اندلعت اشتباكات عنيفة بين مسلحي جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي في مدينة تعز، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى؛ وبينما جدد تحالف إعادة الأمل فجر أمس غاراته على مواقع للحوثيين وحلفائهم بمحافظة حجة (شمال)، قالت منظمة الصحة العالمية أمس، إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 3000 إصابة بحمى الضنك في اليمن. وتفصيلاً، أفادت مصادر محلية يمنية، أمس، بسقوط قتلى وجرحى جراء اشتباكات عنيفة اندلعت بين مسلحي جماعة الحوثي والمقاومة الشعبية الموالية لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي في مدينة تعز وسط البلاد. وقالت المصادر لوكالة الأنباء الألمانية، إن الاشتباكات اندلعت في حيي الجمهوري وحوض الأشرف وشارع الأربعين في مدينة تعز عاصمة المحافظة المطلة على الممر البحري الدولي باب المندب. ولفتت المصادر إلى أن أصوات الانفجارات الناجمة عن الاشتباكات استمرت ساعات وتسببت في حالة خوف في صفوف المدنيين. وأكدت المصادر أن الاشتباكات تزامنت مع قصف مسلحي الحوثي المدعومين بقوات موالية للرئيس اليمني المخلوع علي عبدالله صالح جبل جرة المطل على المدينة من الجهة الشمالية، الذي يتمركز فيه مسلحون من المقاومة الشعبية. وأشارت إلى أن الحوثيين قصفوا أيضاً منازل عدة في شارع الأربعين، ما أدى إلى احتراق عدد منها، مع قصف أحياء أخرى. كما شنت المقاومة الشعبية ثلاث عمليات هجومية استهدفت مقرات تابعة للحوثيين بمحافظة ذمار، وقال المكتب الإعلامي للمقاومة في إقليم آزال إنه لم يتسن له التأكد من حجم الخسائر في صفوف الحوثيين. وأفاد مصدر بمقتل 10 أشخاص وإصابة 12 آخرين في معارك بين المقاومة والحوثيين في أبين. وفي مأرب الغنية بالنفط، قتل 17 حوثياً وأصيب آخرون في المعارك. وقالت مصادر محلية إن المقاومة أسرت في المواجهات بمنطقة نخلا أربعة من الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، وأقرت كذلك بمقتل أحد أفرادها. من جهة ثانية، أفادت مصادر قبلية بسقوط قتلى وجرحى من الحوثيين جراء تفجير سيارة مفخخة في منطقة الروضة بمحافظة البيضاء وسط اليمن. وفي وقت مبكر من صباح أمس، شن طيران تحالف إعادة الأمل غارات على مواقع للحوثيين والقوات الموالية لصالح في منطقة عبس بمحافظة حجة شمال غرب اليمن، من بينها اللواء 25 ميكا، التابع للحرس الجمهوري. وذكر شهود عيان أن غارات أخرى استهدفت تجمعات للحوثيين في مديرية حرض الحدودية كانت تنوي التوغل صوب الأراضي السعودية. وفي جنيف، قالت منظمة الصحة العالمية، أمس، إنه تم الإبلاغ عن أكثر من 3000 إصابة بحمى الضنك في اليمن، مضيفة أن عدد الإصابات الفعلية قد يكون أكثر من ذلك بكثير. وقد أسهم نقص المياه والنظافة في تدهور الوضع، بحسب ما صرح المتحدث باسم المنظمة، كريستيان لينديمر، للصحافيين. وأضاف المتحدث أنه تم الإبلاغ عن أكثر من 3000 حالة إصابة يشتبه فيها بحمى الضنك منذ مارس 2015، لكن يتوقع أن ترتفع الأرقام بشكل كبير. وتابع أن بعض المنظمات الأهلية تبلغ عن أكثر من 6000 حالة، وهذا ضعف الحالات المبلغ عنها رسمياً. وينتشر هذا المرض الذي ينتقل بواسطة البعوض في اليمن، الذي يعد أفقر دولة في المنطقة، ويرتفع عدد الإصابات بهذا المرض بين أبريل وأغسطس، بحسب المتحدث الذي حذر من ان الأعداد قد تكون أعلى بكثير هذا العام نتيجة النزاع الدائر. وأضاف أن الأزمة أثرت بشكل كبير في الحصول على الماء ومستوى النظافة وفي الخدمات الوقائية والسريرية والمأوى كذلك. وأكد أنه يتوقع حدوث مئات الحالات في عدن وحدها خلال الأسابيع المقبلة. وأشار إلى أن الحصول على الرعاية تأثر بشكل كبير (بالنزاع)، حيث انخفضت الزيارات الطبية بمعدل 50% في 2015 منذ بدء النزاع. ومن بين أعراض حمى الضنك الألم الشديد في البطن والقيء المستمر وهبوط الدورة الدموية، ويمكن أن يكون المرض قاتلاً. وتعد مدينة عدن الساحلية الجنوبية الاكثر تضرراً، إذ يشتكي السكان من نقص الغذاء والماء، ويحذر المسؤولون الصحيون من انتشار الأمراض.
مشاركة :