«كورونا» يشعل بورصة الدروس الخصوصية

  • 5/3/2020
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

محمد إبراهيم جرت العادة أن ينشط سوق الدروس الخصوصية سنوياً، مع اقتراب موسم امتحانات نهاية العام، ولكن الموسم هذا العام مختلف عما سبقه من مواسم، نظراً لوجود تداعيات فيروس كورنا المستجد، التي دعت إلى تحول جذري في منظومة التعليم في الدولة من «اعتيادي»، إلى افتراضي، عن بعد. والسؤال الذي يطرح نفسه، هل أثرت تداعيات «كورونا» في تلك الظاهرة هذا العام؟الإجابة عن السؤال، تلخصها آراء الميدان التربوي بمختلف فئاته، إذ أكدت أنها أشعلت بورصة الدروس في موسم الامتحانات، ورفعت سقف التنافسية بين المعلمين، وأوجدت منصات جديدة، وقنوات رقمية، وطرائق مستحدثة، لشرح المواد الدراسية عن بعد. ولم يسجل أولياء الأمور أي أستياء للمرة الأولى عند مناقشة تلك الظاهرة، إذ أكدوا أن معلمي «التقوية»، ساعدوا الأبناء في فهم ماهية التعلم عن بعد، وقدموا طرق تدريس مبسطة رفعت مستوياتهم التعليمية، وأسعارهم مناسبة، إذ تتراوح بين 100-300 درهم للحصة، بحسب المادة الدراسية، والمرحلة التعليمية، والدفع مقدماً. في وقت أكد معلمو الدروس الخصوصية، أنها باتت مصدر رزق معظمهم، بعد أن فقدوا وظائفهم، بسبب جائحة كورونا، موضحين أن تركيزهم على تحقيق الاستفادة القصوى للطلبة، وليس التربّح، لاسيما وأن أسعار الحصص تناسب جميع الفئات، وأقل بكثير مما سبق. الطلبة أكدوا أن الرياضيات والمواد العلمية «الكيمياء والفيزياء والأحياء»، أكثر المواد رواجاً، إذ يقبلون عليها للارتقاء بمستوياتهم التعليمية، ومهاراتهم، لاسيما وأن صيغ الأسئلة في «التعلم عن بعد» تحتاج إلى مهارات وقدرات خاصة لدى المتعلمين. «الخليج» تناقش مع الميدان التربوي بمختلف فئاته، آثار «كورونا»، وكيف أثرت في مفهوم دروس التقوية، وإلى أي مدى أفرزت ثقافة جديدة، وطرائق مستحدثة في تعليم الطلبة في الدروس الخصوصية؟ الارتقاء بالمهاراتالبداية كانت مع عدد من الطلبة، إذ أكد «علي عبد الله، وخلود محمد، وليلى وائل، وشروق صابر، وزياد محمد»، أن التعلم عن بعد أسهم في الارتقاء بمهاراتهم في مختلف المواد الدراسية، ولكن مع اقتراب موسم امتحانات نهاية العام، نحتاج إلى دروس التقوية في بعض المواد، مثل الرياضيات، والمواد العلمية، منها الكيمياء، والفيزياء، والأحياء، التي تشكل تحدياً لدى الكثير من الطلبة في المرحلة الثانوية.وحول آليات دروس التقوية والوسائل المستخدمة، أفادوا بأن جائحة كورونا أسهمت في تطوير الأدوات، وطرائق الحصول على العلوم، والمعرفة، إذ إن جميع الدروس تتم عن بعد، باستخدام وسائل رقمية جديدة مثل «زووم، وسكايب، ومنصات رقمية وقنوات مختلفة»، لشرح المادة، موضحين أن الحصة تصل مع طلبة الثانوية إلى ساعتين، وينبغي أن يكون الدفع مقدماً. ماهية التعليم وفي وقفة مع أولياء الأمور«محمد طه، وإيهاب زيادة، ومحمد عصام، ورزان موهوب، ومنيرة الشحي»، أكدوا أنه على الرغم من المرونة المشهودة في منظومة التعلم عن بعد، إلا أن أبناءهم في حاجة إلى دروس التقوية في بعض المواد للارتقاء بمعدلاتهم النهائية، موضحين أنها أسهمت في رفع مستوياتهم ومهاراتهم في المواد الأساسية، وساعدتهم على فهم ماهية التعليم الافتراضي، ومساراته، والاستفادة من أدواته.وحول أسعار تلك الدروس، وما تشكله من أعباء على أولياء الأمور، والطلبة، قالوا إن استخدام التقنية الحديثة، وإجراء المحاضرات افتراضياً، أسهم في تراجع أسعار الدروس الخصوصية، وخلق نوع جديد من المنافسة بين المعلمين، موضحين أن ثمن الحصة يتراوح بين 100-300 درهم، بحسب المادة الدراسية، ومجموعة الطلبة في كل منصة تعليمية. اتجاه جديدتواصلت «الخليج» مع عدد من المعلمين في مختلف التخصصات، إذ أكد «م.علي، منى.س، معين.ح، س.ح، أحمد.م»، أن دروس التقوية أخذت اتجاهاً جديداً مطوراً، يستند إلى التكنولوجيا، وتوظيف التقنيات الحديثة، الأمر الذي أسهم في إيجاد مرونة في العملية التعليمية، وشغف من الطالب، ودافعية نحو التعليم، فضلاً عن التركيز على المادة العلمية والتفاعل الإيجابي من الطلبة من خلال المنصات التعليمية.وحول شرعية إعطاء الدروس الخصوصية، أكدوا أنها باتت مصدر الرزق الوحيد لهم، لاسيما بعد أن فقدوا وظائفهم بسبب تداعيات فيروس كورونا المستجد، موضحين أن مفهوم تلك الدروس اختلف تماماً، مقارنة بالسنوات السابقة، إذ يصحبها المزيد من التنظيم، والمرونة وجودة الأسعار، لاسيما في المواد العلمية والرياضيات التي تتصدر القائمة من حيث الرواج، وإقبال الطلبة. خطوة مهمة وفي المقابل، أكد كل من «ريبال غسان عطا، وإبراهيم القباني، وعاطف حسن، وبدوي إبراهيم»، التزامهم بتوجيهات إدارات مدارسهم بعدم إعطاء دروس للتقوية، سوء لطلبة المدرسة، أو من خارجها، معتبرين أن تجربة التعلم عن بعد، والظروف الراهنة، أسهمت في تغير مفهوم الدروس الخصوصية من حيث طرائق التدريس، وأسعار الحصص، إذ باتت تعتمد على التكنولوجيا، وإجراء المحاضرات عن بعد، معتبرين أنها خطوة مهمة في الارتقاء بالمستوى المهني للمعلمين، لمواكبة المتغيرات وتوظيف التقنية في العلمية التعليمية بحرفية، ومهارة فائقة. توقف الدروسومن خلال مكالمات هاتفية، أكدت مجموعة من مديري مراكز التقوية في مختلف إمارات الدولة، «فضلوا عدم ذكر أسمائهم»، توقف دروس التقوية لجميع الطلبة في مختلف مراحل التعليم هذا العام، نظراً لتداعيات الفيروس التاجي، التي أفرزت حزمة إجراءات احترازية، للحد من انتشار العدوى، الأمر الذي شكّل صعوبة في فتح فصول التقوية أمام الطلبة.وفي ردهم على سؤال حول عدم استخدام التكنولوجيا والمنصات الرقمية، للتواصل مع الطلبة وإعطائهم دروس التقوية، أفادوا بأن إعداد تلك المنصات والقنوات، يشكل تحدياً كبيراً، نظراً لارتفاع التكلفة في تأسيسها لتكون معتمدة من قبل الجهات المعنية، فضلاً عن ضيق الوقت، والجائحة التي جاءت فجأة لتتوقف معها الحركة وآليات التطوير، إضافة إلى صعوبة استقطاب الطلبة، والمعلمين في المرحلة الراهنة.محاربة الظاهرةجمعية المعلمين كانت إحدى الجهات التي عملت على محاربة ظاهرة الدروس الخصوصية، وأطلقت مبادرة مراكز سند مؤخراً، لتوفير دروس التقوية للطلبة في جميع مراحل التعليم، إذ أكد صلاح الحوسني نائب الرئيس بالجمعية، في مكالمة هاتفية مع «الخليج»، أن ظاهرة الدروس الخصوصية غير صحية في المجتمع التعليمي، إذ تركز في مضمونها على الكسب المادي، وتهمل الجانب العملي، و التربوي، فضلاً عن انعدام تحقيق جودة المحتوى وطرائق التدريس التي تعمل بلا رقابة، ولا محاسبة.وقال إن الجمعية أسست مراكز سند، لتوفير دورس التقوية «عن بعد»، لجميع الطلبة الراغبين في الارتقاء بمستوياتهم في مختلف المواد الدراسية، على مستوى الدولة، في خطوة نحو الحد من ظاهرة الدروس الخصوصية خلال أزمة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19). «التربية» تحظر حظرت وزارة التربية والتعليم، جميع أشكال دروس التقوية التي تقدم للطلاب، والطالبات، باللقاء المباشر، إذ تضع المعلم والطلبة تحت طائلة اللائحة المحدثة لضبط المخالفات والجزاءات الإدارية والصادر بها قرار مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس كورونا. واستحدثت الوزارة منصة Tigtag التي توفر العديد من المصادر التعليمية الخاصة بمادة العلوم بأنواعها، فضلاً عن منصة Matific التي توفر أكثر من 2000 فيديو تعليمي باللغتين العربية والإنجليزية لمادة الرياضيات. الرياضيات تتصدر بحسب تقرير حول الدروس الخصوصية في الإمارات، حصلت «الخليج» على نسخة منه، تصدرت مادة الرياضيات رغبات الطلبة لتلقي دروس خصوصية فيها بنسبة 83%، تليها مادة العلوم بنسبة 58%، ثم اللغة الإنجليزية بنسبة 50%، واللغة العربية بنسبة 44%.

مشاركة :