الديوان الملكي: ولي ولي العهد يزور فرنسا.. اليوم

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تكتسب العلاقات السعودية الفرنسية أهمية خاصة في ظل تسارع التغيرات الدولية والإقليمية التي تتطلب تبادل الآراء وتنسيق المواقف بين المملكة والدول الصديقة التي تتبوأ فيها فرنسا موقعا متميزاً. وتجمع السياستين السعودية والفرنسية رغبة مشتركة في الإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار والسلام في العالم وبالخصوص في المنطقة. ويعبر البلدان في كل مناسبة عن ارتياحهما التام لتطور العلاقات الثنائية في مختلف مجالاتها السياسية والاقتصادية والثقافية والدفاعية وعن تطابق وجهات النظر حيال الكثير من القضايا المشتركة. علاقات إستراتيجية جاء البيان الختامي للزيارة التاريخية التي قام بها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى فرنسا في 13 ربيع الأول 1426ه الموافق 21 ابريل 2005م (عندما كان وليا للعهد) تأكيداً على عمق العلاقات والتفاهم الثنائي بين المملكة وفرنسا ومدى الصداقة والاحترام المتبادل بين البلدين والقيادتين التي أفرزت تعاوناً وثيقاً وتجاوزت التقليدية إلى علاقات استراتيجية ستعود بالفائدة على البلدين. ومما يجسد عمق العلاقات بين البلدين الصديقين ما أكده الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في كلمة له أمام مجلس الشورى خلال زيارته للمملكة العام 2006 م بوصف العلاقات بين المملكة وفرنسا بأنها استثنائية ووثيقة ومتينة وتتعزز على مر السنين معيدا الأذهان إلى الزيارة التاريخية التي قام بها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى فرنسا في (1967) وزيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى باريس في أبريل عام 2005 م مبيناً أن تلك الزيارة أكدت على تواصل الشراكة الاستراتيجية التي أبرمها الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - في عام 1996م. واتساقا مع هذا الموقف أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل (حينما كان وزيراً الخارجية) في اللقاء الصحافي الذي عقده سموه في الرياض مع ممثلي وسائل الإعلام الفرنسية المرافقين للرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك في زيارته للمملكة في شهر مارس 2006م أن المملكة وفرنسا تركزان على السلام والاستقرار إقليمياً ودولياً وعلى استعمال الدبلوماسية لحل النزاعات مبنياً سموه أن البلدين قررا التعاون مع بعضهما البعض سعيا لأفضل السبل للتأثير إيجابيا على القضايا التي تواجه المنطقة. زيارات متبادلة وتشاور تثبت الأحداث والتطورات في المنطقة عمق العلاقات بين البلدين من خلال التشاور المستمر بين قيادتيهما لإيجاد أفضل السبل لحل الأوضاع في المنطقة. وتشهد العلاقات السعودية الفرنسية التي أرسى قواعدها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - والرئيس الفرنسي الراحل شارل ديغول عندما قام الملك فيصل بزيارة إلى فرنسا عام 1967م تطورا مستمرا بفضل من الله ثم بفضل حرص قادتهما على دعمها وتعزيزها لتشمل مجالات أرحب بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما الصديقين. ومن أهم وأبرز الزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين وكبار المسؤولين فيهما التي أسهمت في تطور العلاقات بين المملكة وفرنسا كانت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - لفرنسا (عندما كان وليا للعهد) في شهر رجب من عام 1395ه خطوة مهمة في سبيل تطوير العلاقات الاقتصادية حيث قام - رحمه الله - ورئيس وزراء فرنسا آنذاك جاك شيراك بتوقيع اتفاقية عامة للتعاون الاقتصادي تهدف إلى تنمية ودعم التعاون بين البلدين في المجالات الصناعية والزراعية والتقنية على إنشاء لجنة مشتركة برئاسة وزيري الخارجية في البلدين لتطوير ذلك التعاون ووضعه موضع التنفيذ. وفي عام 1397ه زار الرئيس الفرنسي الأسبق فاليري جيسكار ديستان المملكة وهي أول زيارة يقوم بها رئيس فرنسي للمملكة وكرر زيارة مماثلة في العام 1400ه. وقام الملك خالد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارتين إلى فرنسا الأولى عام 1398ه والثانية في عام 1401ه. ثم جاءت الزيارة التي قام بها الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - إلى فرنسا عام 1401ه (عندما كان وليا للعهد ) إيذانا ببدء مرحلة جديدة من التعاون بين المملكة وفرنسا. وعلى إثر ذلك قام الرئيس فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة عام 1401ه. وفي عام 1404ه قام الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - بزيارة رسمية إلى فرنسا أجرى خلالها محادثات مع الرئيس الفرنسي ميتران وكانت وجهات نظر الجانبين متطابقة بالنسبة للمسائل التي بحثها الزعيمان. المملكة وفرنسا.. تشاور متواصل واتفاقيات متعددة لمستقبل أفضل تنسيق سياسي وثقافي كان الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - قد قام بزيارة رسمية لفرنسا عام 1407ه تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران. وفي عام 1405 ه قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - (عندما كان وليا للعهد) بزيارة فرنسا. وتركزت المباحثات بين الزعيمين الكبيرين حول العلاقات الثنائية والجهود المبذولة لإحلال السلام في الشرق الأوسط. وفي عام 1411ه قام الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران بزيارة رسمية للمملكة. وتعد زيارة الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك للمملكة في عام 1417ه خطوة أخرى على طريق ترسيخ العلاقات وتوطيدها بين البلدين. وفي عام 1419 ه قام الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - (عندما كان وليا للعهد) بزيارة رسمية إلى فرنسا استقبله الرئيس جاك شيراك رئيس الجمهورية الفرنسية آنذاك وبحث معه سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين ومجمل القضايا العربية وفي مقدمتها قضية الشرق الأوسط ومسيرة السلام. وفي عام 1420ه قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام - رحمه الله - بزيارة رسمية إلى الجمهورية الفرنسية تلبية لدعوة من الرئيس الفرنسي جاك شيراك. وفي 28 شعبان 1422ه قام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بزيارة للمملكة. وفي عام 1427ه قام الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك بزيارة رسمية للمملكة زار خلالها مقر مجلس الشورى بالرياض وافتتح المعرض الذي أقامته الهيئة العليا للسياحة بالتعاون مع متحف اللوفر والمتحف الوطني وضم مجموعة من روائع الفن الإسلامي التي يحتفظ بها اللوفر في مقره بفرنسا. وفي العام نفسه 1427ه قام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد - رحمه الله - بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية. زيارة ملكية واتفاقيات متعددة قام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حينما كان وليا للعهد وزيراً الدفاع) في ذي القعدة 1435ه الموافق سبتمبر 2014 م بزيارة رسمية للجمهورية الفرنسية تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية. صدر عن هذه الزيارة بيان مشترك أكد أهمية المضي في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين المملكة وفرنسا بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين وشعبيهما، كما أعرب الجانبان عن نجاح معرض الحج في معهد العالم العربي الذي افتتحه رئيس الجمهورية الفرنسية فرانسوا هولاند في 21 جمادى الثانية 1435 ه، الموافق 22 أبريل 2014 م، واتفقا على تعزيز التعاون بينهما في المجال الثقافي والفني، بما في ذلك تنظيم المناسبات الثقافية في كلا البلدين. وفي عام 1429ه قام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بزيارة للمملكة التقى خلالها الملك عبدالله بن عبدالعزيز - رحمه الله - وقع خلال هذه الزيارة اتفاقية تعاون مشترك بشأن المشاورات السياسية الثنائية بين وزارة الخارجية في البلدين، كما جرى توقيع اتفاقية في مجال التدريب المهني والتعليم التقني، كما تم توقيع اتفاقية تعاون في مجال التعليم العالي والبحث العلمي وتوقيع اتفاقية تعاون في مجال الطاقة والتعاون الثنائي في مجال البترول والغاز. ويرتكز التعاون الأمني والعسكري بين المملكة وفرنسا على الاتصالات الوثيقة بين البلدين في مجالات التدريب والتسليح لتعزيز الأمن الداخلي للمملكة ودفاعها عن مقدساتها وأراضيها والحق والعدل والسلم فى العالم. وتبرز الزيارات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والأمنيين في البلدين تقارب وجهات النظر السياسية وتعزيز التعاون الأمني والعسكري بينهما. ويتمثل التعاون في هذا المجال في التدريب الأمني وتسليح القوات البرية والبحرية والجوية في المملكة، ففي عام 1429ه وقعت المملكة وفرنسا اتفاقية أمنية في مجال قوى الأمن والدفاع. استثمارات ضخمة يرتبط البلدان بعلاقات ثقافية تتجسد في المعارض الثقافية التي تنظم في البلدين من أبرزها معرض المملكة بين الأمس واليوم الذي نظم في باريس عام 1986م، وافتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض آنذاك والرئيس الفرنسي جاك شيراك، زاره مئات الآلاف من الفرنسيين والمقيمين وتعرفوا من خلاله على ماضي المملكة وتقاليدها وقيمها الدينية والحضارية ونموها الحديث ومنجزاتها العملاقة. وفي 29 / 4 / 1997م وقع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حين كان أميراً لمنطقة الرياض وعمدة باريس جان لييري في باريس ميثاق تعاون وصداقة بين مدينتي الرياض وباريس. وكان لخادم الحرمين خلال زيارته العام 1997م عدة لقاءات بكبار المسؤولين الفرنسيين من بينها لقاؤه في قصر الاليزيه الرئيس جاك شيراك. كما استقبلت فرنسا عام 1408ه معرض الحرمين الشريفين. وفي المجال الاقتصادي تعد فرنسا شريكاً رئيساً حيث إنها احتلت خلال عام 2012 م، المرتبة الثامنة من بين أكبر 10 دول مصدرة للمملكة كما احتلت المرتبة 15 من بين الدول التي تصدر لها المملكة فقد تضاعف حجم التبادلات التجارية بين البلدين لتصل إلى أكثر من 10 مليارات يورو في العام 2014م بزيادة 10% مقارنة بعام 2013م. وتمثل فرنسا المستثمر الثالث في المملكة، وتصل قيمة أسهم الاستثمار الأجنبي المباشر إلى 15.3 مليار دولار أميركي في حين بلغت قيمة الاستثمار السعودي في فرنسا 900 مليون يورو. ويعادل الاستثمار المباشر السعودي في فرنسا 3 % من قيمة الاستثمار المباشر الأجنبي السعودي في العالم و30 % من الاستثمار المباشر الأجنبي لدول مجلس التعاون في فرنسا. وفي أبريل 2013م منحت الهيئة العامة للاستثمار تراخيص جديدة لعدد من الشركات الفرنسية لتأسيس مشروعات استثمارية داخل المملكة في قطاعات ومجالات مختلفة. وجمهورية فرنسا من الدول المستهدفة في خطة الهيئة العامة للاستثمار الترويجية التي تعكف على إعدادها بالتشاور والتنسيق الكامل مع الجهات ذات العلاقة وتحتل المرتبة الأولى والثالثة عالميا من حيث رصيد التدفقات الاستثمارية التي استقطبتها المملكة بإجمالي استثمارات تتجاوز 15 مليار دولار موزعة على 70 شركة فرنسية تستثمر حاليا في المملكة. ومنتدى فرص الأعمال السعودي الفرنسي الأول يعد أكبر تجمع اقتصادي سعودي - فرنسي يهتم بالشؤون الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، ويشارك فيه مجموعة من كبار المسؤولين في البلدين, بالإضافة إلى عدد من المستثمرين ورجال الأعمال وكبار مسؤولي الشركات يتناول فيه الجانبان تعزيز التعاون في عدد من القطاعات المهمة من خلال جلسات عامة ومتخصصة تتناول الاقتصاد السعودي وقطاعات المال والصحة والطاقة المتجددة والتنمية المستدامة "النفط، والغاز، والبتر وكيماويات، والنقل، والتنمية الحضرية، والصحة، والمياه والكهرباء، والصناعات الزراعية والبنية التحتية الصناعية". نسيج العلاقات بين البلدين ستشكل الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى فرنسا إضافة في نمو تطور العلاقات بين البلدين الصديقين حيث سيلتقي سموه قادة وكبار المسؤولين الفرنسيين. وكان سمو ولي ولي العهد قد التقى في أبو ظبي يوم 22 فبراير 2015 م وزير الدفاع بالجمهورية الفرنسية جان ايف لو دريا وذلك على هامش انعقاد معرض ومؤتمر الدفاع الدولي الثاني عشر آيدكس 2015 وجرى خلال اللقاء استعراض علاقات التعاون المثمرة بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتعزيزها. وتسلم سموه رسالة من وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان سلمها سفير فرنسا لدى المملكة براتران بزانسنو خلال استقبال سموه له في مكتبه بالمعذر يوم 17 مارس 2015م. ويوم 23 جمادى الآخرة 1436ه الموافق 12 أبريل 2015م التقى الأمير محمد بن سلمان في الرياض وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والوفد المرافق له. وجرى خلال اللقاء استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين المملكة وفرنسا ومجالات التعاون في مستجدات الأحداث في المنطقة. ويوم 2 رجب 1436ه الموافق 21 أبريل 2015م تسلم سمو ولي ولي العهد رسالة من وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لودريان. وفي يوم 16 رجب 1436ه الموافق 5 مايو 2015 م التقى الأمير محمد بن سلمان في قصر الدرعية للمؤتمرات بالرياض الرئيس فرانسوا هولاند رئيس الجمهورية الفرنسية. وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل دعمها وتطويرها في مختلف المجالات وخاصة الجانب الدفاعي، بالإضافة إلى بحث تطورات الأوضاع في المنطقة.

مشاركة :