انطلقت مساء أمس الأول فعاليات معرض تاريخ وفن الخط العربي، الذي يقام برعاية مبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية 1971، ضمن فعاليات ملتقى دبي الرمضاني الرابع عشر الذي تنظمه دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي. افتتح المعرض محمد أحمد المر رئيس المجلس الوطني الاتحادي، يرافقه حمد محمد بن مجرن المشرف العام على الملتقى، وحضور عدد من المسؤولين من الدائرة وبعض الجهات الحكومية الأخرى، إلى جانب رعاة الدورة الرابعة عشرة من الملتقى. وأشاد المر بالتنظيم المتميز للمعرض قائلاً: إن هذا المعرض يمثل خطوة مهمة لحفظ التراث الوطني والعربي والإسلامي من خلال تسليط الضوء على أحد أهم الفنون التراثية والتعريف به، وعرض أهم الأعمال القديمة والحديثة والمعاصرة، وأحدث الاتجاهات لفنون الخط العربي، منوها بالحاجة لمثل هذه المعارض التي تثري الساحة الفنية والثقافية في الإمارات. ومن جانبه قال ابن مجرن: إن المعرض يقام ضمن فعاليات ملتقى دبي الرابع عشر، في إطار حرصنا على تعظيم الفائدة من هذا الملتقى، وذلك عبر تنظيم فعاليات وأنشطة جديدة هذا العام، منها هذا المعرض، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على تاريخ وتطور فن الخط العربي بمختلف أنواعه وأشكاله، والاهتمام بهذا الفن العربي الإسلامي الأصيل الذي يمثل جزءاً كبيراً من تراثنا وحضارتنا، وتعريف الأجيال الشابة والناشئة بفنوننا وتراثنا الغني. وأضاف أنه تم اختيار دبي مول لاستضافة هذا المعرض نظرا لاستراتيجية الموقع الذي يستقطب الزوار من مختلف الجنسيات والثقافات، الأمر الذي سيسهم في تعريف عدد أكبر من الجمهور، بأهمية هذا الفن ومراحل تطوره على مر العصور، وأحدث أشكاله المعاصرة التي وصلت أصبحت تستفيد من النحت والحروف ثلاثية الأبعاد. وقال خالد الهاشمي عضو اللجنة المنظمة للملتقى: إن هذه الوحات الفنية تتحدث عن مراحل تطور الخط العربي، ومن أبرز ما يميز هذا المعرض هو وحدة الموضوع لأن جميع اللوحات الفنية تتحدث عن رمضان ومعاني الحكمة والرحمة في هذا الشهر الفضيل. ومن جهته قال زيد أحمد أمين الأعظمي مشرف المعرض: إن الهدف من إقامة المعرض ليس فقط أن نجعله فناً يحتفي به الخطاطون فقط، بل نريد أن يكون منتجاً ثقافياً يتعاطاه الناس ويفخرون به، فالأمة العربية أمة خلاقة أنتجت فنوناً أصيلة لم تعهدها الحضارات الأخرى، وفن الخط العربي ولد أصيلاً من رحم هذه الأمة، فأوجد العرب خطوطاً ذات أسرار عبقرية من ناحية الشكل والتكوين. وتابع أن المعرض يضم ثلاثة محاور وهي المحور التقليدي الأصيل (الكلاسيكي)، ومحور الحروف الحديثة والتي يكون فيها الحرف موظفا ضمن مضمار اللوحة التشكيلية، إضافة إلى محور التاريخ حيث يتوسط المعرض جدارية تحكي تاريخ الخط العربي في العصور المختلفة. ويستمر المعرض حتى 6 يوليو/ تموز، بمشاركة 28 فناناً، من بينهم 12 من داخل الدولة و14 من العالمين العربي والإسلامي و2 من إسبانيا، يقدمون 70 لوحة، إضافة إلى 5 قطع نحتية، تنوعت أعمالهم بين المدرسة الكلاسيكية في الخط، والأعمال التي توظف الحرف بطريقة تشكيلية، ومن بين الأسماء المشاركة: صباح الأربيلي من العراق، ونورا غاريسيا من إسبانيا، وعدي ابراهيم الأعرجي من العراق، ويعقوب شاورية من الأردن، وتاج السر حسن من السودان، وعبدالرزاق المحمود من سوريا، ومحمد صقر باتي من الجزائر. وشهد المعرض إقبالاً من الجمهور ورواد دبي مول، الذين اجتذبتهم اللوحات والمنحوتات بألوانها وتصاميمها المذهلة وفنونها الفريدة، خاصة مع احتواء اللوحات على آيات قرآنية وأحاديث نبوية شريفة عن شهر رمضان، مع وجود ترجمة باللغة الإنجليزية لشرح نصوص اللوحات للزائرين الأجانب، إضافة إلى الأفلام الوثائقية التي بثت على الشاشات التلفزيونية في المعرض والتي تروي تاريخ الخط العربي وتطور فنونه. كما رافق المعرض بعض الأنشطة حيث قام بعض الفنانين المشاركين بكتابة أسماء الجمهور على الورق مستخدمين أنواع الخطوط المختلفة ( كالكوفي والرقعة وغيرها). وترعى مبادرة حمدان بن محمد للمعرفة الوطنية 1971 هذا المعرض إيماناً منها بأهمية اللغة العربية كعنصر أساسي في الهوية الوطنية وأهمية المحافظة عليها، إضافة للتركيز على فن خط العربي كأهم المعارف الثقافية الوطنية. وقد أطلقت المبادرة، بهدف ترسيخ المعرفة لدى المجتمع الإماراتي، حيث تطرح عدة برامج تثقيفية عن تاريخ الإمارات بالإضافة لمنجزاتها الحضارية، منها مسابقة 1971 وبرنامج صورة في كل بيت وبرنامج ميلاد وطن. كما تهدف المبادرة إلى إضافة البعد الثقافي والتوثيقي والمعلوماتي إلى مظلة الاحتفاء بذكرى تأسيس اتحاد الدولة، والإسهام في توثيق تاريخ الدولة في جميع المجالات والنواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، والتركيز على المنجزات والمكتسبات التي حققتها الدولة في ظل الاتحاد بكل الوسائل المتاحة. كما تهدف المبادرة إلى تثقيف أفراد المجتمع بتاريخ تأسيس اتحاد الدولة من خلال توفير المعرفة الصحيحة حول موروث الاتحاد، وتعزيز المشاركة المجتمعية في البحث عن المعلومات المتعلقة بتاريخ الدولة، وتشجيع أفراد المجتمع على ذلك.
مشاركة :