أسعار النفط تتماسك فوق 26 دولارا مع بدء سريان اتفاق خفض الإنتاج

  • 5/2/2020
  • 01:22
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تماسكت أسعار النفط فوق 26 دولارا للبرميل أمس، مع بدء تطبيق اتفاق «أوبك+» القياسي لخفض الإنتاج، فيما تتعرض السوق لضغوط؛ بفعل ضعف الطلب الناجم عن أزمة فيروس كورونا وفائض المعروض. وبعد 3 أسابيع من الخسائر ، ارتفع خام برنت بـ20 في المائة مع قرب نهاية التعاملات الأسبوعية ، كما خام غرب تكساس الوسيط بـ16 في المائة. وكانت أسعار خام القياس العالمي برنت هبطت 60 في المائة منذ بداية العام الجاري وبلغت أدنى مستوى في 21 عاما الشهر الماضي، إذ تضغط جائحة فيروس كورونا على الطلب وكانت «أوبك» وغيرها من المنتجين يضخون النفط، كما يريدون قبل التوصل لاتفاق جديد لكبح الإمدادات الذي بدأ أمس. ووفقا لـ"رويترز"، ارتفع خام برنت للتسليم في يوليو، 15 سنتا أو ما يعادل 0.56 في المائة إلى 26.59 دولار للبرميل، وزاد الخام الأمريكي تسليم يونيو 1.18 سنت أو 6.4 في المائة إلى 20.02 دولار للبرميل، وصعد الخامان القياسيان بقوة أمس الأول، وارتفع برنت 12 في المائة وربح الخام الأمريكي 25 في المائة. وذكر محللون لدى "جيه.بي.سي إنرجي"، أنه "من المرجح أن يكون الطلب على النفط ضعيفا حتى إذا تحققت التوقعات الأكثر تفاؤلا لتعافي الطلب من جانب المستهلكين النهائيين، بسبب ارتفاع ضغط المخزون، الذي تكون على مدى الشهر الماضي أو نحو ذلك". وارتفع إنتاج منظمة «أوبك» من النفط لأعلى مستوى في 13 شهرا خلال أبريل الجاري، وذكر مسح لوكالة "رويترز" أن متوسط إنتاج أعضاء «أوبك» والبالغ عددهم 13 دولة بلغ 30.25 مليون برميل يوميا خلال الشهر الجاري وهو أعلى مستوى منذ مارس 2019، بزيادة 1.61 مليون برميل يوميا عن مستوى مارس الماضي. وبحسب المسح، رفعت السعودية إنتاجها من الخام إلى مستوى قياسي قدره 11.3 مليون برميل يوميا، وارتفع إنتاج الإمارات من الخام إلى 3.85 مليون برميل يوميا، كما عززت الكويت ونيجيريا الإنتاج. في حين خفضت فنزويلا وإيران وليبيا الإنتاج في الشهر الجاري مع حقيقة استثناء الثلاثة من قيود «أوبك» الطوعية لتقليص الإمدادات بسبب العقوبات الأمريكية أو القضايا الداخلية التي تحد من الإنتاج. وفي إبراز للمصاعب، التي يواجهها بعض المنتجين لتلبية التزاماتهم، أفادت مصادر في القطاع بأن العراق سيواجه صعوبات لتلبية حصته من خفض الإنتاج بنحو الربع، والعراق ثاني أكبر منتج في «أوبك». كما تلقت الأسعار الدعم أيضا من بيانات لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية أظهرت، أن مخزونات الخام زادت تسعة ملايين برميل في الأسبوع الماضي إلى 527.6 مليون برميل، ما يقل عن توقعات محللين لزيادة قدرها 10.6 مليون برميل. وارتفع إنتاج النفط في الولايات المتحدة قرب أعلى مستوى في تاريخه خلال شباط (فبراير) الماضي، قبل أزمة انهيار الأسعار. وكشفت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية في تقريرها الشهري، أن إنتاج النفط في الولايات المتحدة ارتفع إلى 12.83 مليون برميل يوميا خلال فبراير، بزيادة 2000 برميل يوميا عن كانون الثاني. وكان إنتاج الولايات المتحدة من النفط قد ارتفع إلى مستوى قياسي يبلغ 12.87 مليون برميل في نوفمبر، وتراجع إنتاج ولاية "تكساس" بنحو خمسة آلاف برميل يوميا خلال فبراير الماضي ليصل إلى 5.4 مليون برميل يوميا، في حين ارتفع الإنتاج في خليج المكسيك ليصل إلى مستوى قياسي عند 2.02 مليون برميل يوميا. أما على مستوى المتوسط الأسبوعي فكانت الوكالة الأمريكية أعلنت تراجع إنتاج النفط خلال الأسبوع الماضي بنحو 100 ألف برميل يوميا ليصل إلى 12.10 مليون برميل يوميا، ولجأت شركات النفط في الولايات المتحدة أخيرا إلى خفض إنتاجهم من النفط مع انهيار أسعار الخام نتيجة لتداعيات كورونا. وارتفعت مخزونات الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الماضي بوتيرة تتوافق مع التوقعات، مسجلة زيادة بنحو 70 مليار قدم مكعبة ليصل إلى 2210 مليارات قدم مكعبة. وعلى أساس سنوي، صعدت مخزونات الغاز الطبيعي الأمريكي بمقدار 783 مليار قدم مكعبة، مقارنة بالأسبوع نفسه من 2019، وتعد المخزونات الأمريكية من الغاز الطبيعي أعلى بنحو 360 مليار قدم مكعبة، مقارنة بمتوسط الأعوام الخمسة الماضية. وتراجع سعر العقود الآجلة للغاز الطبيعي تسليم يونيو 0.3 في المائة، مسجلا 1.86 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية. من جهتها، ترى مجموعة ميركوريا للطاقة، أن أسواق النفط العالمية تظهر مؤشرات أولية على استعادة التوازن بعد خفض «أوبك+» والولايات المتحدة لإنتاج الخام، بينما يشير هيكل السوق إلى أنه ربما يكون من غير المربح قريبا تخزين النفط غير المرغوب فيه في ناقلات ذات تكلفة مرتفعة. وأوضح ماركو دوناند الرئيس التنفيذي للشركة لـ"رويترز"، "نتوقع بعض الانعكاس في الشهرين أو الثلاثة المقبلين، وسيختفي الوضع الذي ترتفع فيه الأسعار الآجلة بشكل كبير عن السعر الفوري لخام برنت المؤرخ على الأرجح". في المقابل، توقع كبير مسؤولي الاستثمار في البنك السويسري "يو.بي.إس" ارتفاع سعر خام برنت بنحو 115 في المائة بنهاية العام الجاري، مع إعادة فتح الاقتصاد. وقال مارك هيفيل عبر مذكرة للعملاء، إنه يتوقع ارتفاع سعر برنت إلى 43 دولارا للبرميل بنهاية العام الجاري، بحسب موقع "بيزنس إنسايدر". وزيادة برنت إلى 43 دولارا للبرميل ستمثل مكاسب بنحو 115 في المائة من سعره الحالي، الذي يحوم فوق 25 دولارا للبرميل. وأضاف هيفيل: "في حين أن سوق النفط تعاني زيادة المعروض بشكل كبير في هذا الربع، نتوقع أن يتحرك نحو التوازن في الربع المقبل وأن يشهد تراجع الإمدادات في الربع الرابع هذا العام مع تخفيف قيود الإغلاق، وارتفاع الطلب". وعانت أسعار النفط تقلبات حادة في الأيام الأخيرة مع مخاوف من نفاد مساحات التخزين وسط تخمة المعروض وتراجع الطلب.

مشاركة :