أكد رئيس مجلس الإدارة والمدير العام للهيئة العامة للبيئة الكويتية الشيخ عبدالله أحمد الحمود الصباح استمرار الهيئة بمراقبة البيئة البحرية وسواحل جون الكويت للتأكد من سلامتها والمحافظة على مواردها وخصوصاً خلال هذه الفترة التي تتكرر فيها ظاهرة المد الأحمر ونفوق الأسماك. وقال الشيخ عبدالله الحمود في تصريح صحفي عقب جولة بيئية قامت بها فرق الهيئة اليوم الأربعاء في شاطئ السلام بمنطقة الشويخ إن الفرق أخذت عينات من مياه البحر للتأكد من الخواص الفيزيائية والكيميائية والميكروبيولوجية للمياه، مؤكداً وجود ملوثات في مجارير الأمطار مما قد يؤثر سلباً على البيئة البحرية ويساهم في زيادة معدلات نفوق الأسماك في الكويت. وأعرب عن الأمل بزيادة مراقبة شبكات الأمطار بشكل دائم من قبل الجهات المعنية لمنع دخول الملوثات فيها ومراقبة المنطقة الصناعية للتأكد من عدم زيادة المخلفات الصناعية في شبكات الأمطار حفاظاً على الكائنات الحية في البيئة البحرية الكويتية. تقارير فنية من جانبه، قال نائب المدير العام للشؤون الفنية في الهيئة العامة للبيئة الدكتور عبدالله الزيدان لوكالة إن فرق الهيئة تقوم بمراقبة البيئة البحرية في جون الكويت وعمل المسوحات اللازمة لتحديد المصادر الشاطئية التي تساهم بحدوث ظواهر المد الأحمر ونفوق الأسماك. وأضاف الزيدان أن هذا الأمر يهدف للوصول إلى الأدلة العلمية الكافية للمسببات والضغوطات المسببة لها ولتطبيق قانون حماية البيئة للمحفاظة على البيئة البحرية وتنوعها وسلامة الإنسان. وأوضح أن عمل المسوحات والتحاليل الروتينية اللازمة يساعد في إعداد التقارير الفنية والتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة استكمالاً للدور الرقابي الرامي للحفاظ على البيئة. نفوق وبين أنه من خلال المسوحات تم ملاحظة وجود نفوق لأعداد قليلة نسبياً على كل ساحل يتراوح ما بين 6 إلى 260 سمكة ومحدودة فقط لنوع سمك «الجم»، مشيراً إلى ارتفاع مجموع نسب أعداد هذه الأسماك على سواحل منطقة الشويخ إلى 115 والصليبخات إلى 120 والدوحة 320. وأفاد أنه تم أيضاً ملاحظة وجود مخارج مياه أمطار تصرف من خلالها مياه صرف صحي تساهم بتدهور جودة المياه والكائنات الفطرية التي تعيش بالقرب منها، لافتاً إلى أنه خلال السنوات الماضية لوحظ نفوق نوعي موسمي لنوع واحد من الأسماك «الجم» أثناء فترة هجرتها لإطلاق صغارها من المياه العميقة إلى الضحلة إلى مياه الصرف الصحي المنصرفة بالقرب من السواحل. وبين أن هذا أدى إلى نفوق الأحياء البحرية بصفة عامة و«الجم» بصفة خاصة بالإضافة إلى السميات الناتجة عن الطحالب الضارة ونقص الأكسجين المذاب في الماء. ظواهر وذكر أن فرق الهيئة تراقب البيئة البحرية منذ نحو 30 عاماً عبر المسوحات البحرية والشاطئية وجمع وتحليل عينات لجودة المياه الساحلية حيث أظهرت الدراسات المصاحبة أن ظاهرة نفوق الأسماك في عامي 1999 و2001 يرجع سببها إلى ازدهار العوالق النباتية الضارة والبكتيريا الممرضة والمرتبطة مباشر لصرف مياه الصرف الصحي الذي يساهم بازدياد المغذيات وازدهار العوالق الضارة وانتشار البكتيريا الممرضة في البيئه البحرية. وأوضح الزيدان أن ظاهرة المد الأحمر ونفوق الأسماك تتكرر سنوياً بفعل تغير العوامل المناخية المتعلقة بالموسم ويصاحبها ارتفاع في المغذيات الموسمية في البيئة البحرية إضافة إلى الأنشطة البشرية الساحلية التي تؤثر سلبا على هذه المناطق وأحيائها البحرية. وبين أن الدراسات خلصت إلى أن العامل الأساسي لحدوث هذة الظواهر في جون الكويت يرجع إلى ازدياد معدلات المغذيات من مخارج الأمطار التي يصرف عليها مياه صرف صحي غير معالج ما مما يساهم بشكل مباشر أو غير مباشر لحدوث هذه الظواهر.
مشاركة :