إعلامنا الوطني حمل الأمانة بشجاعة وثبات في مواجهة التحديات التصدي لكل ما من شأنه زرع الفتن والشقاق عبر تناقل الزائف من المعلوماتنجدِّد اعتزازنا بعطاء كوادرنا الصحفية والإعلامية الصحافة بتاريخها الوطني صمام ضد التطرف والإرهاب والتحريض التاريخ سيذكر شجاعة إعلامنا في مواجهة التحدِّيات المحلية والدوليةنقدِّر عطاء المرأة البحرينية في المجال الصحفي والإعلاميالتصدي لكل ما من شأنه زرع الفتن عبر تناقل الزائف من المعلوماتالأسرة الصحفية على قدر المسؤولية في دعمها للفريق الوطني للتصدي لكوروناالحق في تبادل الأخبار الصحيحة وتوظيف أحدث المستجدات في تكنولوجيا الإعلاموجَّه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى رسالة سامية بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذى يوافق اليوم الثالث من مايو الجاري.وفيما يلي نص الرسالة السامية لحضرة صاحب الجلالة الملك المفدى بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة:يسرنا أن نتوجه برسالة شكر وتقدير إلى أبناء الوطن الأوفياء في ميادين الصحافة والإعلام، أصحاب الرسالة النبيلة في نشر الوعي والتنوير والمعرفة، وشركاء مسيرتنا الوطنية في مواصلة التحديث والتنمية المستدامة.ونحن إذ نشارك المجتمع الدولي احتفاله باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار «الصحافة من دون خوف أو محاباة»، لنجدد اعتزازنا بعطاء كوادرنا الصحفية والإعلامية، التي تؤدي واجب صون أمانة الكلمة بموضوعية ومصداقية ومهنية في ظل مناخ ديمقراطي عصري ومنظومة دستورية وقانونية متطورة، تكفل آليات التعبير الحر عن الرأي بمسؤولية وأمان واستقلالية.وإنها لمناسبة طيبة يحق لنا أن نفخر فيها بما تحقق من مكتسبات عبر اتساع آفاق حرية الصحافة والإعلام والإبداع الفكري، والتي تمثل قيمًا إنسانيةً راقيةً، وتجسيدًا حقيقيًا لوعي مجتمعنا البحريني وتحضره وتاريخه العريق. إن هذه الحريات لهي علامة بارزة على نضج مسيرتنا الديمقراطية وحيويتها واحترام حقوق الإنسان وحرياته السياسية والمدنية.فالصحافة المستقلة والإعلام الحر المسؤول من أهم مكتسباتنا الوطنية منذ انطلاق مشروعنا الإصلاحي، في إطار احترام الحقوق والحريات، وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير، والحق في تبادل الأخبار والمعلومات الصحيحة والموثوقة وتوظيف أحدث المستجدات في تكنولوجيا الإعلام والاتصال لتحقيق ذلك، دونما قيود أو ترهيب، في ظل ضمانات دستورية وتشريعية عصرية، وقضاء مستقل، والتزام بالمواثيق الحقوقية الإقليمية والدولية، وتقدم اقتصادي واجتماعي عزز من حضور الصحافة والإعلام وتنامي تأثيرهما.ولقد أثبتت الصحافة ووسائل الإعلام، بتاريخها الوطني المشرف وتمسكها بمبادئ وأخلاقيات المهنة، أنها لبنة أساسية في بناء المجتمع وتقدمه، ومنارة للفكر والإبداع والمعرفة، ومكون أساس في دولة القانون، وصمام أمان ضد التطرف والإرهاب وخطابات التحريض والكراهية.ونثمن دور وزارة الإعلام في تأدية رسالتها بكفاءة وإخلاص في تهيئة الأجواء التشريعية والتنظيمية أمام ازدهار الحريات الصحفية والإعلامية، والارتقاء بالإعلام المرئي والمسموع والإلكتروني، وإسهاماتها في الحفاظ على الهوية الوطنية البحرينية وإبراز تراثها الغني، وسعيها نحو الاستثمار في المواهب الوطنية، وتعزيز مكانة البحرين كمركز إشعاع حضاري.كما نشيد بإسهامها المستمر في دعم مسيرة التنموية والديمقراطية، وحرصها، بالشراكة مع الصحافة المحلية، على تطوير العمل الصحفي والإعلامي، وإرساء دعائم الكلمة الحرة النزيهة والموضوعية، وغرس مفاهيم الولاء والانتماء للوطن، وحماية الحق في المعرفة.وسيذكر التاريخ على صفحاته المضيئة كيف حمل إعلامنا الوطني الأمانة بشجاعة وثبات في مواجهة التحديات المحلية والإقليمية والدولية كافة التي مرت بها مملكتنا الغالية وتجاوزتها بعزيمة صلبة وإرادة وطنية حرة وجامعة، فقد وقف الإعلام الوطني ببسالة في الدفاع عن أمن الوطن واستقراره، وصون هويته بأبعادها الوطنية والخليجية والعربية والإسلامية، وتعزيز مكتسباته التنموية والحضارية، وتكريس قيم وواجبات المواطنة الصالحة في إطار من التعايش والاحترام المتبادل بين الجميع على هذه الأرض الطيبة.وقد كانت الأسرة الصحفية والإعلامية على قدر المسؤولية في دعمها المستمر لجهود الفريق الوطني للتصدي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، والتزامها المهني بتوعية المواطنين والمقيمين بالتدابير الوقائية والإجراءات الاحترازية في هذا الظرف الاستثنائي، وتعاملها بنزاهة وشفافية في نشر الحقائق والمعلومات واستقائها من مصادرها الرسمية المعتمدة، ومواجهة الشائعات والادعاءات المغرضة والتصدي لها، واضعة المصلحة العليا للوطن فوق أي اعتبار.ولا يفوتنا أن نعبر عن تقديرنا واعتزازنا بعطاء المرأة البحرينية في المجال الصحفي والإعلامي الذي يتوازى مع دورها في كل المجالات التنموية، خاصة خلال هذا الظرف الاستثنائي حيث تتواجد ضمن الكوادر الطبية والتمريضية والتطوعية في الصفوف الأمامية في جهود احتواء هذه الجائحة العالمية، بروح من التكاتف المجتمعي والعزيمة والإيثار والتضحية في خدمة الوطن والصالح العام.ونحن على ثقة ويقين، أن بلادنا بفضل من الله تعالى وكرمه، ووعي مجتمعنا، وتمسكه بثوابت الوحدة الوطنية واحترامه للتدابير الوقائية والتوجيهات الرسمية، وتعاون سلطاتها التشريعية والتنفيذية والقضائية ومؤسساتها الأهلية، قادرة على تجاوز هذا التحدي الاستثنائي والتعامل المدروس مع تداعياته، بما يضمن سلامة وصحة جميع المواطنين والمقيمين، والعودة إلى الحياة بشكلها الطبيعي في أقرب وقت ممكن إن شاء الله.إن تزامن احتفالنا بيوم الصحافة العالمي مع الأجواء الروحانية والإيمانية لشهر رمضان المبارك، فرصة مواتية لاستذكار قيمنا ومبادئنا الإنسانية المستمدة من روح تعاليم عقيدتنا الإسلامية السمحة في دعوتها إلى تآلف القلوب، وإعلاء قيم الصدق والنزاهة والموضوعية في التعبير عن الرأي، والوقوف صفًا واحدًا للتصدي لكل ما من شأنه زرع الفتن وأسباب الشقاق عبر تناقل الزائف من المعلومات والأخبار المغلوطة التي يتزايد انتشارها في العصر الرقمي والقنوات الفضائية المثيرة للفتن والكراهية. وهنا نؤكد على أهمية توحيد الكلمة دفاعًا عن المبادئ المهنية والأخلاقية لحرية الصحافة من أجل إعلام مسؤول وشريك فاعل في التنمية.وفق الله الجميع لما فيه خير وصالح وطننا الغالي، وأعاد هذه الأيام الفضيلة والمباركة على أمتنا العربية والإسلامية والعالم أجمع بالأمن والسلام والصحة والسعادة والرخاء.حمــد بن عيســى آل خليـفة ملك مملكة البحرين.
مشاركة :