الشارقة: زكية كردي ما تزال قنوات الطهي تجذب المزيد من صنّاع المحتوى وخاصة ربات البيوت، وما تزال تصنف ضمن القنوات الأسهل انتشاراً والأكثر طلباً، ولعبت هذه القنوات دوراً مهماً في ظل ظروف البقاء في المنزل لتكون دليل شريحة كبيرة من الناس الذين قرروا أن يرفعوا معدل الحذر ويستغنوا عن الوجبات والحلويات الجاهزة، وغيرهم ممن قصدوها بحثاً عن التسلية وتجربة إعداد وصفات جديدة ورفع سقف التحدي مع الذات، هذا السقف الذي انتقل بصنّاع المحتوى إلى مستوى جديد من المنافسة لمشاركة طرق إعداد المكونات التي نحضر منها الأطباق، والأشياء التي اعتاد الناس على شرائها جاهزة منذ الأزل؛ لارتباطها بأسرار الصنعة، وأيضاً لصعوبة إعدادها في المنزل؛ وذلك لاحتياجها لمعدات معينة وتقنيات خاصة تعطيها الخصائص التي اعتدنا عليها، فهل يمكن لربات البيوت حقاً الكشف عن أسرار كبرى المصانع والشركات الغذائية والتأثير على مبيعاتها؟.بالطبع لن يتخلى الناس عن عاداتهم الشرائية بهذه البساطة، خاصة أن آلية الاعتماد على الذات والعودة بالزمن إلى الوراء، عندما كانت الأسر تأكل مما تنتج، لا يمكن أن تناسب الحياة المعاصرة، ومن خلال تجربة عملية بسيطة لتطبيق إحدى الوصفات كمحاولة إعداد القشطة للحلويات على سبيل المثال أو الحليب المحلى أو الكاتشب، المايونيز، مكعبات مرق الدجاج وغيرها الكثير، سوف نكتشف أن هذه البساطة المغرية كانت مكلفة أكثر في الواقع. ولابد في سياق الحديث أن نلفت النظر إلى عنصر التقليد والمنافسة الذي يدفع أصحاب هذه القنوات عموماً إلى خلق مساحات منافسة جديدة ولكن وهمية، فما إن تنتشر وصفة جديدة على قناة ما؛ حتى نجد معظم قنوات الطبخ قلدتها مع التعديلات التي تجعل من الصعب معرفة الوصفة الأصلية من بينها، في حين تذهب قنوات أخرى إلى توسيع نطاق التحدي ومحاولة الابتكار بتصنيع منتجات أكثر صعوبة بغض النظر عن حاجة المجتمع حقاً لهذه الوصفات، مبتعدين عن المحور الرئيسي لهذا النوع من المحتوى، والذي يتمثل بالتعليم والجودة وإتقان ما يقدموه.
مشاركة :