من ليلى بسام (رويترز - يتجه لبنان لتطوير قطاع الاتصالات من خلال خطة لتجهيز البنى التحتية اللازمة للهاتف الثابت والانترنت عبر مد خطوط الألياف البصرية بدلا من النحاس بكلفة ستفوق 700 مليون دولار لمدة خمس سنوات. ويريد لبنان أن يصبح مركزا للتكنولوجيا الرقمية في الشرق الأوسط وأن يبيع فائض نطاقات الإنترنت إلى البلدان الأخرى ويأمل أن يساعده تطوير قطاع الاتصالات على تعزيز النمو بقطاعات أخرى مثل التعليم والصحة والمال. لكن لبنان الذي وصفه وزير الاتصالات بطرس حرب بأنه فاته القطار إلى حد بعيد غالبا ما يطلق الخطط التي تبقى بعيدة عن التنفيذ بسبب الخلافات السياسية التي تفاقمت بسبب الحرب المستمرة في سوريا منذ أكثر من أربع سنوات. غير أن وزير الاتصالات أصر أمام مجموعة من الصحفيين يوم الثلاثاء على أن الخطة التي وصفها بأنها مفتاح الفرج لن تنتظر انتخاب رئيس للجمهورية وهو الموقع الشاغر في البلاد منذ أكثر من عام ولا حل الخلافات بين السياسيين المنقسمين بين مؤيد للنظام السوري ومعارض له. وقال حرب بمكتبه في بيروت سنعلن عن خطة استراتيجية متكاملة في الأول من (يوليو) تموز وهي عبارة عن نقل البنى التحتية من النحاس الى (الألياف البصرية) بتكلفة أكثر من 700 مليون دولار يتم تمويلها من عائدات الهاتف. وأشار إلى أن مدة الخطة ستكون خمس سنوات لكن نتائجها ستظهر على مراحل منذ العام الاول. ويرى حرب أن نجاح المشروع سيجذب الشركات العالمية التي طالما اعتبرت لبنان اختيارها الأول في الشرق الأوسط لكن تراجع مستوى خدمات الاتصالات في لبنان جعلها تبحث عن أسواق أخرى. وبالتالي فإن عودة لبنان الى المراتب الأولى في التصنيف التكنولوجي ستعيد الشركات وستدخل لبنان مجددا في سوق المنافسة وستشكل مردودا كبيرا جدا على الاقتصاد اللبناني. وأغلب قطاع الاتصالات اللبناني في يد الدولة إذ تدير شركة أوجيرو للاتصالات المملوكة للحكومة شبكة الهاتف الثابت بينما تقدم خدمات المحمول شركتا ام.تي.سي تاتش وألفا وهما مملوكتان للدولة لكن تديرهما حاليا زين الكويتية وأوراسكوم للاتصالات والإعلام المصرية. كانت الشركتان أنهتا عقدهما في مارس آذار الماضي ومددت الحكومة تفويضهما ثمانية أشهر حتى نهاية العام الجاري ريثما يتم تنظيم مناقصة. وكانت إدارة المناقصات أعلنت في بيان الأسبوع الماضي أنها ستطرح مناقصة عامة دولية لإدارة شبكتي الهاتف المحمول لمدة ثلاث سنوات لحساب وزارة الاتصالات في الثامن من سبتمبر أيلول المقبل.ورغم أن زين وأوراسكوم عبرتا عن اهتمامهما بمواصلة إدارة تاتش وألفا إلا أن المناقصة قد تأتي بشركتين جديدتين إذا شهدت منافسة من شركات الاتصالات الأجنبية. وقال وزير الاتصالات فوجئت باهتمام شركات كبيرة جدا في العالم في موضوع المناقصة ومنها شركة اريكسون وأورانج وفودافون. وأوضح ان الخلافات السياسية قد تدفع الشركات الى التردد في المجيء والاستثمار في البلاد. وتأتي مناقصة إدارة شركات المحمول بعد فشل اقتراحات بخصخصتها في أوائل العقد الماضي. وتعثرت أيضا خطة لبيع شبكة الهاتف الثابت. (تحرير أحمد إلهامي)