مع تجاوز عدد حالات المصابين بكوفيد-19 ثلاثة ملايين حالة عالمياً منذ بدء تفشي الوباء مطلع هذا العام، ظهرت حاجة ملحة لتوفير المعدات المتخصصة، وتوحيد الرؤى المرتكزة إلى جمع البيانات والتقنيات متعددة القدرات، حيث تعمل مبادرة «سيتيزن ساينس» الإماراتية استجابةً لهذه الحاجة الملحة. ويعمل فريق من العلماء والمهندسين حاليا ضمن هذه المبادرة على عدة محاور أهمها الطباعة ثلاثية الأبعاد للمعدات الطبية، وتعقيم معدات الوقاية باستعمال الأشعة فوق البنفسجية، وتعقيم الأماكن العامة على نطاق واسع باستعمال الأشعة فوق البنفسجية، وتحسين أداء أجهزة التنفس الحالية لرعاية أكثر من ثلاثة مرضى في وقت واحد، إضافةً لإنتاج المزيد من أجهزة التنفس، ويعمل فريق المهندسين حالياً على إنتاج معدات التنفس الصناعي، والكمامات ومعدات وقاية الوجه، ويعتمد حجم الإنتاج المتوقع على حاجة السوق ومتطلباته. وقال الدكتور محمد الطنيجي، رئيس قسم الأبحاث بمركز بحوث المواد المتقدمة في معهد الابتكار التكنولوجي لـ «البيان» إن مبادرة «سيتيزن ساينس»، التي انبثقت لدعم ومساندة جهود دولة الإمارات العربية المتحدة وأجهزتها المختلفة، لمواجهة تحديات «كوفيد-19» واحتوائه ومنع انتشاره، انطلقت بغرض علاج الثغرات الكبرى في قطاع الرعاية الصحية، من حيث الجاهزية والقدرة على التصدي لوباء فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن 20 عالماً وباحثاً ومهندساً من كافة أقطار العالم وبقيادة علماء من دولة الإمارات العربية المتحدة، اجتمعوا معاً لتشارُك الجهود، وابتكار حلول من شأنها معالجة التحديات العاجلة التي نجمت عن تفشي الوباء. يشار إلى أن «سيتيزن ساينس» هي مبادرة للبحوث والتطوير أطلقها معهد الابتكار التكنولوجي، المعهد البحثي المتطور في أبوظبي وقد تم تأسيس مبادرة سيتيزن ساينس بهدف تقديم حلولٍ لكبرى التحديات التي نتجت عن تفشي وباء كورونا «كوفيد-19». وأضاف الدكتور الطنيجي نعمل على تحسين عملية التوصّل إلى حلول متطورة ومبتكرة، وذلك من خلال جهود نخبة من العلماء والمهندسين والباحثين والأطباء المختصين، في مجالات علمية متنوعة مثل الفيزياء وعلوم المادة والطيران والدفاع والأمن. وأوضح أنه نظراً لاتساع رقعة هذا الوباء، وحرصاً على دعم ومساندة الدور الإنساني الذي تضطلع به الدولة وأجهزتها المختلفة، فإننا نتطلع لتسريع وتيرة الإنتاج، إذ سيتم التعاون مع إحدى الشركات الوطنية، لإنتاج وتوفير المعدات والأجهزة بأسرع وقت ممكن. وقال الدكتور الطنيجي كما عودتنا دولة الإمارات العربية المتحدة دوماً بتقديمها يد العون للآخرين، فإننا نتطلع لبحث إمكانية تصدير أجهزة التنفس التي سيتم إنتاجها للدول الشقيقة والصديقة، وذلك بالتعاون مع الجهات ذات الاختصاص، لما لهذا من أثر في تعزيز وتكاتف الجهود الإنسانية، وتقديم المساعدة للآخرين ومساندة جهودهم لمواجهة هذه الجائحة والتغلب على تبعاتها. وبين أنه إيماناً من المبادرة بأهمية اعتماد منتجاتها ومطابقتها لأعلى المواصفات والمعايير العالمية، ونظراً لأن أي معدات طبية، لابد وأن يتم اعتمادها من الجهات العلمية والطبية ذات اختصاص، بحيث تكون مطابقة للمواصفات والمقاييس العالمية كالمقياس الأمريكي وغيره من المقاييس، فإننا نعمل حالياً على اعتماد منتجاتنا وفق إحدى المقاييس الطبية العالمية المرموقة. وأشار إلى أن مبادرة «سيتيزن ساينس» وهي تسخر جهودها لخدمة القطاع الصحي في الدولة، فإنها تتطلع لتوسيع آفاق التعاون والعمل المشترك مع الجميع، لذا نغتنم هذه الفرصة لندعوا الجميع (أفراد ومؤسسات) لدعم جهود هذه المبادرة في مكافحة الفيروس، فنحن نبحث عن شركات ومصنّعين وموزعين ومهندسين وعلماء، لمساعدتنا في إنتاج كميات كبيرة من المعدات التي يحتاجها العاملون ضمن خط الدفاع الأول، كما نعمل على حشد جهود الهيئات الحكومية، ومصنّعي المواد الخام الضرورية، والأوساط الأكاديمية ومجتمع العلماء في دولة الإمارات العربية المتحدة، بغرض المساهمة المباشرة في دعم قضية مُلحّة، من شأنها إنقاذ الأرواح على المستوى المحلي والدولي. تابعوا أخبار الإمارات من البيان عبر غوغل نيوز طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :