بغداد – البلاد وسبق أن تحدث رئيس الوزراء السابق، حيدر العبادي، علنا عن وجود أسماء وهمية وفساد كبير في الحشد، لكن تلك التصريحات في حينه أدت إلى انتفاض سريع لقادة الحشد لتبرئة أنفسهم من الاتهامات، التي أثبتتها فيما بعد وثائق أخرى مسربة. وبعد الاجتماعات العاصفة التي جرت بين العبادي وقادة الحشد حول الأعداد الحقيقية للمسلحين الموجودين على الأرض وأولئك المسجلين على الورق، والتي دفعت العبادي للإعلان عن وجود 90 ألف اسم وهمي أو “فضائي”، ما شكل صدمة للشارع العراقي ولكل من لم يتابع مسارات التضخم المالي لقادة الفصائل المسلحة ومعاونيهم، الذين تحولوا خلال فترة قصيرة جدا إلى أغنياء يملكون المليارات، أما من يعلم بحجم الاستثمارات والممتلكات والعقارات المسجلة بأسماء الرؤوس الكبيرة في الحشد فلن يستغرب. وتشكل تلك الاختلاسات والسرقات الممنهجة داخل الحشد الشعبي واحدة من أسباب الفساد الذي يعصف بالعراق، حيث يتقاضى عناصر الحشد شهريًا مبلغا يقدر بأكثر من 5 مليارات دينار(نحو 4 مليون دولار أمريكي)، في حين لا يستلم عدد كبير من هؤلاء العناصر رواتب، أو يستلمون نصف راتب كما هو متعارف عليه في العراق (لكل من يحمل صفة متبرع بمعنى أنه لا يحضر إلى مكان عمله نهائيا ويستلم نصف راتب والنصف الآخر للمسؤول عنه، مقابل أن يتستر عليه المسؤول المباشر ولا يبلغ الجهات الرسمية بتغيبه). كشف وثائق سرية نشرت، أمس (السبت)، عن الفساد المستشري داخل ميليشيات الحشد الشعبي، التي تدين بالولاء لإيران وتعمل في خدمة أجندتها؛ باستهداف المتظاهرين والمصالح الأمريكية في العراق، وتحارب بجانب قوات نظام بشار الأسد في سوريا، بينما يتلقى عناصرها رواتبهم من الخزانة العراقية. وأكدت الوثائق، وفقا لوسائل إعلام محلية، تنوع وسائل الفساد بين صرف أموال من خزينة الدولة لأسماء وهمية تذهب لجيوب قادة الميليشبات، أو صرفها لأشخاص لا يمارسون العمل فعليًا، وفي هذه الحالة يتم اقتسام الرواتب بين الطرفين.
مشاركة :