أوضح أستاذ علم النفس في جامعة الكويت، اللاعب السابق في صفوف المنتخب وفريق كاظمة لكرة القدم، الدكتور حمد الطيار، أن ما يمرّ به العالم، في الوقت الراهن، من اضطراب بسبب فيروس «كورونا» المستجد، هو أمر في غاية الخطورة ولا يجب الاستهانة به، خصوصاً وأنّ الشعور بالخوف بدأ يدبّ في النفوس.وأضاف أن «الوسط الرياضي لا يختلف عن بقية أجزاء المجتمع، فهناك تخوّف وتردد بشأن عودة النشاط. نتمنى ألّا نستعجل العودة، في الوقت الراهن، لأن هناك ثقافات يجب أن تتغير، ومن الصعب أن يحدث هذا التغيير بسهولة، خصوصاً لدى الرياضيين الذين تشهد ألعابهم احتكاكاً جسدياً».ولفت الى أن «الشعور بالخوف والارتباك موجود في نفسيات الرياضيين والأجهزة الفنية والإدارية، لذلك من الأفضل تواجد معد نفسي في كل هيئة رياضية، يتلخص دوره في الإشراف على تهيئة الجميع، خصوصاً وأن هذه الفترة من حياتنا تعتبر حرجة ولم نعتد عليها. هنا تكمن أهمية دور المعد لجهة تقديم النصائح والإرشادات لتجاوز هذه المرحلة».وتابع الطيار: «قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم منع البصق في الملاعب كونه أحد الأمور التي تتسبب في نقل الفيروس. لكن هناك أمور أخرى مثل الاحتكاك والضرب والمصافحة وتبادل القبلات والأحضان عند الفوز أو تسجيل هدف. يجب الابتعاد عن كل هذه المظاهر واستيعاب خطورة الأمر في الوقت الراهن».وأردف أن «الكويت حريصة كل الحرص على شعبها والمقيمين فييها. نستذكر، عقب التحرير، إنشاء الدولة لعدد من مراكز العلاج النفسي لمن تأثر من جراء الغزو. اليوم نعيش معاناة كبيرة لا يجب الاستهانة بها. لذا، يُتوقع أن تعيد الدولة بناء مراكز شبيهة، إذ أن هناك حالات كثيرة تعاني من الاكتئاب والخوف بسبب الفيروس».وطالب الطيار زملاءه الرياضيين بعدم الاستعجال في العودة إلى الملاعب والحذر خلال التدريبات، «حيث يجب أن يكون هناك تباعد اجتماعي راهناً. ولذلك، من الأفضل التدرب انفرادياً في المنزل إلى حين دراسة الأوضاع من اللجنة الثلاثية التي تضم وزارة الصحة والهيئة العامة للرياضة واللجنة الأولمبية».وختم مؤكداً أن «المجتمع الكويتي واعٍ جداً، وبإذن الله سنتجاوز الأزمة، خصوصاً وأننا نضع سلامة أبنائنا الرياضيين في الاعتبار قبل تحديد موعد استئناف النشاط». مِن ضابط مطافئ ... إلى «دكتور نفسي» قبل أكثر من 20 عاماً، ساهم حمد الطيار في تأهل منتخب الكويت إلى نهائيات كرة القدم ضمن أولمبياد سيدني 2000، وذلك بعد غياب طويل.كان للطيار البصمة الأخيرة في ذاك التأهل من خلال تسجيله هدفين في آخر مباريات «الأزرق» في التصفيات أمام المنتخب القطري (2-1).عمل ضابطاً في «المطافئ»، وشاءت الأقدار أن يتعرض لحادث مروري كاد أن يودي بحياته، لولا العناية الإلهية ثم دعاء الوالدين والمحبين.بعد شفائه، قرر الطيار استكمال دراسة علم النفس حيث نجح في أن يكون من الأوائل في جامعة الكويت وينال شهادة الدكتوراه ويحقق حلماً راوده منذ الصغر والمتمثل في أن يصبح أستاذاً جامعياً.
مشاركة :