جعل الله تعالى فرق بين المسلم والاخرين من الكفار والمشككين في الله وقليلي الايمان فالمؤمن يحسن الظن بالله ويعتبر ان البلاء للإنسان كالدواء ليطهّره ويرفعه ويربّي سلوكه وعلِم المسلم بأن البلاء نعمة من الله تعالى ليحمده ويصبر فيما الاخر يقنط ويسخط ويرجع كل البلاء الى الطبيعة او الانسان وينسى ان كل شي بيد الله . المسلم اذا ابتلي بالبلاء او حل قريبا منه اتجه الى ربه بكل جوارحه ورفع اكف الضراعة لله لرفع البلاء واتجه الى عبادات تساعده على رفع البلاء عنه بحول الله وقدرته ومنها : * تقوى الله تعالى وطاعته فهي عبادة أمور الله بها المسلم وجعلها الله سبحانه سبباً للفرج بعد الشدّة وكشْفاً للكرب بعد الضّيق، حيث قال:(ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه مِن حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل اللَّه لكل شيء قدرا فجعل ربنا عز وجل دفع البلاء وكشف الهمّ امن اتقاه من عباده. * الدّعاء والاستغفار قال تعالى : وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ، قال ابن القيّم عن بركة الدّعاء : والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدوّ البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله، ويرفعه إذا نزل. وقال عز من قائل : ......... وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون . فالاستغفار باذن الله أماناً من وقوع العذاب حتى بعد حدوث أسبابه. * الصّلاة : الوقوف بين يدي الله في الصلاة بحضور قلب وخشوع وتذلل وخضوع لله، قال تعالى : إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري . وأوصى النبي صلّى الله عليه وسلّم بالفزع إلى الصّلاة ليكشف الله تعالى عن الناس ما أصابهم من كلّ مكروه ونوازل حينما قال صلى الله عليه وسلم : فافزعوا للصلاة ، وفي رواية: فصلُّوا حتى يُفرِّج الله عنكم . * الصّدقة: من أهم ما يرفع البلاء عن المسلم الصدقة ، قال أنس بن مالك رضي الله عنه:باكروا بالصدقة فإن البلاء لا يتخطّى الصدقة، وقال ابن القيّم إنّ الصدقة ترفع البلاء حتى عن الكافر والفاجر، فالصدقة سبباً عظيما لدفع البلاء. * حسْن الظّن بالله : أخطر ما يُصيب الإنسان عند وقوع البلاء أن يسيء الظّن بالله تعالى فييأس ويقنط ويعتقد أنّ هذا البلاء حلّ عليه دون حِكمةٍ وسبب، او يقنط من رحمة الله ويسيء الظن بالله ، والحقيقة أنّ العبد في معيّة الله وحفظه ولطفه في كلّ حين حتى وقت اشتداد البلاء، فإذا حلّ بالمسلم كرب وبلاء يستعين بالله تعالى ويدعوه وهو يُحسن الظّن أنّ الفرج قريب. يعلم المسلم أنّ أمره كلّه خير فلله عز وجل حكمة في كل امر يحدث للمسلم وعليه أن يتلقّى أيّ بلاء يصيبه بصبر وبحمد الله تعالى لانه لفائدة الإنسان ومصلحته، فقد يحلّ البلاء بالمسلم لتحقيق غاية من الغايات نجهلها وعلمها عند الله فقد ينزل البلاء ليكفّر خطايا المسلم ، قال صلّى الله عليه وسلّم :ما أصاب المسلم من هم ولا غم ولا نصب ولا وصب ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه ، وجاء ايضا في الحديث : فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الارض وما عليه حطيئة . وينزل البلاء ليرفع درجات المؤمن عند ربه عز وجل واحيانا ينزل البلاء ليميّز الله المؤمنين عن المنافقين ، حتى ان البلاء احيانا ينزل عقاب للعبد على بعض ذنوبه، محبة من الله لعبده ليعود فمن حِكمة الله تعالى أن يحرم عبده مثلا الرزق او ينزل به بلاء بسبب ذنوبه ليتذكّر ذنوبه وأثرها القبيح في حياته، فيعود إلى ربّه مستغفراً تائباً ثم يرفع الله عنه البلاء ويرفع درجاته في الجنة .
مشاركة :