بالصور..تفاصيل زيارة الرحالة الإنجليزي بالجريف لحائل عام 1278 ومقابلة الأمير طلال الرشيد

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

صحيفة المرصد- متابعات :من باب اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين قال معد هذا التقرير سعود المطيري التي نشرته صحيفة الرياض : تحرك ركب المستشرق الانجليزي بالجريف من معان مساء الاثنين 18 ذي الحجة عام 1278ه متوجها إلى منطقة الجوف في الطريق الى "حائل" في مهمة قال عنها بأنها تنحصر في رغبته ربط حياة الشرق الآسنة بتيار التقدم الأوروبي المتسارع وثمة رغبة أخرى في استكشاف المنطقة وارتياد غياهبها بعد ما سمى نفسه / سليم أبي محمود الياس وادعى بأنه طبيب وتاجر بينما هو في حقيقة أمره كان مجندا من حكومة فرنسا في مهمة جاسوسية وتبشيرية وبتكليف وتمويل من إمبراطورها نابليون الثالث فترة العمل بحفر قناة السويس باستثمارات فرنسية ورغبة فرنسا حينها في استحداث مستعمرة في الشرق العربي من أجل حفظ توازن القوى في المنطقة فترة نشاط الحركة السلفية. وبعد أن أمضى أياما في منطقة الجوف وصل بالجريف إلى مدينة حائل وأثناء استقباله من مندوب أمير حائل آنذاك "طلال بن رشيد" الذي سعى لاستقباله والترحيب به تعرض لموقف محرج كاد أن يكشف شخصيته الحقيقية كأوروبي متنكر, التقى بالجريف كما يقول أحدهم وكان قد تعرف عليه في دمشق, وأسرع الرجل إلى تحيته وسؤاله عن الريح التي دفعت به إلى حائل. ألجمته المفاجأة وقبل أن يفكر كيف يجيب, بادره آخر بأنه رآه في دمشق ولم يكن بالجريف متأكدا من ذلك الرجل تماما, وسرعان ما تدخل ثالث ليدعي أنه رآه في القاهرة وأنه رجل ثري اسمه عبد الصليب ويسكن منزلا مع زوجته وابنته الجميلة التي تركب حصانا غالي الثمن وبحسب كتاب (روايات غربية عن رحلات في شبه الجزيرة العربية) للباحث السوداني, د. عبدالعزيز عبدالغني إبراهيم, فقد وجد الرحالة فرصته في مخاطبة الرجل الثالث الذي كان واهما بالفعل لينكر امامه وأمام الثاني كل ما ادعو به أما الرجل الذي كان يعرفه حقيقة فقد اكتفى بالجريف بأن حملق فيه وأطال النظر, وبدا الرجل كأنه يكذب عينيه, فالرجل ربما كان غير ذلك الذي كان يعرفه وتجاوز هذا الموقف بسلام عند ما سمح له بمقابلة حاكم الجبل الأمير طلال العبدالله الرشيد الذي وصفه بأنه في حوالي الأربعين من عمره, له شعر طويل. قصير القامة, عريض المنكبين, أسمر ينم وجهه عن الصرامة, عيناه ثاقبتان ونظراته في تقلب مثير لا يهدأ أبدا, وقال: "لم أر في حياتي عين نسر من هذا القبيل في سرعتها" وأعجب بالجريف بطلال وصرح بذلك حين كتب أنه لم يعرف في حياته حاكما أحسن فنون الحكم بين جميع الحكام والملوك الأوروبيين منهم والآسيويين مثل طلال بن عبدالله بن رشيد. فهو لماح ذكي, حلو المعشر مع عامة قومه, متواضع لا يبدي تعاليا الا مع الطبقة الأرستقراطية, شديد في شؤون الإدارة والحكم, شجاع ماهر في فنون الحرب, غير ميال إلى سفك الدماء, كتوم ولكنه يرعى العهود والمواثيق, جواد إلى حد الإسراف, معتدل غير متعصب دينيا, محب للبناء والاعمار, يعمل على تشجيع التجارة وازدهارها, وتراه في دائرة أصدقائه الخواص مرحا ضحوكا محبا للشعر وسماع القصص, ويمتد مدح بالقريف لطلال حتى يشمل الجنس العربي كله, فالعرب كما وصفهم يعشقون الحرية ويقدرون الحاكم الذي يمارس السلطة من دون أن يشعروا منه بتميز قبلي, شجعان في الحروب, نشطاء في السلم, يعملون في التجارة بشغف, ولا يهتمون بوعثاء السفر برا أو في بحر, لا يثنيهم الاغتراب عنها, وهم "عنصر" يتفوق على كافة العناصر الآسيوية والأفريقية, لكنه ما لبث أن نكث كعادته ليعاود غمزه ولمزه في العرب الذين سبق ان قال عنهم بأنهم عند ما يبطنون الخيانة وينوون الغدر يلاطفون ضحيتهم أولا ويلاعبونها بمهارة, ليقول بأن فهم العربي يتركز في عينيه. وينطبق هذا المثل على عرب الجزيرة أكثر مما يصح عليهم جميعا. كما ينطبق على الأطفال بما في ذلك أطفال الأوروبيين, أي ان الرجل منهم يحكم على الأشياء بمظهرها ولا ينفذ إلى جوهرها, ولا يعمل على التحري عن أسبابها ونتائجها, فقصر ضخم كقصر ابن رشيد ومدفعية ضخمة وان كانت قليلة العدد, ورجال مسلحون في ملابس زاهية, وجمهور غفير وعشاء مشبع, كانت كلها مؤشرات تكفي لإقناعهم بالقوة التي تلزمهم الخوف والخضوع, من دون أن تثير في أدمغتهم أسئلة عما إذا كانت المدافع تعمل أم أنها غير ذلك. وهل يبذل أولئك المسلحون الولاء والإخلاص لسيدهم أم غير ذلك, أو عما إذا كانت مادة العشاء قابلة للهضم أم عسره. صورة لقصر برزان التقطتها المستشرقة غيرترود صورة داخلية لقصر برزان ويظهر فيها بعض الحرس بالجريف بزي تاجر تركي بالجريف بلباس البدو

مشاركة :