لم يضرب الله المثل بالإبل في القرآن الكريم عبثًا، فهي تحمل العديد من الفوائد في وبرها، لحومها وحليبها، واليوم تثبت أن لدمائها منافع علاجية في مواجهة أشد الفيروسات فتكا مثل كورونا المستجد.اقرأ المزيد:دراسة تكشف صلة قرابة بين أصحاب العيون الزرقاءأكبر سماعات AirPods.. امرأة تصاب بصدمة بعد شرائها اونلاينلأكثر من 20 عامًا حاول الباحثون هندسة وتسخير الأجسام المضادة في علاجات جديدة للعدوى البكتيرية والفيروسية، واليوم توصل فريق من العلماء إلى نهج جديد، وهو "ربط الأجسام المضادة الدقيقة من دم حيوان اللاما (تنتمي إلى فصيلة الإبل) مع نوع من الغراء البكتيري للحماية من الفيروسات.وقد أثبتت التجارب على الحيوانات أن الأجسام المضادة الممزوجة معًا استطاعت حماية الفئران من فيروسين خطيرين، كما بإمكانها إخضاع مسببات الأمراض الأخرى.تقول جنيفر ماينارد مهندسة البروتين في جامعة تكساس بأن التجربة الجديدة تمكنت من "تجاوز الكثير من العقبات" التي أعاقت المحاولات السابقة، وأضافت: "أعتقد أن هذه ستصبح تقنية عامة جدًا مفيدة للأمراض المعدية وللسرطان".إن الأجسام المضادة المصغرة الموجودة في الخلايا المناعية داخل جسم حيوان اللاما، الجمال وأسماك القرش، والتي تبلغ حوالي نصف حجم الأجسام المضادة القياسية، هي أسرع وأرخص في صنعها من نظيراتها الأكبر حجمًا.أراد عالم الأحياء الجزيئية «باول ويتشيرز شرور» وزملاؤه معرفة ما إذا كانت الأجسام المضادة المصغرة يمكنها توفير الحماية من الفيروسات bunyavirus وهي مجموعة من الفيروسات حذرت منظمة الصحة العالمية من أنها قد تتسبب في انتشار الأوبئة مستقبلًا.تجربة دم اللاما على فيروسين خطيريناختبر الباحثون الأجسام المضادة ضد اثنين من هذه الفيروسات الخطيرة، حيث يهاجم فيروس (حمى الوادي المتصدع) بشكل رئيسي الماشية في أفريقيا والشرق الأوسط، ولكنه أيضًا يصيب الناس أحيانًا. أما الثاني فهو فيروس (شمولينبرج) الذي ظهر في ألمانيا في عام 2011، فهو لا يسبب المرض لدى البشر، ولكنه يتسبب في الإجهاض والعيوب الخلقية البشعة لدى الماعز والأغنام.معجزة دماء اللامابعد حقن اللاما بكل فيروس منهما قام العلماء بعزل الخلايا المناعية التي تنتج الأجسام المضادة من دم الحيوانات، وأظهروا أن اللاما بدأ في تصنيع أكثر من 70 نوعًا من الأجسام المضادة الصغيرة التي تعرفت على البروتينات من الفيروسين وحبستها.ولتحديد مدى فعالية هذه الأجسام المضادة المصغرة، قام الباحثون بعد ذلك بقياس ما إذا كانت الجزيئات يمكنها إيقاف الفيروسات من غزو خلايا الكلى القروبإضافة (الغراء الفائق) تمكن الباحثون من ربط اثنين أو ثلاثة من أجسام اللاما المضادة، مما يسمح لهم بالاختلاط مع الفيروس، ووجد ويتشرز شرور وزملاؤه أن الأجسام المضادة الممزوجة كانت أفضل بكثير من الأجسام المضادة الفردية في منع كلا الفيروسين من دخول الخلايا.ثم قام العلماء باختبار الأجسام المضادة فائقة اللصق في الفئران التي تلقت جرعات قاتلة من أحد الفيروسين، فماتت جميع الفئران غير المعالجة المصابة بفيروس حمى الوادي المتصدع في غضون 3 أيام، ولكن أكثر من 20% من القوارض التي تلقت 3 أجسام مضادة ممزوجة ظلت على قيد الحياة لأكثر من 10 أيام. أفاد العلماء في دورية eLife أن هذا النهج نجح أيضًا ضد فيروس شمولينبرج، وقد أوضحت الدراسة أن نهج الأجسام المضادة الصغيرة "ممكن ويعطي أملًا في فرص جديدة لتطويره".تجربته على كورونالا يزال الباحثون بحاجة إلى الإجابة عن عدة أسئلة قبل التفكير في اختبار الاستراتيجية الجديدة على البشر، مثل ما إذا كان بإمكانهم إنتاج كميات كافية من الأجسام المضادة الممزوجة مع بعضها.يقول شرور: "هذا النهج يمكن أن يعمل ضد أنواع أخرى من الفيروسات، ولكنه من المحتمل ألا يكون جاهزًا في الوقت المناسب لمكافحة فيروس كورونا المستجد المتسبب في الجائحة الحالية.
مشاركة :