قالت مجلة أمريكية إن الحرس الثوري يعمل على استغلال فشل نظام الرئيس حسن روحاني في التعامل مع جائحة "كورونا" للإطاحة بالمعتدلين والمجيء برئيس حليف له في الانتخابات التي تجري في النصف الأول من العام المقبل.ورأت مجلة "فورين أفيرز" في تقرير نشرته الجمعة أن الحرس يستغل الغضب الشعبي المتصاعد تجاه طريقة روحاني بالتعامل مع كورونا وتصوير نفسه على أنه أكثر أهلية وجدارة من النظام الحالي لاحتواء الوباء.وقالت: "من الواضح أن الحرس الثوري يسعى إلى الاستفادة من فشل رد الحكومة على تفشي وباء كورونا.. والاستراتيجية باتت واضحة المعالم، وهي أن الحرس يريد استغلال الأزمة على حساب الرئيس روحاني الواقعي وحلفائه".وأضافت: "من خلال تصوير أنفسهم على أنهم أكثر تأهيلا للتعامل مع كورونا وأنهم المنقذ للشعب، يأمل قادة الحرس الثوري الإطاحة بالحكومة ومساعدة المحافظين المتشددين في إقصاء المعتدلين الواقعيين في الانتخابات الرئاسية المقبلة".ولفتت المجلة في تقريرها إلى أن حكومة روحاني ظهرت عاجزة تماما عن مواجهة جائحة كورونا بعد ارتفاع عدد الإصابات بشكل كبير في الفترة الماضية، مشيرة إلى أن خصومه استغلوا هذه الزيادة ولجأوا لشبكات التواصل الاجتماعي لمهاجمة الحكومة.واعتبر التقرير أن الحرس الثوري استغل الغضب الشعبي المتزايد بشكل كبير من خلال تصوير نفسه على أنه "المنقذ وحارس الخدمات الصحية والمكافح الأول ضد هذا العدو غير المرئي" بتقديم مساعدات مالية وطبية للمحتاجين وزيادة إنتاج الكمامات و المعدات الصحية الأخرى، إضافة إلى الإعلان عن أجهزة ادعى الحرس أنها قادرة على كشف فيروس كورونا على بعد 100 متر لأهداف دعائية محضة، على حد تعبير التقرير.وأوضح أن معسكر روحاني لا يملك أي سجل إنجازات حقيقي منذ توليه منصبه لدعم ترشيح خليفة له في الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى أن الرئيس قضى معظم فترته في الوصول لاتفاق نووي عام 2015 ثم في إنقاذ الاتفاق بعد انسحاب الولايات المتحدة منه عام 2018.ورأى التقرير أن العقوبات التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إيران بعد الانسحاب من الاتفاق تسببت في خسائر اقتصادية كبيرة، ما أضعف قدرة طهران أيضا على مواجهة جائحة كورونا، وفي نفس الوقت عززت العقوبات ادعاءات الحرس الثوري أن الولايات المتحدة تسعى إلى إيذاء الشعب الإيراني وأن مساعي روحاني للتوصل إلى اتفاق نووي جديد ساذجة ولن تفيد إيران.وختم قائلا: "إن تفشي وباء كورونا لا يمكن فصله الآن عن الصراع من أجل السلطة في إيران، ومن الواضح أن الطريقة الخاطئة في التعامل مع الوباء أضرت كثيرا بروحاني ومعسكره.. كما أنها وفرت فرصة للحرس الثوري للتعويض عن محاولاته الفاشلة الأخيرة.. ولذلك فإن كيفية نظرة الشعب الإيراني إلى الحكومة والحرس الثوري بعد انتهاء الوباء ستؤثر على الأرجح بشكل كبير على انتخابات عام 2021 التي بدورها ستحدد مستقبل العلاقات بين إيران والولايات المتحدة".
مشاركة :