توقعت مؤسسات مالية عودة التعافي لأسعار النفط في الأسواق العالمية خلال النصف الأول من عام 2021، بعد التوازن المتوقع حدوثه بين العرض والطلب فور انتهاء حالة الأغلاق العالمي التي فرضتها جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، والتي قادت مؤخراً إلى انهيار غير مسبوق في أسواق النفط. ووفقاً لتقديرات هذه المؤسسات فإنه من المتوقع أن يتراوح سعر خام برنت خلال العام المقبل بين 45 و70 دولاراً للبرميل، فيما يتوقع أن يتراوح سعر برميل نفط غرب تكساس الأميركي الوسيط، الذي سجل انهياراً تاريخياً مؤخراً بتداوله بالسالب بنحو 37 دولاراً، ما بين 30 إلى 40 دولاراً. وتوقعت وكالة موديز لخدمات المستثمرين في تقرير أصدرته أمس أن يؤثر الركود الاقتصادي الذي يشهده العالم هذا العام، على أسعار النفط في 2020-2021، مشيرة إلى أن سرعة إعادة توازن السوق تعتمد على سرعة انتعاش الطلب. وقامت الوكالة بتخفيض افتراضات أسعار النفط على المدى القريب لخام غرب تكساس الوسيط، وخام النفط القياسي لأميركا الشمالية، وبرنت خام القياس الدولي الرئيس، باعتباره ركوداً اقتصادياً أعمق في الولايات المتحدة والاقتصادات الرئيسة الأخرى، ما يقلل الطلب على المنتجات النفطية قبل الانتعاش الاقتصادي المتوقع في عام 2021. وتوقعت إيلينا نادتوتشي، نائب رئيس وكالة موديز أن تستمر الأسعار الضعيفة بشكل استثنائي على المدى القصير حتى ينخفض الإنتاج بما يكفي لتخفيف الضغط على مرافق التخزين التي تعمل بالفعل بكامل طاقتها أو قريبة منها، مشيرة إلى أن تعديلات المعروض يمكن أن تساعد في تحقيق التوازن في السوق في وقت لاحق من عام 2020، ولكن وتيرة إعادة توازن السوق وارتفاع أسعار النفط ستعتمد على انتعاش الطلب. ووفقاً لتقديرات موديز يتوقع أن يبلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 30 دولاراً للبرميل لعام 2020 و40 دولاراً عام 2021، وأن يبلغ متوسط سعر خام برنت 35 دولاراً للبرميل هذا العام 45 دولاراً في عام 2021. ووفقاً لصندوق النقد الدولي، فإنه من المتوقع أن تظل أسعار برميل النفط دون 45 دولاراً للبرميل حتى 2023. وتوقع ساكسو بنك، أن تشهد الأسواق انخفاضاً في أسعار النفط خلال فترة تمتد من 4 إلى 6 أسابيع مقبلة، نتيجة الإنتاج الفائض عن الطلب بشكل كبير سيتزايد قبل أن يتحسن الوضع تدريجياً مع التوازن المتوقع بين العرض والطلب. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع لدى ساكسو بنك إنه على الرغم من أن آفاق النفط على المدى القريب والمتوسط تبدو سيئة مع خطر اقتراب سعر مزيج غرب تكساس المتوسط إلى إلى الصفر ومزيج برنت إلى 10 دولارات للبرميل، إلا أن التوقعات على المدى الطويل تبدو إيجابية، متوقعاً أن تعود أسعار النفط للتعافي خلال النصف الأول من 2021 بارتفاعها إلى ما يتراوح بين 50 إلى 70 دولاراً للبرميل. وأوضح هانسن خلال إحاطة عبر الإنترنت أن تباطؤ الطلب أدى إلى تكدّس النفط إلى مستويات غير مسبوقة، لافتاً إلى أنه في حال استمر تراجع الطلب بشكل كبير خلال الفترة المقبلة، فإن مرافق التخزين ستصل لطاقتها القصوى مع نهاية مايو المقبل، الأمر الذي يتطلب تخزين النفط الذي يتم إنتاجه، ويمكن أن يتم إنتاج 20 مليون برميل خلال الأسابيع المقبلة، ما سيؤدي إلى فرض ضغوط أكبر على أسعار النفط. وأضاف، «رغم الانهيار الكبير في أسعار النفط على المدى القريب، إلا أن توقعات المدى الطويل تبدو إيجابية. إذ سيعود الطلب على النفط عند انحسار الوباء، وإن كان بمستويات أقل، نتيجة تراجع السفر لأغراض تجارية، واعتماد الشركات لنماذج عمل أكثر مرونة نتيجة التجربة التي مرت بها خلال هذه الجائحة، والتي بينت أن إنتاجية الموظفين لا تتأثر بشكل كبير عند العمل من المنزل». وحذر هانسن من تداول النفط بشكل انتهازي خلال هذه الفترة الحافلة بالتقلبات، وسلط الضوء على ضرورة ارتفاع النفط الخام بمعدل 64% خلال الأشهر الثلاثة القادمة لاستعادة قيمة الاستثمارات الحالية في صناديق النفط التي يتم تداولها في البورصة.
مشاركة :