تفاقم معاناة النازحين الفلسطينيين في رمضان

  • 6/23/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

كيف يعيش النازحون الفلسطينيون من سوريا إلى لبنان في شهر رمضان المبارك؟ ما هي مشاكلهم ومعاناتهم؟ هل تصلهم مساعدات، وهل هي كافية؟ ما هو دور الأونروا حيال الأزمة التي يعيشها اللاجئون والنازحون؟ لماذا أوقفت الأورنروا مساعداتها بدفع إيجارات المنازل؟ وكيف يتدبر النازحون أمورهم في الشهر الفضيل؟ هذه الأسئلة وغيرها عملنا في صحيفة كل الوطن للإجابة عليها في هذا التحقيق.. نماذج من المعاناة النازحة أم جمال فلسطينية من سوريا، نزحت مع عائلتها قبل 3 سنوات، تسكن هي وأولادها وأولاد أولادها في منزل في منطقة الهبة، فوق الهمشري، القريبة من مدينة صيدا جنوب لبنان، يبلغ عدد الأفراد الذين يسكنون المنزل 18 شخصا، والإيجار هو خمسماية ألف ليرة لبنانية، أي (335$). أحد التحركات تقول أم جمال تساعدنا أختي المتزوجة في الدانمارك في دفع جزء من إيجار المنزل، وبعض الأحيان يعمل ابني، ولكن كما هو معلوم فإن البطالة هنا في لبنان مرتفعة، ونعتمد بعد الله على بعض المساعدات من بعض الجمعيات.. وتضيف بغصّة لكن أكثر ما يؤثّر بنا هو عندما يمرض أحدنا، فإننا لا نجد مالا لمعالجته أما في بعلبك، فإن معاناة أم عمر، الآتية من منطقة سبينة – دمشق، فلديها 3 بنات وصبي. ابنتها أمينة أصيبت بمرض السرطان وعانت معه أوجاعا، خصوصا في اللحظات الأخيرة قبيل وفاتها في بعلبك.. أما ابنها عامر 37 سنة فهو يعاني من خلل دماغي نتيجة لصدمة تلقاها منذ صغره، سببت له ارتجاجا في الدماغ وأصيب بشلل شبه كامل. أما سميرة بنت الـ 42 سنة فهي بدورها مصابة بشلل نتيجة لتغيير مفصل رجلها، فلا يمكنها أن تتنقل أكثر من خطوات محدودة. كانت ابنتها ناديا العنصر المساند في تأمين حاجيات الأم وهي متزوجة ولديها ولد وبنت، والطامة الكبرى عندها أن ولديها ليسا مسجلين في أية دوائر لبنانية أو فلسطينية أو سورية، وإضافة إلى هجر زوجها لها زادت معاناة العائلة، وتحديدا الأم ومعها تدهورت حالتها الصحية أكثر فأكثر. لا تنسى أم عمر أن تردد وبشكل دائم الدعوة بالخير وطول العمر لأبي كفاح الذي يقدم لها يد العون ضمن إمكانياته المحدودة. كانت أم عمر وابنتها مسجلتين في الأونروا ويدفع لهما بدل إيواء لعائلتين مبلغ 300 ألف ليرة فكانتا توفران مبلغ 100 ألف ليرة من بدل الإيجار إضافة إلى سلتين غذائيتين بقيمة 80 ألف ليرة ما يعين العائلتين على تدبر أمرهما. من التحركات الشعبية الفلسطينية المطالبة بالإنصاف الآن هناك مشكلة كبيرة هبطت على رأس أم عمر. رسالة نصية من الأونروا تبلغ بوقف دفــع بدل الإيواء بدءا من أول تموز، كانت كفيلة بوضع مصير العائلة في مهب الريح . ويتساءل النازح أبو محمد كيف يُلزم النازح، أو اللاجئ الهارب من الموت، بإقامة، ويُمنع في الوقت نفسه من العمل أو التحرك، ثم يعاني من حصار اقتصادي يحمل توقيع منظمة الـ أونروا، التي أعلنت أخيراً عجزها عن الاستمرار في تقديم المساعدات الاجتماعية والغذائية وبدل السكن. ويضيف لقد تُركنا نواجه قدرنا القاسي، ولا نعلم ما تخبئ لنا الأيام؟ في الأشهر الماضية، كان النازح الفلسطيني يستفيد من تقديمات الاونروا التي تخصص لكل عائلة 100 دولار بدل سكن ولكل فرد منها 45 ألف ليرة بدل غذاء، ثم انخفض المبلغ الى 40 ألف ليرة. ولكن الاونروا أبلغت العائلات المسجلة لديها بأنها باتت عاجزة عن تقديم بدل السكن والغذاء، لأن الدول المانحة لا تدفع ولم يعد هناك من أموال!! أعداد النازحين تُقدّر أعداد اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان حسب احصائيات الأونروا نهاية نوفمبر – تشرين الثاني 2014 حوالي 44.5 ألف لاجئ، بما يعادل 12720 عائلة تتوزع على المناطق الخمسة في المدن اللبنانية بنسب متفاوتة (بيروت18.96 % البقاع 16.20% صيدا 32.07 % طرابلس 15.53 % صور 17.23 % ) داخل وخارج المخيمات بنسبة (50.17 % و49.83%)على التوالي، يعيش فيها غالبية اللاجئين في بيوت مستأجرة بمعدل وسطي لأجرة المنزل داخل المخيمات (200$) و(400$) خارجها. حمود: مصاعب ومعاناة ويؤكد مدير منظمة ثابت لحق العودة سامي حمود أن شهر رمضان المبارك يطل وقد مر على عمر النكبة السورية أربع سنوات، وعلى مأساة اللجوء الثاني لفلسطينيي سورية الثلاث سنوات. وشهد هذا اللجوء الكثير من المصاعب والمعاناة والأزمات التي لحقت باللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا من سورية إلى لبنان؛ أبرزها غلق للحدود اللبنانية في وجه الفارين من الحرب والحصار والدمار وخصوصاً أهالي مخيم اليرموك. المعاناة الأخرى برزت في عدم معاملة اللاجئين الفلسطينيين أسوة باللاجئين السوريين لجهة اعتبارهم لاجئين وليسوا سواحاً وضيوفاً مما انعكس سلباً على وضعهم القانوني وعدم منحهم إقامات. المأساة الأخيرة في تهرب وكالة الأونروا من مسؤولياتها تجاههم والبدء بتقليص خدماتها من توقيف حوالى 900 عائلة من تلقي المساعدات الإنسانية الشهرية وصولاً إلى القرار الجائر بوقف مساعدة بدل الإيواء لجميع العائلات بدءا من شهر تموز 2015. إحدى العائلات النازحة في عين الحلوة وأضاف حمود في تصريح خاص لصحيفة كل الوطن أن هناك الكثير من المآسي التي تواجه اللاجئين الفلسطينيين من سورية في لبنان مثل قلة المساعدات الإنسانية من قبل المؤسسات الخيرية والاجتماعية وعدم وجود فرص عمل لأرباب وشباب تلك العائلات. لا لتقليصات الأونروا ويضاف إلى ذلك أن شهر رمضان المبارك يحل وحال اللاجئين الفلسطينيين من سورية في وضع يرثى له رغم ما يحمله من خير وبركة للناس بسبب زيادة حجم المصاريف في هذا الشهر وقلة مصادر الدخل. وحذر حمود من تداعيات قرار الأونروا الأخير بوقف مساعداتها للنازحين والذي يشكل صاعقة لتلك العائلات بحيث أن العديد منهم مهددون بالمبيت بالشوارع في حال تم تنفيذ ذلك القرار الجائر. وزاد هذا القرار أدى إلى إندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية في كافة المناطق والمخيمات في لبنان تنديداً بقرارات الأونروا الجائرة والتي لم تقتصر ضررها على اللاجئين الفلسطينيين من سورية بل أيضاً شملت فلسطينيي لبنان. سامي حمود مدير منظمة ثابت ويشير حمود إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يرفعون خلال حراكهم السلمي مطالب عدة أبرزها إلغاء القرارات الأخيرة التي صدرت عن إدارة الأونروا؛ بالإضافة إلى استمرار تقديم المساعدات المقدمة للاجئين وتحسين مستوى أداء الخدمات والإسراع في استكمال مشروع إعادة إعمار مخيم نهر البارد واستمرار تقديم المساعدات الطارئة لهم. مدير عام الأونروا أما الأونروا، وعلى لسان مديرها العام ماتيوس شمالي، فيقول إنّ الأونروا ستستمر في تقديم خدماتها التعليمية والصحية للعائلات الفلسطينية التي نزحت من سوريا إلى لبنان. ودعا في تصريحات صحافية إلى حوار بنّاء مع اللاجئين من أجل شرح أسباب توقف المساعدات التي تقدمها الأونروا. مطالبة للأونروا بالتراجع عن تقليص خدماتها وأضاف شمالي إنّ قرار وقف المساعدات المالية للاجئين سيزيد من صعوبة أوضاعهم ولا يمكن التنبأ بنتائجه. وقال شمالي إنّ هناك أسباباً سياسية تقف وراء عدم التزام الدول المانحة بتقديم مساعداتها للوكالة. وهكذا بين الظروف الصعبة التي يعيشها النازحون الفلسطينيون في لبنان، وبين قلة المساعدات ووقف الأونروا لمساعداتها لهم.. يبقى اللاجئ في رمضان يصوم مرتين؛ مرة من الغربة والألم، وأخرى من أجل رمضان!! أطفال نازحون

مشاركة :