قصور مصر.. المانسترلي.. تحفة كوكب الروضة

  • 5/2/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تميزت مصر منذ فجر التاريخ بالعمارة، إذا خلفت العمارة المصرية القديمة العديد من الآثار التى تدل على حرفية وإتقان الفنان المصرى عبر العصور، وقدرته الفائقة على تشييد القصور، إذا كشفت الحفريات في مدينة تل العمارنة، والأقصر عن عدد كبير من القصور، واستمر الوضع عبر العصور والحضارات المتعاقبة على مصر فمرورًا بالعصر البيزنطى، والقبطى، والإسلامى، وحتى الدولة العلوية، فبدأت القصور في مصر تأخذ العديد من الطرز المعمارية، وفى هذه السلسلة من الحلقات والتى تستمر على مدى شهر رمضان الكريم سنتعرف على أهم القصور في مصر المحروسة.وصفها «جلال الدين السيوطى» بـ «كوكب الروضة»، وهى جزيرة الروضة التى شيد بها «قصر المانسترلى» حدائقها التى سلبت عقول علماء الحملة الفرنسية، فكانت مقرًا لصناعة السفن لخدمة أسطول الدولة الإسلامية، وأقام فيها الخلفاء قصورهم، وأقيمت بها أكشاك الحريم المطلة على النيل، فكانت مركزًا لمجالس الأنس، حتى جاء حسن باشا المانسترلى كتخدا مصر ليستأثر لنفسه بالكثير من أراضى جزيرة الروضة، في عهد الخديو عباس حلمى الأول، وأقام عليها سرايته المهيبة، والتى عُرفت فيما بعد بقصر المانسترلى، فقد كانت الجزيرة مليئة بأشجار البرتقال والليمون، ما جعل المكان رائعًا وتفوح منه أطيب الروائح، وكأنك في غابات أوروبا، من كثرة النباتات البرية. وقام المانسترلى ببناء قصره في أقصى الجنوب من الجزيرة في عام ١٨٥١، وكانت تشتمل على حديقة كبيرة وسراى للحريم وسلاملك أُعد لجلوس الرجال، وقد اندثرت هذه المنشآت ولم يبق منها سوى السلاملك الموجود في سجلات الباب العالى، وسلسبيل سراى الحريم، والذى ما زال ملحقًا بحديقة متحف الفن الإسلامى بباب الخلق. أما عن كشك المانسترلى، وهو المبنى الوحيد الذى لا يزال باقيًّا بجزيرة الروضة، والذى تبلغ مساحته نحو ١٠٠٠م مكعب، ويتكون من صالة رئيسية مستطيلة تفتح عليها مجموعة من الحجرات في جهتيها الشرقية والغربية، ويلتف حول المبنى كله تراس حول النيل، وقد زينت حوائطه وأسقفه بالزخارف النباتية، وأشكال طيور محورة بها تأثير الروكوكو العثمانى، كما يظهر بها علم الدولة العثمانية تعبيرًا لولائه له. كما يظهر أيضًا التأثير الفرعونى بالكورنيش الذى تنتهى به الواجهات الخارجية للقصر، أما الأسقف فقد اتخذت أشكالًا متعددة فمنها السقف المستوى، أو التى تشكلت كأصناف قباب تحصر بينها فيه صحلة، وأقيم المبنى بنظام الحوائط الحاملة، كما تم استعمال الحجارة الجيرية الحمراء بالأسفل، وذلك لقدرتها على مقاومة الرطوبة، وكسيت الحوائط بالبياض بمونة من الجير والرمل، وتمت تغطيتها بالجبس المصيص وعجينة باريس، وتمت زخرفتها بالزخارف الملونة بالغة الروعة، والتى جاءت بأشكال نباتية، ما جعله تحفة معمارية بجزيرة الروضة.وفى عام ١٩٥١، قامت الحكومة المصرية بوضع يدها على القصر باعتباره أثرًا تاريخيًّا، وقامت بتجديده وترميمه، وسمى الآن بالمركز الدولى للفنون، ويستضيف القصر الآن الاحتفاليات الثقافية المهمة، ويقام به حفلات موسيقية، ويوجد به متحف المطربة أم كلثوم، كما يستقبل ضيوف مصر من أنحاء العالم.ويتكون القصر من الداخل من صالة مستطيلة مغطاة، بالإضافة إلى جناح الجهة الغربية الذى يضم قاعة للمعيشة وحجرتين للنوم ودورة مياه وحجرة أخرى بالجهة الشرقية، كما توجد شرفة من الخشب تحيط بالكشك من الجهة الغربية والجنوبية تطل على النيل من خلال بوائك ثلاثية من الخشب زخرفت أسقفها بزخارف هندسية ونباتية، ويتوج واجهات الكشك رفرف من الخشب على هيئة الكورنيش المصرى مزخرف بزخارف ملونة منفذة على الخشب.

مشاركة :