يتجه الموسم الكروي في أوروبا نحو مصير غامض بعد السيناريو المفاجئ الذي سار عليه الدوري الهولندي والقرار المفاجئ الذي اتخذته الحكومة الفرنسية بتعليق النشاط الرياضي إلى سبتمبر القادم، ما فتح باب التأويل أمام إمكانية أن يصبح إلغاء الموسم نهجا أوروبيا. لندن – يتزايد الضغط على مسؤولي الدوريات الأوروبية لإيجاد حلول تسمح بإنهاء الموسم الكروي وتستجيب في الآن نفسه إلى الإجراءات التي فرضتها الحكومات في بعض الدول للحفاظ على الصحة العامة. لكن القرار الذي اتخذه الدوري الهولندي بإلغاء الموسم الكروي، وأيضا إعلان الحكومة الفرنسية عن تعليق النشاط الرياضي إلى سبتمبر القادم، ما يعني إلغاء الموسم الكروي، بدأ يثير الشكوك حول مصير الدوريات في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا. وعمّق وزير الرياضة الإيطالي فينتشنزو سبادافورا هذه الشكوك الأربعاء بتأكيده أن الطريق بدأ “يضيق أكثر فأكثر” بشأن استئناف مباريات الدوري الإيطالي لكرة القدم، ناصحا مسؤولي الكالتشيو بجعل التفكير في الموسم المقبل أولوية. خافيير تيباس: هناك وقت لتقديم الخطط وقرار فرنسا بإلغاء الدوري متسرع خافيير تيباس: هناك وقت لتقديم الخطط وقرار فرنسا بإلغاء الدوري متسرع وقال سبادافورا في مقابلة مع قناة “7” “أرى مسارا يضيق أكثر فأكثر بشأن استئناف الدوري. لو كنت مكان رؤساء الأندية سأفكر تحديدا بتنظيم الأمور لعودة آمنة الموسم المقبل الذي من المقرر أن يبدأ في نهاية أغسطس”. وأضاف “القرارات التي تقوم دول أخرى باتخاذها كفرنسا مثلا (الثلاثاء)، قد تدفع إيطاليا إلى سلوك هذا النهج أيضا ليصبح بعد ذلك نهجا أوروبيا”. وكان رئيس وزراء فرنسا إدوار فيليب أعلن الثلاثاء أن “موسم 2019-2020 للرياضات الاحترافية لا يمكن أن يُستأنف” وذلك يعني ضرورة إيقاف الدوري الفرنسي. واعتبر سبادافورا أن “الاجتماع المقبل لرابطة دوري الدرجة الأولى الإيطالية قد يسفر عن مفاجأة، فأغلبية الأندية قد تطلب بإيقاف الموسم الحالي والاستعداد بشكل أفضل للموسم الجديد”. ودعت رابطة الدوري الإيطالي إلى اجتماع طارئ للجنتها التنفيذية الجمعة حيث من المقرر مناقشة هذه المسألة. وبالموازاة مع هذه النزعة لإلغاء الموسم الكروي تتمسك دوريات أخرى بمعاودة النشاط متى سمحت الظروف الصحية بذلك. وحثّت الحكومة البريطانية الاثنين رابطة الدوري الممتاز على ضرورة إنهاء الموسم بكل الطرق الممكنة. وكشفت تقرير أوردته صحيفة ديلي ميل أن أندية البريميرليغ أبلغت الموظفين باحتمالية استئناف منافسات الدوري الإنجليزي في 13 يونيو المقبل. وأشارت إلى السماح للأندية الإنجليزية باتخاذ قراراتها الخاصة بشأن موعد استئناف التدريبات مع تطبيق تعليمات التباعد الاجتماعي. وأوضحت أن بعض الأندية ستعود إلى التدريبات في 8 مايو وأخرى ستبدأ في 11 من الشهر نفسه. وفي إسبانيا أكد خافيير تيباس، رئيس رابطة الليغا الأربعاء ضرورة استئناف المسابقة. وكان بيدرو سانشيز رئيس وزراء إسبانيا قد أعلن الثلاثاء عودة الأنشطة الرياضية تدريجيا، خلال المرحلة المقبلة بافتتاح المنشآت ومراكز الأداء للرياضيين المحترفين اعتبارا من 4 مايو المقبل. وقال تيباس في تصريحات نقلتها صحيفة موندو ديبورتيفو الكتالونية، تعليقا على قرار رئيس الحكومة “السير على خطى فرنسا في إلغاء الدوري، يعرّض النظام بأكمله للخطر”. وأضاف “من المهم إعادة النشاط الاقتصادي، الخاضع للرقابة والأمن.. فبخلاف ذلك قد تختفي القطاعات الاقتصادية المهمة للغاية”. وتابع “هناك وقت لتقديم الخطط، حتى اجتماع اللجنة التنفيذية التالي ليويفا في 27 مايو.. ويمكن استئناف البطولة حتى نهاية يونيو، لذا أرى قرار فرنسا بإلغاء الدوري فيه شيء من التسرع”. ملاعب خاوية بسبب كورونا ملاعب خاوية بسبب كورونا وبين إلغاء الموسم، مباريات أشباح أو حتى إقامة مباريات بحضور الجماهير تتزايد الخيارات المطروحة أمام بطولات أوروبا للخروج من أزمة فايروس كورونا. ولا يدور الجدل والنقاش في دولة بعينها وإنما يبحث المسؤولون عن كل بطولة في أوروبا الوسائل المختلفة للخروج من هذه الأزمة. وبين التفاؤل الحذر والتخوف من آثار كارثية لمعاودة النشاط يتباين الشعور في معظم الدوريات الأوروبية عندما يطرح سؤال عن كيفية الخروج من هذه الأزمة وما إذا كان استكمال الموسم هو الأفضل أو الإلغاء هو الحل الأمثل؟ وعلى عكس ما هو عليه الحال في الدوري الألماني (البوندسليغا)، الذي يأمل المسؤولون عنه في تصويت إيجابي من رجال السياسة بشأن إمكانية استئناف الفعاليات مع عدم حضور الجماهير للمباريات، رفض مسؤولو الدوري الهولندي هذا الخيار وقرروا إنهاء الموسم مبكرا وعدم استكمال فعالياته. ولكن هذا الحل ينطوي على مشاكل أيضا حيث ترى العديد من الأندية أن هذا القرار الصادر من الاتحاد الهولندي للعبة سبب لها في أضرار وخسائر رياضية ومالية، بل إن نادي أوتريخت هدد برفع دعوى قضائية ضد هذا القرار. وأفادت هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” أن رابطة الدوري الإنجليزي لكرة القدم تهدف إلى استئناف فعاليات المسابقة في الثامن من يونيو المقبل. وبناء على هذا، ترغب الأندية في مناقشة كيفية خوض المباريات الـ92 المتبقية وذلك خلال اجتماعها الجمعة. وتأكدت إقامة هذه المباريات دون جماهير. ولكن هذا كله يحتاج إلى موافقة من رجال السياسة وخبراء الصحة. وأشارت “بي.بي.سي” إلى أن الهدف حاليا هو استكمال الموسم قبل نهاية يوليو المقبل. ومن أجل استئناف الموسم في الثامن من يونيو، يتعين استئناف التدريبات في 18 مايو على الأكثر. وفتح ناديا أرسنال وبرايتون ملاعب التدريبات الخاصة بهما لإتاحة الفرصة أمام وحدات تدريبية فردية للاعبين. وذكر تقرير أن الأندية يجب أن تناقش أيضا خلال اجتماعها المكان الذي ستقام فيه المباريات المتبقية، حيث دار جدل طويل بشأن ضرورة إقامة المباريات على ملاعب محايدة.
مشاركة :