اليوم عيد العمال .. ويطل على العالم هذا العام، في زمن كورونا، ليسجل معاناة عمال العالم من الصدمة، بسبب الركود الذي نتج عن انتشار فيروس كورونا، وفقدان الوظائف، وبمعدلات غير مسبوقة عالميا، وصفت بـ «مذبحة كورونا» العمالية، ليبلغ عدد العمال على قوائم البطالة نحو 200 مليون عامل !! ومع تحذير مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجييفا ، من «أزمة لا مثيل لها»، منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حيث تم تجميد الاقتصادات للتغلب على الوباء.وجاءت أمس سلسلة من الأرقام لتؤكد التوقعات القاتمة: فقد أعلنت فرنسا أن الناتج المحلي الإجمالي تراجع لديها بنسبة 5،8% في الربع الأول من العام الحالي، وكذلك إسبانيا بنسبة 5،2% ، وعلى صعيد منطقة اليورو، تراجع النشاط بنسبة 3،8%في الفصل الأول من العام في أعلى تدهور له منذ إنشاء العملة الواحدة في 1999، وفق المكتب الأوروبي للإحصاءات «يوروستات، وكانت الولايات المتحدة أعلنت أمس الأول تراجع الناتج المحلي الإجمالي لديها بنسبة 4،8% على أساس سنوي في الفصل الأول، بعد نمو مستمر منذ 10 سنوات. 30 مليون عاطل في الولايات المتحدة وعشية عيد العمال.. أظهرت بيانات أمريكية، مساء أمس الخميس، ارتفاع طلبات عدد الساعين لإعانات البطالة، الأسبوع الماضي، لنحو 30 مليون، وهو ما يقدر تقريبا بنحو 18.4% ممن هم في سن العمل. وجاءت البيانات بشأن طلبات إعانة البطالة بعد أنباء عن أن الاقتصاد الأمريكي سجل في الربع الأول أسوأ انكماش منذ الكساد العظيم.. كما أن عمليات تسريح الموظفين تمتد إلى قطاعات لم تتأثر بشكل مباشر بإغلاق الأنشطة الاقتصادية والقيود المتعلقة بفيروس كورونا المستجد. ملايين العمال على قوائم البطالة وتنبأت مجموعة جولدمان ساكس هذا الأسبوع بأن البطالة سترتفع قريباً إلى مستوى قياسي يبلغ 15% وفي أوروبا أظهر تقرير أن ما يقرب من مليون بريطاني تقدموا بطلبات للحصول على مرتبات الرعاية الاجتماعية في غضون أسبوعين، أي 10 أضعاف العدد العادي..وكان هناك أيضاً ارتفاع قياسي في طلبات إعانة البطالة في إسبانيا، التي يبلغ معدل البطالة فيها ما يقرب من 14% بالفعل من بين أعلى المعدلات في دول العالم المتقدم. وقفز معدل البطالة في النمسا إلى 12%، وهو أعلى مستوى منذ أعقاب الحرب العالمية الثانية. وقالت ألمانيا إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنسبة 13،2٪. 200 مليون عاطل وبحسب تقرير جديد لمنظمة العمل الدولية، فإنه من المتوقع أن يشهد العالم تقليصا في الوظائف لنحو 200 مليون من الموظفين بدوام كامل..وأضاف أنه بالرغم من أن جميع المناطق في العالم تعاني من الأزمة التي تسبب بها الفيروس، شهدت الدول العربية وأوروبا أسوأ تأثير في مجال التوظيف من ناحية نسبية. وأكبر الخسارات من ناحية الأرقام تتركز في دول آسيا والمحيط الهادئ وهي أكثر المناطق المأهولة بالسكان في العالم.وحذّرت لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا «الإسكوا» من أنّ فيروس كورونا المستجدّ يمكن أن يتسبّب بخسارة أكثر من 1,7 مليون وظيفة في العالم العربي. وتوقّعت اللجنة أن يتراجع الناتج المحلي الإجمالي للدول العربية بما لا يقلّ عن 42 مليار دولار هذا العام على خلفية تراجع أسعار النفط وتداعيات تفشي فيروس كورونا المستجد. انهيار عالم التوظيف وقال مدير عام منظمة العمل الدولية، غاي رايدر، في تصريحات من جنيف، إنه في بداية العام وقبل أن يتفشّى وباء كورونا «كـوفيد ـ 19» في العالم، كان هناك نحو 190 مليون شخص التحقوا بصفوف البطالة، ومع الصدمة التي أحدثها الفيروس، فمن الواضح للعيان أن عالم التوظيف يعاني «من تهاوٍ غير عادي على الإطلاق» بسبب تأثير الجائحة والتدابير المتخذة للتعامل معها. القطاعات الأشدّ تأثرا وكشفت المنظمة عن القطاعات الأشد تأثرا بوباء كورونا.. وهم عاملون في أربعة قطاعات: قطاع الغذاء والفنادق ( وتضم نحو 144 مليون عامل)، وقطاع البيع بالجملة والتجزئة (582 مليونا)، وقطاع خدمات الأعمال والإدارة (157 مليونا)، وقطاع التصنيع (463 مليون عامل تقريبا) .ويشير مدير منظمة العمل إلى أن جميع هذه القطاعات تشكل ما نسبته 37.5% من التوظيف العالمي، ويشعر العاملون في هذه القطاعات أكثر من غيرهم الآن بحدّة تأثير الجائحة عليهم. عيد العمال اليوم عيد العمل.. وعيد العمال الذي بدأ في العالم بعد انفجار قنبلة في أوّل مايو/أيار 1886 خلال اجتماع برئاسة حاكم مدينة شيكاغو، اتُّهِمَ فيها زوراً ممثّلون عن العمال° وبعد أن ثبتت براءتهم جرى التعويض عليهم بإعلان عيد لهم، وبنقابات واتحادات وصلت ببعض قادتها في أحزاب عمالية إلى سدة الحكم: من عامل منجم في بريطانيا، إلى راعية غنم في فرنسا، إلى ماسح أحذية في البرازيل!
مشاركة :