القرار الجريء الذي اتخذه مجلس ادارة نادي القادسية بخصوص غلق باب العروض الخارجية والمحلية التي تستهدف الحصول على لاعبي الفريق الاول لكرة القدم، والاحتفاظ بخدماتهم في الموسم المقبل يعتبر بنظر جماهيره صحيحا، لكنه يبقى في نظر عدد من لاعبيه مجحفاً، خصوصاً أن هناك عروضا مغرية من أندية خارجية ومحلية قدمت بشكل رسمي كان آخرها لنجمه فهد الانصاري. يجب التماس العذر لإدارة القادسية في قرارها الصعب بحق بعض اللاعبين، خصوصا بعد عودة الغريم التقليدي العربي الى ساحة المنافسة على الالقاب بقوة ابتداء من الموسم الماضي الذي شهد فيه تتويجه بلقب كأس سمو ولي العهد وحلوله وصيفا لـ «الكويت» في الدوري. القادسية تعرض فى الموسم المنتهي الى بعض الهزات التي فتحت بعض الشقوق في أرضيته الصلبة، وقد بدأت بالتخلي عن مدربه الاسباني أنطونيو بوتشه والاستعانه بخدمات ابن النادي راشد بديح، ثم جرى تغيير الجهاز الاداري، الا انه نجح في النهاية في انقاذ ما يمكن انقاذه من خلال تحقيق لقب كأس سمو الامير، ليضيفه الى كأس الاتحاد الاسيوي وكأس السوبر اللذين حققهما في مطلع ومنتصف الموسم على التوالي، لكن احتلاله المركز الرابع في الدوري كان الامر المزعج وربما المخيف بالنسبة الى جماهيره. يدرك «الاصفر» حجم التحدي الذي ينتظره في الموسم المقبل في ظل اطماع ثلاثة فرق أخرى هي الكويت والعربي والسالمية التي ستعد العدة لولوج منصات التتويج. ويبرز تحديداً العربي الذي يريد استعادة لقب الدوري الغائب عن خزائنه منذ 2002، ويتطلع أكثر الى كسر التعادل الذي فرضه القادسية معه على هذا الصعيد (16 لقباً لكل منهما). قرار القادسية الأخير يعني استعادة خدمات مدافعه مساعد ندا العائد من الاحتراف مع العروبة السعودي، ورفض عرض القادسية السعودي لضم فهد الانصاري، الى جانب اغلاق الطريق امام رحيل عدد من اللاعبين الذين قدمت لهم عروض محلية بينما لم يشمل القرار حسين فاضل الذي جدد عقده للموسم الثاني مع الوحدة الاماراتي. قرار القادسية قد لا يعجب بعض اللاعبين الذين ينظرون الى مصلحتهم المادية، خصوصا أن رواتب الاحتراف الجزئي تعتبر بمثابة «البقشيش» في عالم الاحتراف الحقيقي، لكن بكل تأكيد يعجب الجماهير التي تريد أن يكتمل فريقها من جديد بنجومه السابقين ليكون قادراً على تحقيق الالقاب. قد يكون قرار الادارة الصفراء موجه الى العربي، ومفاده أن القادسية سيتخطاه فى عدد ألقاب الدوري بعدما تفوق عليه في عدد الألقاب على مستوى مسابقتي كأس الامير وكأس ولي العهد. يجب على القادسية بعد قراره أن يدرك جيداً بأنه مطالب بتعويض اللاعبين الذين قدمت لهم عروض سخية من أندية خارجية مثل فهد الانصاري، مع العلم ان عدم التعويض يعني الدخول في مشاكل حقيقية مع هؤلاء وقد ينعكس سلباً عليه.
مشاركة :