تصريحات الحرس الثوري «عنتريات» مرفوضة

  • 5/2/2020
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

استنكر نواب وشوريون التصريحات الاستفزازية لقائد القوة البحرية بالحرس الثوري الإيراني التي زعم فيها أن الخليج العربي هو ملك لأرض فارس، وذلك في استعراض لعنتريات جوفاء لا طائل منها ولا تعبّر عن أي احترام لقواعد حُسن الجوار، بل توغل في المزيد من التأزيم وخلق المشكلات.واعتبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب محمد السيسي البوعينين أن تلك التصريحات المضللة تجاه مملكة البحرين لا مسؤولة، وتعبّر عن السياسة الهوجاء التي ينتهجها النظام الإيراني تجاه دول الخليج العربي، معتبرًا أن ذلك يأتي نتيجة الضغوطات السياسية التي تعاني منها طهران بعد فرض العقوبات الاقتصادية.وأضاف السيسي أن مثل تلك التصريحات المسيئة والمضللة تعبّر عن أطماع النظام الإيراني ومخططاتها التوسعية في استهداف أمن دول الخليج العربي، مشيرًا إلى أنها تتنافى مع الأعراف الدبلوماسية وميثاق الأمم المتحدة، وتخالف مبادئ حُسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.وعبّر رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني عن رفضه واستنكاره الشديد ما ورد مزاعم وهمية ومضللة تجاه مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، مطالبًا إيران باحترام سيادة الدول والالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية.وشجب عضو مجلس الشورى جواد بوحسين ما جاء على لسان المسؤول الإيراني من وجود توجّه لدى إيران بتوطين الجزر الإماراتية المحتلّة، وتكرار المعزوفة المشروخة والمزاعم القديمة بتبعية مملكة البحرين ودولة الكويت الشقيقة لإيران، وهو الأمر الذي يظهر المستوى العالي من الوقاحة الدبلوماسية لدى المسؤولين في إيران وإصرارهم الدائم على خلق المشكلات وتأزيم العلاقات، بما لا يتفق مع ما يصرّحون به في بعض المناسبات برغبتهم في خلق علاقات طبيعية مع دول الجوار.وأكّد بوحسين أن تلك التصريحات المستمرة التي تتكلّم بلغة متعالية مع شعوب المنطقة هي السبب الذي يجعل من النظام الإيراني غير مرغوب فيه في دول المنطقة، ويزيد من التباعد والقطيعة معه، طالما استمرّ في اجترار لغته الدبلوماسية الاستعلائية والعدائية ولا يستفيد من أخطائه السابقة ولا يحاول إصلاحها.وقال بوحسين: «لا يوجد بلد في العالم اليوم يتكلّم بهذه اللغة الهابطة والبعيدة عن روح العصر بزعمه امتلاك خليج بالكامل، دون احترام للدول الكثيرة التي تطلّ على ذات الخليج وتتشارك معه في مياهه، ودون احترام للحقائق التاريخية الواضحة، وفي محاولة لفرد العضلات واستعراض القوة العسكرية ولغة التحدّي والوعيد». ودعا بوحسين إيران إلى إعادة النظر في سياساتها الخارجية التي لم تجلب لها سوى الدمار والفقر والمشكلات الاقتصادية والسياسية المتراكمة والأزمات السياسية المتتالية، خصوصًا أن الأزمة التي يمرّ بها العالم فتحت آفاقًا جديدة لإعادة صياغة بعض العلاقات الدولية في مناخ تعاوني وتواصلي هادئ، وكان بإمكان إيران استثمار ذلك لصالحها، خصوصًا بعد حزمة المساعدات الطبيّة التي تلقّتها من دولة الإمارات العربية الشقيقة، إلا أن إيران تثبت دائمًا أنها ليست أهلاً للثقة ولا تتعلّم من أخطائها، ولا تستفيد من الفرص المتاحة أمامها، ولا ترغب في علاقات طيبة مع دول الجوار، لأنها باختصار أسيرة لأحلام ماضوية وأطماعٍ توسعيّة ستودي بها في النهاية إلى الهاوية.من جانبه، اعتبر عضو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب النائب عيسى الدوسري أن هذا التصريح العدائي الذي وجّهته إيران ضد دول الخليج ليس بجديد على هذه الدولة التي لم تحترم يومًا حق الجوار ولا تملك سوى الإرهاب لتصدره. وأكّد الدوسري «أن هذا التصريح يهدف للتأزيم وزعزعة أمن المنطقة، خصوصًا مع تمادي قائد القوة البحرية بالحرس الثوري بتكرار ذات الأسطوانة المشروخة بزعم أن مملكة البحرين هي محافظة تابعة تاريخيًا لإيران، في محاولة لتحريك التوترات في منطقة الخليج العربي بعد أن شهدت المنطقة استقرارًا نسبيًا في الأيام الماضية». وأضاف: «إن إيران تمادت بشكل كبير بتدخلها السافر في الشؤون الداخلية لدول الخليج العربي، والذي يملك سيادته المستقلة ولا يسمح لأي كان بالتدخل فيه، فالخليج عربي ومستقل منذ مئات السنين، ولن يكون تابعًا لأحد». ولفت رئيس مجموعة حقوقيون مستقلون سلمان ناصر إلى أن إيران تؤكّد رغبتها في تأزيم المنطقة من خلال تصريحاتها الأخيرة، إذ إنها لم تكتفِ بإيواء الارهابيين وتقديم الدعم اللوجستي والمالي ودعم المليشيات المتطرفة، بجانب توظيف الفكر الثيوقراطي للتأزيم داخل البحرين والخليج العربي.ودعا المجتمع الدولي إلى أن يقف بحزم تجاه هذه التصرّفات، واتخاذ الاجراءات الرادعة لوقف تكرار الإساءات المتعمّدة من هذه النظام الارهابي.بدوره، رفض النائب عمار البناي رئيس اللجنة النوعية لحقوق الانسان بمجلس النواب بشدة التصريحات المزعومة لقائد القوات البحرية بالحرس الثوري الايراني الإرهابي، بأن مملكة البحرين كانت جزءًا من الأراضي الإيرانية حتى عام 1970، وأن الخليج العربي ملك لإيران.وأكّد البناي أن مثل هذه التصريحات المرفوضة قطعًا تمثل هدمًا وتزويرًا لتاريخ البحرين الخليجي والعربي الأصيل الممتد منذ القدم، لافتًا الى أن الاطماع الإيرانية بأرض البحرين ستبقى حلمًا صعب المنال أمام هؤلاء الارهابيين، وان هذه الأرض العربية ستبقى عصية على اطماعهم الممتدة منذ مئات السنين. وأشار الى ان عروبة مملكة البحرين وتاريخها العربي بات غصة في حلق النظام الارهابي الذي فشل في مس وتدنيس تراب مملكة البحرين.وأضاف أن البحرين، بحكمة قيادتها وأصالة شعبها وانتمائها العربي، فقعت عين كل شخص طامع ينظر إليها بعين طامعة وحاقدة. وأكّد البناي أن خطر النظام الإيراني على الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي يتزايد، لافتًا إلى أن التدخلات السافرة في الشأن الداخلي لمملكة البحرين والتشكيك في عروبتها وانتمائها يعارض المراسيم والأعراف الدولية، الأمر الذي يستوجب تصديًا حازمًا من قبل المجتمع الدولي، واتخاذ خطوات جادة وسريعة، وعدم التهاون في مثل هذه التجاوزات الخطيرة المتكررة.

مشاركة :