الوعي الافتراضي

  • 5/3/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

مريم البلوشي هل فكرت أن تخلق لنفسك عالماً خاصاً بكل تفاصيله، يتحول من الداخل للخارج؟ هل قررت أن تفتح المجال للخيال المكتوم بداخلك لتعيش الحياة التي لطالما راودتك في نفسك وأرّقتك؛ لأنك لا تعرف متى وكيف ستعيشها؟ هل هناك وعي لديك بما تمر به، ولماذا تمر به، ولأي مرحلة أنت تتجهز؟ وهل أدركت في شهرين من الهدوء والسكون أن الحياة ليست وهماً افتراضياً يخلقه الآخرون حولك بما يفرضونه ويجردونك من حقيقة نفسك؟الوعي الافتراضي، لربما هو مصطلح كنت أفكر فيه قليلاً، نحن اليوم نعيش الكثير من المقابلات الافتراضية والاجتماعات الافتراضية، والعلاقات الاجتماعية الافتراضية التي نجعل فيها الخيال ينتقل للمكان المحصور في شاشة جهاز ما، ليجعلك تعتقد أنك موجود مع أفراد ما وأناس تحاورهم وتناقشهم، وهذا تعريفي البسيط للواقع الافتراضي الذي هو موجود وليس موجوداً، لكن الجمال أن وجوده يكمن حقيقة في تقبّلك وتكيّفك ووضع جميع الأسس والمقومات التي تجعلك في هذا العالم حقيقياً..!الوعي الافتراضي الذي أريدك أن تُحلِّق فيه معي، هو وعيك بذاتك، أن تهدأ وتتحاور مع نفسك؛ أن تدونها وتقرأها مراراً وتكراراً.. أن تخلق عالمك الافتراضي الحقيقي الذي سيتحول بالممارسة لواقعك الجميل، الذي لا يزال متردداً في عقلك الباطن؛ كل هواياتك التي أهملتها، كل تفاصيل الكتب التي تنتظرك، كل صغيرة كنت تحب أن تجرّبها ولم تُعرها اهتماماً؛ مكانك الذي تعيش فيه والذي لا يتعدى لربما باب غرفتك، كيف أعدت اليوم بناء تفاصيله ليناسب خيالك؟لا يزال البعض من حولنا يكابد المشقات ويدخل في حالة من الحزن والاكتئاب؛ لأنه لم يركز؛ لم يجرب على نفسه أن يكون بنفسه، كأنه في كهف ووجب أن يخترع حياته وأن يتأقلم. الوعي الافتراضي الذي عرفته بما أعرف، هو أن تعيش فعلاً بما تسميه «أنت»، وبما سيعلمك دروساً في هذه الحياة تجعلك مستعداً أكثر للمضي إلى مستقبلك؛ لأنك اليوم في حاضر إن لم تعمل فيه، سيكون هوة من فراغ كبير. مزعج ولربما ستمرض منه أن تدرك كل الافتراضات الجميلة التي ركنتها في صندوق الانتظار، وتبدأ مرحلة إخراجها وتصنيفها وتدوينها، كل حسب ما تريد، وجدولة الأوقات والمشاريع الجميلة التي تمثلك، أنت في وطن جعلك في خير، ولم تتشرد؛ بل في أمن وأمان فاجعل الأمان ينبع في داخلك والحياة تشغلك بكل شيء افتراضي يتحول إلى واقع جميل، لسنا هنا لنتوهم؛ بل لنتعلم ونخلق من الجدران الجامدة حولنا حياة جميلة، نحوّل الصمت إلى نشاط وتفاعل. Mar_alblooshi@homail.com

مشاركة :