الكثير من الأمهات المرضعات يرغبن فى الجمع بين الصيام والرضاعة، بالرغم من وجود منحة شرعية لهن بالإفطار، حفاظا على صحة المولود، فكيف تستطيع الأمهات الحفاظ على صحتهن مع الصيام والرضاعة؟يقول الدكتور مازن عيسوى، إخصائى طب الأطفال، إن استمرار الرضاعة الطبيعية، مع الصيام فى شهر رمضان، يتوقف على عدة عوامل، منها عمر الطفل ومدى اعتماده على الرضاعة الطبيعية، وصحة الأم نفسها، مشيرا إلى أن الطفل إذا كان أقل من 6 شهور ولا يعتمد إلا على الرضاعة الطبيعية، فلا يفضل الصيام للأم، خاصة إذا كانت صحة الأم منهكة لأن طوال ساعات الصيام مع ارتفاع درجات الحرارة مع الرضاعة وفقدان السوائل يعرض الأم للجفاف، وهو ما يؤثر على الطفل ونموه، أما إذا تجاوز الطفل 6 شهور وبدأ فى تناول وجبات غذائية إلى جانب الرضاعة، فهنا يمكن للأم الصيام، وفى الغالب ذلك يكون عند بلوغه الشهر الثامن أو التاسع.وأضاف عيسوى: «بعض الأمهات يتمسكن بالصيام مع الرضاعة، وفى هذه الحالة عليهن مراقبة أطفالهن ونشاطهم، فإذا قل عن المعتاد وازداد بكاء الطفل وقل تبوله ووزنه، فلابد من إنهاء الصيام فورا، لأن ذلك دلالة على قلة اللبن وعدم حصوله على التغذية الكافية».وأشار إلى أن الأم أثناء عملية الرضاعة يستهلك جسمها طاقة عالية لإفراز اللبن، ومن هنا تنبع أهمية التغذية الملائمة والسليمة، للأم وللطفل الرضيع على حد سواء، إذ تحمى الأم من العديد من الأمراض، مثل السكرى وسرطان الثدى، وتساعد على انخفاض الوزن بعد الولادة، فضلا عن العامل النفسى، حيث تقوى الرضاعة الرابط بين الأم وطفلها، لكن حتى لا تتأثر الأم بالصيام، فعليها الاهتمام والحرص على التغذية الملائمة والسليمة منذ بداية فترة الحمل وخلال فترة الرضاعة، خاصة وأن ما تتناوله الأم من طعام يؤثر على اللبن وكميته، وسيعود ذلك بالنفع عليها وعلى رضيعها.ولفت عيسوى إلى أن كمية السعرات الحرارية التى تحتاج إليها الأم تزيد، أثناء فترة الرضاعة، عن أى وقت آخر، فهى تحتاج إلى 500 سعر حرارى إضافى (زيادة عن المعدل الطبيعى) فى اليوم الواحد، لمدة 6 شهور حتى سنة كاملة بعد الولادة، وضعف الكمية للمرأة التى ترضع توأم، وهنا يمكن للأم التى لا تعانى من مشاكل صحية وكذلك طفلها فى وضع صحى سليم أن تصوم شهر رمضان، دون أى قلق.وحول الأطفال المرضى أو من لديهم مشاكل فى الرضاعة، فأكد الدكتور مازن عيسوى، أن صيام الأم ينطوى على خطورة، لأن التغذية ضرورية لهؤلاء الأطفال بشكل خاص، والصوم يشكل خطراً، فالعديد من الأبحاث أثبتت وجود فرق واضح بين تركيبة لبن الأم قبل الصيام وبين تركيبته خلال الصيام، موضحا أن اللاكتوز (سكر الحليب) والفسفور، تنخفض مستوياتهما خلال الصيام، مقارنة بالأيام العادية، أما بالنسبة لكمية الكالسيوم والبروتين فقد تبين أنها ارتفعت خلال الصيام ولم يظهر أى فرق بالنسبة للدهنيات.ولصيام آمن يقدم «عيسوى» بعض النصائح لرضاعة سليمة خلال شهر رمضان الكريم، ويقول: يجب الاهتمام بالراحة، وعدم الإجهاد، وشرب كمية كبيرة من السوائل، قدر المستطاع، قبل بدء الصوم، ويفضل الماء والقليل من العصائر التى تحتوى على السكر، مع تناول أغذية غنية بالنشويات المركبة مثل: الخبز الكامل، الأرز والبطاطا، والامتناع عن تناول المشروبات والأطعمة التى تؤدى إلى فقدان الجسم سوائل، مثل: القهوة، الشاى والبطيخ.وفيما يخص الطفل، أوضح إخصائى طب الأطفال أنه على الأم توفير بدائل الطعام، بمعنى إن كان الطفل يتناول أطعمة مثل البطاطا المهروسة والخضار أو حليبا صناعيا بالإضافة إلى حليب الأم، ينصح بأن تشكل هذه الأطعمة والبدائل الجزء الأساسى من تغذيته خلال ساعات الصوم، وعند الإفطار، على الأم المرضعة الإكثار من شرب السوائل وإرضاع الطفل فى فترات متقاربة أكثر، ليتم إفراز اللبن بشكل طبيعى، لأن إفراز الجسم للبن يقل بعد الصيام، ويتم تنظيم الوجبات كل 4 ساعات، والتنويع من جميع المجموعات الغذائية لتحصل على جميع الفيتامينات والمعادن التى يحتاج إليها جسم الطفل، من بروتين، ودهون، وكربوهيدرات، وفيتامينات، ومعادن، وألياف، مع الإكثار من شرب السوائل التى تعوضها عما تفقده خلال فترة الصيام.
مشاركة :