أعرب مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح خاص لـ "الحرة" عن أسف الولايات المتحدة للتقارير حول الخسائر في الأرواح والممتلكات التي وقعت في لبنان جراء التظاهرات، مشيرا إلى أن واشنطن تؤيد الشعب اللبناني في الاحتجاجات السلمية. وقال المسؤول الذي فضل عدم ذكر اسمه إن على الجميع الامتناع عن العنف أو الأعمال الاستفزازية مع ضرورة مراعاة التباعد الاجتماعي في سياق جائحة فيروس كورونا. وأضاف "أمامنا خيارات صعبة ونؤيد حق الشعب اللبناني في الاحتجاج بشكل سلمي ونتعاطف مع مطالبه المشروعة بإصلاحات حقيقية ودائمة تعالج المشاكل الهيكلية وتنشط الاقتصاد". وذكر أن " أولئك الذين يقطعون تلك الجهود بالعنف والأعمال الاستفزازية يقوضون الخطاب المدني"، مشير إلى أن "الاحتجاجات الموحدة وغير الطائفية والسلمية إلى حد كبير على مدى الأشهر الستة الماضية تعكس مطلب الشعب اللبناني الطويل الأمد بالإصلاح والشفافية والاستقرار الاقتصادي والإزدهار الذي يستحقه". ويشهد لبنان حراكا نشطا وذلك بعد أسابيع من هدوء نتج خصوصا عن إجراءات الوقاية من فيروس كورونا المستجد، حيث عاد مئات اللبنانيين إلى الشوارع رافعين الصوت عاليا ضد ارتفاع الأسعار وانهيار سعر صرف الليرة، خصوصا في مدينة طرابلس التي شهدت خلال اليومين الماضيين مواجهات بين الجيش ومحتجين أودت بحياة شخص. وبدت آثار مواجهات الليلة الماضية واضحة في طرابلس بعد تخريب واجهات مصارف عدة وتكسير زجاج محال وسيارات. ويحمل المتظاهرون المصارف جزءاً من مسؤولية الضيق الذي يعانون منه خصوصا نتيجة الإجراءات المشددة التي تفرضها على سحب الودائع وامتناعها عن إعطائهم مبالغ بالدولار، حتى لو كانت ودائعهم بالعملة الأميركية. وكان خبراء اقتصاديون قد حذروا في تقرير سابق لموقع "الحرة" من "ثورة جياع" تتشكل في البلاد خاصة مع فشل الحكومة في معالجة الاختلالات في الأسواق وعدم القدرة على ضبط القطاع المصرفي وانفلات سعر صرف الليرة أمام الدولار.
مشاركة :