واشنطن (رويترز) - أبقى صناع السياسات بمجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي يوم الأربعاء أسعار الفائدة قريبة من الصفر وجددوا تعهدهم ببذل ما يلزم لدعم الاقتصاد، قائلين إن جائحة فيروس كورونا ”ستثقل كاهل“ توقعات المدى القريب وتفرض ”مخاطر كبيرة“ على المدى المتوسط. وقال جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي للصحفيين ”نبذل كل ما بوسعنا“ لمساعدة الأسر والشركات الأمريكية في مواجهة الأزمة الصحية، مضيفا أن فيروس كورونا المستجد قد يهدد النمو الاقتصادي لعام آخر. وتابع ”سنواصل استخدام أدواتنا بما يكفل أن يكون التعافي، عندما يأتي، بأقوى ما يمكن.“ وقال بيان من البنك المركزي في ختام اجتماع استمر يومين عُقد عبر دائرة تلفزيونية مغلقة بسبب الفيروس ”مجلس الاحتياطي ملتزم بتسخير شتى أدواته لدعم الاقتصاد الأمريكي في هذا الوقت العصيب، وبما يخدم تحقيق أهدافه المتمثلة في أقصى توظيف واستقرار الأسعار.“ وقال باول في تصريحاته عقب الاجتماع إن السياسة النقدية الحالية ملائمة، لكن هذا الوضع قد يتغير. وأضاف ”قد يحتاج الاقتصاد مزيدا من الدعم منا جميعا إذا كان للتعافي أن يكون قويا.“ وفي غضون أسبايع انتقل الاقتصاد الأمريكي من بطالة متدنية غير مسبوقة إلى تقديم أكثر من 26 مليون شخص طلبات للحصول على إعانة البطالة وسط تهاو حاد للنشاط هو الأشد منذ الكساد العظيم مع إغلاق السلطات الحكومية في أنحاء البلاد قطاعات واسعة من الصناعة والتجارة لكبح انتشار فيروس كورونا المستجد. وفي ضوء عدم التيقن المحيط بالتوقعات الاقتصادية، قال مجلس الاحتياطي إنه يتوقع الإبقاء على النطاق المستهدف لسعر إقراض ليلة القياسي كما هو ”إلى أن يصبح على ثقة بأن الاقتصاد قد تجاوز الأحداث الأخيرة وأنه بصدد تحقيق أهداف أقصى توظيف واستقرار الأسعار“. تراجع الناتج المحلي الإجمالي 4.8 بالمئة على أساس سنوي في الربع الأول من العام، منهيا أطول موجة نمو متصل في التاريخ الأمريكي، حسبما ذكرته وزارة التجارة في وقت سابق يوم الأربعاء. وقال باول إنه يتوقع أن ينكمش الاقتصاد بنسبة في خانة العشرات في الربع الثاني وأن تشهد البطالة زيادة كبيرة. وقال إن عودة المستهلكين للإنفاق سوف ”تستغرق بعض الوقت“ أيضا عندما تبدأ إعادة فتح الاقتصاد.
مشاركة :