المصادفة وحدها، هي التي كشفت للفنان السعودي زمان جاسم، أن إحدى لوحاته وصلت إلى مكتب سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وعندما سئل عن سر سعادته بهذا الحديث، أكد أن هذه السعادة ليس لوصول لوحته الشخصية إلى مكتب الأمير محمد بن سلمان، وإنما لأن سموه يثق في قدرات الفنان السعودي. وقال: “كان بإمكان سموه تزيين مكتبه بلوحات كبار الفنانين العالميين، إلا أنه آثر أن يستعين بلوحة موقعة من فنان سعودي، وفي هذا ثقة ودعم معنوي للفنانين السعوديين.وعن تفاصيل القصة، قال زمان: “فوجئت قبل يومين بأن مصور خادم الحرمين الشريفين بندر الجلعود يرسل لي صورة لمكتب سمو ولي العهد، في بادئ الأمر لم ألحظ سر إرسال هذه الصورة، وبعد تأمل، لاحظت أن إحدى لوحات المكتب التي تزين مكتب سموه، هي نفسها الصورة التي رسمتها قبل سنوات، وبعتها لأحد الوسطاء”. وقال “كان الأمر مفاجأة سارة بالنسبة لي، وبعد ذلك بدقائق، أرسل لي العديد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي صورة مكتب سمو ولي العهد وبها الخاصة بي”، وعلى الفور بدأت إعادة نشر تغريدة بندر الجلعود في “تويتر”، كما نشرت في حسابي على الانستجرام، ووجدت تعليقًا لطيفًا من وزير الثقافة وعدد من المسؤولين على ما نشرته.وجه السعادةويقول زمان : “قبل يوم من تلقي هذا الخبر، نشرت صورة لوالدنا خادم الحرمين الشريفين، في موقع سناب شات، وكتبت عليها عبارة “عندما أرى وجهك أشعر بالسعادة”، في رسالة شكر وتقدير على الجهود الذي بذلها وسمو ولي العهد ـ حفظهما الله ـ في أزمة كورونا، وبعد 24 ساعة، اختفت هذه الصورة، وظهرت صورة مكتب سمو ولي العهد، ولا أخفيك أنني أتمنى وآمل أن أحظى برؤية سمو ولي العهد والسلام عليه، الذي راهن على الفن والفنانين في رؤية المملكة 2030، كما خصص سموه ميزانيات ضخمة لتعزيز الفن السعودي ونشره.أحد الوسطاءوعن تفاصيل اللوحة، قال زمان: “استغرق عمل هذه اللوحة نحو 4 أيام في العام 2017، واشتراها مني أحد الوسطاء بسعر عادي جداً ومتداول في ذاك الوقت، واللوحة تقع ضمن مجموعة أعمال فنية ترمز إلى “البياض”، وهذا ما اعتدت عليه، حيث إن كل مجموعة لوحات ترمز إلى موضوع بعينه، فهناك مجموعة أعمال ترمز إلى الموتيفات الشعبية النابعة من البيئة السعودية، حيث أحرص على اختزال المدلولات الشعبية النابعة من البيئة في صورة أعمال فنية معبّرة”.وأضاف “حرصت في هذه اللوحة على توضيح الحرف العربي، وتعزيز مدلول السلام داخلها باستخدام إيقاع موسيقي داخل العمل”.أنا محظوظوعاد زمان ليعبّر عن سعادته مرة ثانية: “حقيقة أنا محظوظ لأن أحد أعمالي في مكتب ولي العهد، وصورة بندر الجلعود أثبتت ذلك بالمصادفة، ولا أستبعد أن تكون لي أو لأحد زملائي الفنانين السعوديين أعمال أخرى في مكتب سموه، ولكن لم يحالفها الحظ أن تعلن عن نفسها”.الرهان على الفنويراهن زمان، وهو معلم تربية فنية سابق، على الجدوى من الفن، ويقول: “الفن شيء مهم بالنسبة لي، وسعيت أن أؤكد عكس المقولة التي يرددها الجميع، بأن “الفن لا يؤكل عيش”، فأردت أن أثبت أن “الفن يؤكل عيش”، فتقاعدت مبكرًا منذ 10 سنوات، واحترفت مهنة الفن، وقررت أن أؤكد أن “الفن يؤكل عيش”، وأخذت عهدًا على نفسي إذا لم أنجح في هذه المهمة، أن أترك الفن وأعود إلى وظيفتي، ولكن الحمد لله، نجحت في الرهان، وأعيش حاليًا من الفن، ونفذت أكثر من 17 معرضًا حول العالم، في دبي والصين، وشاركت في نحو 100 معرض جماعي، ولدي أعمال فنية في مؤسسات أرامكو السعودية، ومدينة الملك عبدالله، وأشرفت على أعمال في المنصة الملكية في ملعب الجوهرة، ووزارة الطاقة استعانت بأعمالي الفنية، ولي تعاملات مع عددٍ من الأمراء والمسؤولين، والقريبون من عالم الفن يدركون هذا الأمر، أما البعيدون عن الفن، فلا يعرفون مثل هذه التفاصيل”.17 معرضًازمان جاسم من مواليد مدينة الخبر، ويقيم ويعمل في مدينة القطيف، ويمارس الفن منذ أكثر من 20 عامًا, وهو حاصلٌ على دبلوم معهد التربية الفنية بالرياض بامتياز. شارك زمان في العديد من المعارض المحلية والخارجية وأقام أكثر من 17 معرضًا شخصيًا في كل من القطيف والخبر وجدة والبحرين ومسقط والكويت ودبي وباريس وبرلين وسيئول.