العالم يستهلك 176 مليون طن متري من السكر

  • 4/30/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

لفظٌ تعدى استخداماته التقليدية في الموائد وأباريق الشاي والقهوة والصناعات، لوصف البعض بالظرف والذوق وغيرها من الألفاظ التي ارتبطت بكلمة «سكر». وقد سبقه التمر والعسل في منطقة البحر الأبيض المتوسط، لتحلية الطعام والشراب في العصور الأولى، ولم ينتشر استهلاك السكر بين العامة على أوسع نطاق إلا في القرن التاسع عشر نتيجة لزراعة البنجر. ويرجع المؤرخون، موطن السكر لغينيا الجديدة، التي عرفت باستئناس محاصيل شبيهة مثل، الموز 8 آلاف سنة قبل الميلاد، لتنشر زراعة المحصول لمنطقة المحيط الهندي قبل 3500 سنة. وظهر أول سكر مكرر كيميائياً في الهند قبل 2500 سنة، حيث واصلت هذه التقنية مسيرتها بعد ذلك إلى الصين وبلاد فارس والعالم الإسلامي. وكان للعرب في العصور الوسطى، الفضل في تطوير صناعة السكر، رغم أن شكله كان غير الشكل الحالي وعلى هيئة معجون. وفي جزر ماديرا في المحيط الأطلسي، تمت أول زراعة لقصب السكر في مساحات كبيرة وعلى نحو تجاري، مع نهاية القرن الخامس عشر. وفي أزمنة لاحقة، بزراعة البرازيل للمحصول وإدراكها لجدواه الاقتصادية في حدود عام 1647، بدأ القطاع في النمو وإشباع نهم الغرب من السكر. ونتج عن الاستهلاك الشعبي للسكر عند منتصف القرن السابع عشر، بعض المخاطر الصحية التي ما زال الناس يعانون منها حتى اليوم. وبلغ الإنتاج العالمي من السكر في موسم 20/‏‏‏2019، نحو 174 مليون طن متري، متراجعاً بنحو 5 ملايين طن عن الموسم الماضي، نتيجة لضعف انتاجه في الهند. وتعتبر كل من البرازيل والهند، أكبر الدول المنتجة للسكر في العالم. وتتصدر البرازيل قائمة الدول المنتجة للسكر في العالم، بنحو 35 مليون طن متري، تليها الهند بنحو 28 مليون طن والاتحاد الأوروبي بنحو 16 مليون طن والصين بإنتاج قدره 12 مليون طن، بينما يقدر إنتاج تايلاند بنحو 10 ملايين طن، وهي ذات الدول التي تسيطر على تصدير السكر. وتتوقع منظمة الفاو، أن يكون إنتاج موسم 20/‏‏‏2019، دون مستوى الاستهلاك، الذي من المتوقع أن يرتفع بنسبة قدرها 1,4%، إلى 176,45 مليون طن متري. ويقدر استهلاك الفرد العادي من السكر، بنحو 24 كيلوجراماً سنوياً، مقارنة باستهلاك نحو 33 كيلوجراماً للفرد في البلدان الصناعية. والسكر ليس موجوداً في كل مكان فحسب، بل ربما يشكل نحو 20% من محتوى السعرات الحرارية في الوجبات الغذائية الحديثة، كما يلعب أيضاً دوراً مركزياً في الاقتصاد العالمي والتراث الثقافي. ورغم وجود مادة السكر في أنسجة العديد من النباتات، إلا أنها توجد بتركيز عالٍ فقط في نباتي البنجر وقصب السكر. وتتنوع أصناف السكر تبعاً لمصدره مثل البني المكون من سكر أبيض بإضافة المولاس، حيث ينتج من تكرير قصب السكر والشمندر. وسكر القصب، من قصب السكر وسكر الفواكه، المستخلص بشكل طبيعي من الفواكه، وسكر الشعير والبنجر والخروع والبلح. ويوجد أيضاً سكر الفركتوز، وهو من السكريات الصناعية وأكثرها حلاوة بين جميع أنواع السكر الطبيعية، وسكر الجلوكوز، وهو المستخلص من الفواكه والعسل وبعض النباتات. ورغم التهم العديدة الموجهة إليه، إلا أنه لا يمكن للعالم الاستغناء عن السكر في جميع الصناعات الغذائية، من صلصة الطماطم إلى اللحوم المعالجة، لتعزيز النكهة واللون أو الحفاظ على المكونات أو الادخار في إنتاجها. كما يدخل السكر أيضاً في صناعة الحلويات والشوكولاتة والكاتشاب. وقد أكدت دراسة نشرتها منظمة الصحة العالمية، أن نحو 80% من المنتجات التي يتم بيعها في المتاجر الكبيرة في الولايات المتحدة الأميركية، تحتوي على سكر مخفي.

مشاركة :