أعلنت شركة إكسون موبيل الأمريكية أمس، خسائر بـ610 ملايين دولار في الفصل الأول من العام نتيجة انهيار أسعار النفط. وبحسب "الفرنسية"، أوضحت الشركة النفطية العملاقة، أن "أسعار النفط الخام تراجعت بشكل كبير في الفصل الأخير نتيجة تزامن غير مسبوق بين إشباع" السوق النفطية و"تأثير كوفيد - 19 في الطلب العالمي". وقالت الشركة التي حافظت على توزيعات الأرباح، إنها خفضت الإنفاق الرأسمالي 30 في المائة إلى نحو 23 مليار دولار لعام 2020 وستخفض نفقات التشغيل 15 في المائة. وسجلت خسائر الربع الأول، مقارنة بأرباح بـ2.4 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، وتراجعت الإيرادات 11.7 في المائة إلى 56.2 مليار دولار، وتضمنت الخسارة 2.9 مليار دولار في تكاليف غير نقدية للمخزون والأصول بسبب انخفاض أسعار السلع. وتأتي تحركات إكسون في أعقاب انخفاض غير مسبوق في أسعار النفط مع تراجع العقود الآجلة الأمريكية مؤقتا إلى المنطقة السلبية في أبريل وسط وفرة المعروض، التي ملأت المخزونات التجارية الأمريكية تقريبا. وقال الرئيس التنفيذي دارين وودز: "أثر كوفيد - 19 بشكل كبير في الطلب على المدى القريب، ما أدى إلى زيادة المعروض من الأسواق وضغط غير مسبوق على أسعار السلع وهوامش الربح". وأضاف: "بينما نواجه هذه الأوقات الصعبة، فإننا لا نغفل عن الأساسيات طويلة المدى، التي تقود أعمالنا. وسيعود النشاط الاقتصادي، وسيزداد عدد السكان والمعايير، الأمر الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة الطلب على منتجاتنا وانتعاش القطاع"، وتراجعت أسهم الشركة 2.4 في المائة إلى 45.27 دولار في تعاملات ما قبل السوق. وقرر مجلس إدارة شركة النفط الأمريكية حفاظها على توزيعات الأرباح عند 87 سنتا للسهم الواحد، مستحقة السداد في العاشر من يونيو المقبل. وتعد التوزيعات النقدية للمساهمين أمرا مهما بالنسبة لشركات النفط الكبرى وخطوة يراقبها المستثمرون عن كثب خاصة مع ظروف انهيار الصناعة. وجاء قرار «إكسون موبيل» وسط قرارات شركات النفط الأخرى بخفض توزيعات الأرباح وبعضها تقليص الأعمال، حيث أعلنت شركة شل خفض توزيعات الأرباح لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية. وخفضت شركة الطاقة متعددة الجنسيات توزيعات الأرباح بنحو 66 في المائة ليبلغ 16 سنتا للسهم الواحد خلال الربع الأول، مقابل 47 سنتا خلال الربع نفسه من العام الماضي. وقال تشاد هوليدي رئيس مجلس الإدارة للشركة النفطية، إنه "بالنظر إلى التوقعات حيال فترة طويلة من حالة عدم اليقين الاقتصادي، وانهيار أسعار السلع، وتقلب الأسواق، وتوقعات غير مؤكدة للطلب، يعتقد المجلس أن الحفاظ على المستوى الحالي لتوزيع الأرباح ليس حكيما". وأظهرت نتائج أعمال «شل» تحقيق صافي دخل بقيمة 2.9 مليار دولار خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في مارس الماضي، مقارنة بـ5.3 مليار دولار المسجلة في الفترة نفسها من 2019، وكانت تقديرات المحللين تشير إلى أن صافي الأرباح المعدلة ستبلغ 2.25 مليار دولار في خلال الفترة نفسها المقارنة. في المقابل، خفضت شركة شيفرون الأمريكية توقعاتها للإنفاق الرأسمالي لـ2020 بواقع ملياري دولار إضافيين مع تضرر إيراداتها للربع الأول بشكل كبير من انهيار أسعار النفط. وانخفض إجمالي إيرادات الشركة ومصادر الدخل الأخرى أكثر من 10 في المائة إلى 31.50 مليار دولار في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 مارس. وتخفض ثاني أكبر شركة منتجة للنفط في الولايات المتحدة ميزانية إنفاقها إلى 14 مليار دولار، علاوة على تقليص بقيمة أربعة مليارات دولار بعد أن بدأ انهيار النفط في مارس.