تنبع أهمية نموذج العمل التجاري من كونه يحدد الأسلوب الذي تتبعه المنشأة في صُنع قيمة ما، وتحقيقها، والاستفادة منها، أي أنه أشبه ما يكون بمُخطط لاستراتيجية عامة يجري تطبيقها من خلال عمليات وهياكل تنظيمية مختلفة. وإذا نظرنا بعمق إلى نماذج الأعمال التجارية، منذ اختراع “يوهانس جوتينبرغ” لآلة الطباعة وحتى عصرنا الراهن، فسنجد أن هناك الكثير من هذه النماذج تلاشى وانمحى من الوجود؛ فالمنافسة محمومة بين النماذج التجارية المختلفة، ومن هنا، فإن تطوير هذه النماذج وتحديثها أمر لا بد منه؛ إذ لو لم نفعل ذلك، فربما تزول الشركة وتختفي من الوجود. اقرأ أيضًا: قرض الفرنشايز.. ماهيته وكيفية الحصول عليهالتطوير الدائم يعني هذا أن نموذج العمل التجاري يجب أن يخضع لعملية تطوير دائمة وممنهجة، بل إن كل نموذج عمل ما هو، إن بطريقة أو بأخرى، تطوير لما قبله، وتجاوب مع معطيات الراهن، واستباق لمستجدات المستقبل. التطوير الدائم، إذًا، أمر لا بد منه بالنسبة لنماذج العمل التجارية المختلفة. وفي هذا السياق، قالت نورة العقلا؛ مدير المجتمع الريادي في حاضنة i_be ومرشدة لرواد ورائدات الأعمال، إن نموذج العمل التجاري هو أداة تُستخدم لغرض بناء واستدامة المشروع، سواء عند إنشائه أو في حال كان المشروع قائمًا بالفعل؛ فمن خلال هذه الأداة يمكن صناعة المنفعة للفئة المستهدفة، والتأكد من إيصالها لهم، وكذلك تحقيق التدفق النقدي والربح. اقرأ أيضًا: الفرنشايز ما بعد كورونا.. كيف تستعد؟استقراء المنافسين وأضافت أن هذه النماذج التجارية تُستخدم، أيضًا، في دراسة واستقراء نماذج أعمال وخطط واستراتيجيات المشروعات المنافسة الأخرى. ورأت «العقلا» أن لنموذج العمل التجاري أهمية كبرى؛ إذ يعمل على تحقيق ميزة تنافسية؛ كما أنه يساعد المشروعات في تعظيم المنفعة وتقليل التكاليف، مقارنة بنماذج العمل التجارية الأخرى. وشددت على حتمية تطوير واختبار نماذج العمل التجارية، قائلة: “كل نموذج تصممه يجب اختباره وحتى بعد اختباره يجب الاستمرار في متابعة المتغيرات وتحديثه”. اقرأ أيضًا: مخاوف الفرنشايز وطرق التغلب عليهاالمكونات التسعة ويتكون أي نموذج عمل تجاري من تسعة مكونات: شرائح العملاء، القيم المقترحة، القنوات، العلاقات مع العملاء، مصادر الإيرادات، الموارد الرئيسية، الأنشطة الرئيسية، الشراكات الرئيسية، هياكل التكاليف. وتقدم كل منشأة خدمة أو خدمات لشريحة معينة أو مجموعة شرائح (شرائح العملاء)؛ لتلبية احتياجات العملاء (القيم المقترحة)، ويتم إيصال هذه الخدمات عبر قنوات اتصال معينة (القنوات)، اعتمادًا على بناء علاقات مع العملاء واستدامتها (العلاقات مع العملاء)؛ وبالتالي تبدأ الإيرادات في التدفق على المنشأة، علاوة على عدة أصول (الموارد الرئيسية)، وتقدم هذه الخدمات عبر (الأنشطة الرئيسية)؛ حيث تُنفذ هذه الأنشطة عبر مجموعة من (الشراكات الرئيسية)، ثم ينشأ (هيكل التكاليف) من نموذج العمل التجاري. اقرأ أيضًا: مجتمع ريادة الأعمال (2) – متى تطور نموذج العمل بشركتك؟ أخطاء ممنوح الفرنشايز.. خالف هواك! معضلة بيع الفرنشايز.. كيف تصبح صاحب امتياز تجاري؟
مشاركة :