومية، ما هو إلا جزء من أسلوب حياة بدأت في اتباعه منذ فترة ليست بالوجيزة. وقالت: «من خلال هذه الحوارات، أشعر بأنني أستغل ما يوفره لنا الفضاء الإلكتروني من مساحة جيدة، في تقديم معلومة قد تكون غائبة عن البعض، ولذلك أسعى دائماً إلى توفيرها إلى الناس ليستفيدوا منها، علها تحمل لهم الأمل بغد أفضل». وتؤكد أن رسالتها تكمن في أن «الإنسان قادر على خلق حياة ذات جودة عالية، إن اتسم بروح التسامح واللطف مع نفسه والآخرين على حد سواء»، قائلة إن ذلك «من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وإن لذلك أثراً إيجابياً في رفع المعنويات». تابعوا فكر وفن من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :