مستعدون للرد على أي تهديدات إيرانية في الخليج

  • 5/3/2020
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

أكد سفير المملكة المتحدة لدى البحرين رودي دراموند، أن استجابة النظام الصحي البحريني لانتشار فيروس كورونا «كوفيد 19» كانت مثالية وسريعة، لافتًا الى ان النجاح الذي حققته مملكة البحرين كان رائعًا لاسيما ان الفترة الزمنية شهران فقط.ودعا في حديث عبر الفيديو خصَّ به «الأيام» نهاية الاسبوع الماضي، إلى التعاون الدولي ليس فقط للوصول إلى مصل بل في العلاج أيضًا، مؤكدًا أن ذلك يتطلب جهودًا وميزانيات كبيرة. وأشاد بتعاون السلطات في البحرين بتسهيل إعادة 1300 بريطاني من الهند عبر البحرين ثم المملكة المتحدة، مؤكدًا أن المسافرين لم يغادروا الطائرة، بل تم تزويد الطائرات بالوقود والامدادات وأكملوا رحلاتهم الى لندن. ورأى أن الوضع لا يسمح حاليًا لبلاده بتخفيف القيود التي فرضتها لمواجهة تفشي فيروس كورونا «كوفيد 19»، دون ان يقلل من احتمالية ان تبدأ اعداد الاصابات في بريطانيا بالانخفاض بعد ان تجاوزت بريطانيا ما يعرف بـ«الذروة». وشدد على أن بلاده لم تتعرض قط لنقص في الطاقة الاستيعابية امام المراجعين لامراض اخرى، حيث لم يتم اشغال السعة الاضافية التي وضعها النظام الصحي في المستشفيات الكبيرة، سواء في لندن او مانشستر او برمنجهام، رغم الزيادة في اعداد الحالات التي احتاجت العناية الحثيثة في بلده الذي فاقت اعداد الوفيات فيه 27 ألف بريطاني. ووصف السفير تداعيات «كوفيد 19» على الاقتصاد البريطاني بـ«الكارثة القوية» التي اصابت اقتصاد بلاده، وهو الامر الذي اضطر حكومته لاطلاق مبادرات ضخمة لدعم الشركات والعقارات، ودفع 80% من رواتب الموظفين عبر برنامج دعم اجتماعي.. وفيما يلي نص الحديث: ] هناك اكثر من 160 الف بريطاني اصيبوا بـ فيروس كورونا «كوفيد 19» من بينهم هناك اكثر من 25 الف انسان بريطاني فقدوا حياتهم نتيجة للاصابة بهذا المرض، في البداية، تتقدم أسرة صحيفة «الأيام» بأحرّ التعازي لاصدقائنا البريطانيين الذين فقدوا احباءهم نتيجة لتفشي هذه الجائحة، كيف تصف لنا الاوضاع الان في بريطانيا، وما هي اكثر المناطق التي ينتشر فيها الوباء؟ - شكرًا لكم، نحن في بريطانيا تجاوزنا الذروة، في مثل هذه الاوبئة غالبًا ما نشهد في البداية تصاعدًا كبيرًا، وانتشارًا سريعًا، وهذا تمامًا ما حدث في العاصمة لندن في المرحلة الاولى، وبعدها انتشر الوباء في معظم مناطق المملكة المتحدة بفارق زمني قليل، الان بدانا نشهد انخفاضًا في اعداد الحالات الجديدة وكذلك حالات الوفاة. بلا شك ان كل حالة وفاة هي أمرٌ محزن، سوف يستغرق الامر بعض اسابيع كي نشهد انخفاضًا كبيرًا، لقد اتخذ تطور المرض المسار الذي توقعناه، وكان يمكن ان يكون اسوأ بكثير لو لم نفرض القيود التي تم فرضها. ] هل يمكن ان نتوقع حدوث انخفاض تدريجي في بعض مناطق بريطانيا، وكذلك تخفيف للقيود المفروضة الان ولو بشكل تدريجي؟ - لازال الطريق طويلاً امامنا، ولسنا في وضع يسمح بتخفيف القيود والاجراءات لعدة اسابيع قادمة، هذا هو وضعنا الحالي، بالطبع هذا أمر صعب. كل دولة مرت بالمراحل الأولى من هذا الوباء اعتمدت أساليب مختلفة، اعتمادا على نوعية المجتمع التوزيع الديموغرافي وتركيبة المجتمع وسلوكه العام، واتصالها العالمي. والمملكة المتحدة دولة متصلة بالعالم ومتصلة داخليا كذلك. لذلك اتخذنا إجراءات في جميع أنحاء المملكة المتحدة، وسوف تظل سارية في جميع أنحاء المملكة المتحدة لبعض الوقت. وعندما نصل إلى المرحلة التالية -اي المرحلة الثانية- سنكون قادرين على تغيير هذه الإجراءات، وعلينا الانتباه بحذر شديد لتغير الأرقام. فإذا عادت أرقام الإصابات الجديدة للزيادة مرة أخرى، قد نضطر إلى تغيير توجهنا. ] ماذا عن اعداد الفحوصات؟ هل الفحوصات التي اجريت حتى الان كافية لتغطية بلد مثل بريطانيا، عندما نتحدث عن 12 ألف فحص لكل مليون نسمة؟ - أجرت المملكة المتحدة الكثير من الفحوصات، وقد زاد عدد هذه الفحوصات في الأسابيع الأخيرة. وهذه الفحوصات مهمة لبلد بحجم بلادنا في المرحلة التالية لاسيما التركيز على العاملين في الخدمات الصحية، نحن نعمل على زيادة اعداد الفحوصات، ونستهدف ان نصل لمعدل 100 الف فحص في اليوم الواحد قريبًا، لكنها سوف تتركز في الاماكن التي نحتاج لاجرائها، نحن بعيدون عن الوصول الى الفحص العالمي، لأن هذا لن يساعدنا في المرحلة الحالية على تحقيق السيطرة على الوباء.] ماذا عن تأثير الوباء على النظام الصحي وخصوصًا المراجعين للمراكز الصحية لتلقي العلاج من امراض اخرى؟ - هذا من الاسئلة الصعبة، بلا شك ان تفشي «كوفيد 19» كان له تأثير كبير، لكن من الاخبار السارة، وتحديدًا في الاسابيع الاخيرة هو توافر سعة احتياطية بشكل دائم في المراكز الصحية رغم تزايد اعداد الحالات التي أُدخلت العناية الحرجة، لم نتعرض قط لمخاطر وجود حالات أكثر من طاقتنا الاستيعابية، وهو الامر الذي كنا نخشى حدوثه باعتباره أسوأ نتائج انتشار الوباء، السعة الإضافية التي أوجدناها في المستشفيات الكبيرة، في مراكز المعارض في لندن، وبرمنجهام، ومانشستر، هذه السعة الإضافية لم نحتج إلى استعمالها. وهي متوافرة بشكل احتياطي لاي تطور في الوباء، ونحن لم نندم على الاستثمار في هذه المراكز، ولكن كان دائما هناك هامش كبير. بالأمس في الملخص اليومي الحالات الحرجة من «الكوفيد 19» في مختلف أنحاء البلاد كانت تمثل حوالي 50 -30% من سعة الأسرّة، وهي تختلف من منطقة لأخرى. إذن هناك فائض متوفر للحالات المرضية الأخرى في نظام الرعاية الصحية. لكن ما كنا نخشاه هو أن يؤدي الوضع إلى تخوف الناس من الذهاب إلى المستشفى عند حاجتهم إلى العلاج من امراض اخرى، وما نراه في الاحصاءات يدل على ارتفاع نسب الوفيات من امراض اخرى، فليس كل الوفيات من «كوفيد 19»، وهذا يشمل الاشخاص الذين لم يتمكنوا من الذهاب الى المستشفى، او لم يرغبوا في الذهاب. ] دائما ضحايا الاوبئة هم البشر، ومن ثم الاقتصاد، ما تأثيرات «كوفيد 19» على الاقتصاد البريطاني؟ - بالطبع كان له اثر هائل على الاقتصاد. لقد اضطرت الحكومة للإعلان عن عدد من المبادرات الضخمة ماليًا لدعم الشركات ولتقديم القروض، ودعم العقارات، والمحافظة على الوظائف من خلال الدعم الاجتماعي، حيث تقوم الدولة بدفع 80% من رواتبهم. وجميع هذه البرامج معلنة أساسًا إلى نهاية يونيو، بعض هذه البرامج تم تمديدها، ويتم الإعلان عن برامج أخرى كل أسبوع. وكما رأينا، هذه كارثة قوية أصابت الاقتصاد. لم أشهد شيئا مماثلا له في حياتي. التأثير أكبر من الازمة الاقتصادي في 09/‏‏‏2008، حيث أثرت على العديد من القطاعات. أثّرت على الملاك والمستأجرين وأصحاب الأعمال والموظفين وكذلك الموظفين بدوام جزئي، وغيرهم. ] دعني اعود معك الى الوراء قليلا، كان لديكم مليون بريطاني خارج الوطن، وهذا ما دفع بالخارجية البريطانية لنصح رعاياها القادرين على البقاء، حيث يقيمون بشكل آمن للبقاء في تلك الدول، كيف تعاملتم مع تحدي الاجلاء لاسيما من جهاتٍ تواجه ظروفًا صعبة؟ - لقد استطعنا اعادة او اقناع نحو 1.3 مليون شخص بالعودة الى الوطن، بعضهم انهوا عطلاتهم وعادوا بأنفسهم، وبعضهم تمكنوا من الحصول على تذاكر في رحلات تجارية عندما كانت متوفرة. وخلال الاسابيع الثلاثة الاخيرة قمنا بتسيير 90 رحلة جوية لاعادة نحو 25 الف بريطاني الى الوطن ضمن رحلات خاصة.واود ان اشير هنا الى 19 الف بريطاني تم اعادتهم من الهند، حيث كان من بينهم 1300 بريطاني تم اعادتهم من الهند عبر البحرين ثم المملكة المتحدة، ضمن تعاون مع سلطات الطيران المدني في البحرين، المسافرون لم يغادروا الطائرة، بل تم تزويد الطائرات بالوقود والامدادات وأكملوا رحلاتهم الى لندن، وكان هناك تعاون كبير في هذا الاتجاه، كذلك من بنغلاديش، بالطبع لدينا اعداد كبيرة من الرعايا في دول عدة نعمل على اعادتهم الى الوطن خلال الاسبوعين القادمين، لدينا اعداد كبيرة في بلاد بعيدة مثل نيوزيلاندا وأستراليا وجنوب افريقيا، وكذلك المغرب وتونس- التي كان فيها اعداد كبيرة جدًا بقصد السياحة- وايضا تركيا، هذا البرنامج سوف يستمر لنهاية مايو، بحيث نتمكن من اعادة معظم رعايانا الراغبين بالعودة، وبالطبع هذا عمل ضخم وجهود كبيرة.] ما هي الواجهات التي واجهتهم تحديًا كبيرًا بتنفيذ خطط الاجلاء؟- بلا شك الهند، وجنوب افريقيا بسبب اغلاق الاجواء. كان يتوجب الحصول على تصريح للرحلات الخاصة وبأسرع وقت ممكن، كان البريطانيون عالقين هناك، منهم من ذهب لاسبوع وتم اغلاق الاجواء وعلق هناك، كذلك في الهند كان يتوجب اجلاء رعايانا من 20 مدينة وموقعًا سياحيًا، وقد ساعدناهم على العودة. ] ماذا عن الشرق الأوسط؟ وما هي اعداد جاليتكم في هذه المنطقة؟ - بشكل عام الاعداد الكبيرة والتي رغبت بالعودة هي من فئات البريطانيين المسافرين والسياح الذين تواجدوا في دول مختلفة، اما المقيمون فلم ننصحهم بالمغادرة، بالنسبة للشرق الاوسط، فاكبر الجاليات البريطانية مقيمة في الامارات العربية، حيث يوجد نحو 100 الف بريطاني، وفي السعودية نحو 20 ألفًا، والكويت 10 آلاف، في عمان نحو 6 آلاف، في البحرين نحو 6 آلاف، وفي قطر 20 ألفًا، هذه الجاليات اعدادها كبيرة، ومستقرة، ولم ننصحهم بالمغادرة، باسثتناء حالات فردية كان اصحابها يريدون العودة لاسباب عائلية في كل من الامارات والسعودية، وقد رتبنا لهم رحلات خاصة. ] سأبقى في الخليج، وتحديدا البحرين، دخلنا الاسبوع العاشر من التعامل مع اصابات «كوفيد19»، كيف ترى استجابة السلطات الصحية هنا مع هذا الوباء؟ - بلا شك كانت استجابة مثالية وسريعة واستراتيجية، واتبعت نمطًا واضحًا، التواصل كان جيدًا. توضح ما هو المطلوب من الناس في المراحل المختلفة. وكيف يمكن للناس الحصول على المساعدة، وإجراءات الحجر الصحي. هذا الأداء كان واضحًا ومستمرًا. الاستثمار الإضافي الذي قامت به البحرين هو إضافة المزيد من وحدات العناية المركزة والرعاية الصحية، من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات الصحية؛ لأننا ما زلنا في مرحلة مبكرة من الانتشار. إذا نظرتِ إلى ما قبل 65 يومًا تقريبا إلى أعداد المرضى في البحرين، فقد كانوا صفرًا تقريبًا. كان ذلك قبل شهرين، لذلك فإن كل النجاح الذي تحقق حتى الآن رائعًا، ومبادرة الفحص العشوائي على نطاق واسع، أدى إلى زيادة عدد الحالات المسجلة، وهذا امر متوقع. ومن المتوقع استمراره في الأسابيع القادمة. ] أنتقل الى اخر التطورات في مجال الابحاث البريطانية نحو الوصول الى لقاح «كوفيد19»، ماهي اخر التطورات؟ - لقد رأيتم الإعلان الأسبوع الماضي بتخصيص 42 مليون جنيه إسترليني للكلية الإمبراطورية (إمبيريال كوليج) وأكسفورد، هذا في المملكة المتحدة، يمكن أن تصفيه بأنه جزء من موازنة الدعم المحلي. وفي الوقت نفسه أعلنا عن 250 مليون جنيه لصالح «سيبي»، وهو التحالف الدولي من أجل إعداد مصل ضد «كوفيد19». نحن ننفق الكثير في المملكة المتحدة ولكن علينا أن ننفق أكثر على المستوى الدولي؛ لأن العالم سيحتاج إلى إنتاج المصل وتجربته واعتماده وتسليمه على مستوى العالم، وليس فقط في بلد واحد. هناك إعلان آخر يوم الخميس حول تمويل من التحالف العالمي للقاحات والتحصين، حيث سيعقد المؤتمر في 4 يونيو، وهناك ندوة في الأسبوع القادم. «جافي» التي تعمل منذ سنوات، تحتاج إلى 7 مليارات دولار للمرحلة القادمة، ليس كلها لمواجهة «كوفيد 19»، فهي تواجه أمراضا أخرى كذلك حول العالم. قدمنا 350 مليون جنيه إسترليني سنويا للخمس سنوات القادمة، وهذا يمثل مليارًا ونصف المليار جنيه لدعم موازنة «جافي». وهذه مساهمتنا في «G20»، وهي إحدى مساهماتنا الكبيرة، لأننا نعتقد بقوة أن على العالم أن يتكاتف ويتعاون من أجل ليس فقط الوصول إلى المصل. ولكن التجارب والمعالجة، نحتاج أيضا إلى العلاج. ربما يتأخر المصل ويبقى علينا ان نعتمد على العلاج. ومختف أنواع الفحوصات ستكون مهمة جدا على مستوى العالم. بالنسبة للمؤتمر الذي سيقام الاسبوع القادم، سوف تشارك فيه دول اوروبية، وكذلك المملكة العربية السعودية، ونحن نأمل أن تشارك دول الخليج في دعم الجهود الدولية و«جافي»؛ لأن علينا جميع أن نساعدهم. أيا كانت مستوى الإصابات فإن المسئولية على المستوى العالمي. بالطبع البحرين قامت بدور رائع، ولكن الحل لابد أن يكون على مستوى دولي. ] سأنتقل الى الارهاب، هناك مخاوف تتعلق باستغلال انشغال العالم بالتعامل مع «كوفيدر19» لتنفيذ هجمات ارهابية، لاسيما من قبل راعية الارهاب في المنطقة ايران ووكلائها، ما تعليقكم؟ - بالنسبة للإرهاب، بالتأكيد انشغال الجميع بمواجهة «كوفيد» يتيح فرصة للإرهاب لاستغلال الوضع. ليس هنا فقط، بل في المنطقة عموما. ونحن نتابع ذلك. ولكننا لا نرى في ذلك خطرا كبيرا في الوقت الحاضر. بالنسبة لتحديات إيران، لقد رأينا بعض التحركات على مدى الشهر الأخير، كانت تحركات متفرقة تذكرنا فقط بما تمثله إيران من خطر. ولكن التحالف من دول المنطقة والحلفاء في المملكة المتحدة والولايات المتحدة جاهزون ومستعدون للرد. لقد أضفنا سفينة جديدة إلى المنطقة في الخليج لتنضم إلى الأسطول العامل هنا. إن التزامنا بحماية حرية الملاحة مازال ثابتًا، وقدرتنا على الرد ومواجهة أي تحديات ما زالت كما هي. هذه الأمور لم تغب عن أنظارنا للحظة. وسوف نرى. لقد تعرضت إيران أيضًا إلى انتشار كبير جدا للوباء. ومازالت تواجهه. قبل أسبوعين تمكننا بالتعاون مع حلفائنا الأوروبيين في إجراء أول عملية تجارية مع إيران بالرغم من العقوبات، بمشاركة عشر دول أوروبية منها المملكة المتحدة. وهذا مهم جدا لأنه يظهر التزامنا بالعقوبات الدولية.

مشاركة :