أوضح الدكتور عبد الفتاح عاشور أستاذ التفسير بجامعة الأزهر، من المعلوم أن صوم رمضان فريضة على المسلمين لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)، «سورة البقرة: الآية 183. فصيام رمضان ركن من أركان الإسلام، ومن تهاون فيه، فقد وقع في معصية كبيرة، وإذا جاهر بفطره، فقد ازداد إثماً بأنه أظهر المعصية. وأكد الدكتور عاشور على أن من أفطر في نهار رمضان بغير عذر من سفر أو مرض، كسلاً لا إنكاراً فهو عاص مرتكب لكبيرة من الكبائر، وتجب عليه التوبة. وأشار إلى أن الإفطار من دون عذر موجب للقضاء، إن كان بشيء من الأكل أو الشرب، أما إن كان بالجماع فيجب عليه القضاء والكفارة معاً. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يستر الله تعالى عليه ثم يصبح يكشف ستر الله عنه، يقول: يا فلان فعلت البارحة كذا وكذا فيبيت ربه يستره ويصبح يكشف ستر الله عن نفسه». وأكد أن المجاهرة بالإفطار نوع من التبجح والافتخار بالمعصية، فالعاصي المجاهر لم يستح من الله سبحانه وتعالى ولم يستح من الناس. وعلى الأمة أن تقف في وجه هؤلاء إنقاذاً لهم من عقاب الله، وحفظاً لأمة الإسلام، فليس هذا من الحرية الشخصية، وعلى ولاة الأمر أن يتخذوا من التدابير ما يردع هؤلاء المجاهرين. ولفت أستاذ التفسير إلى أنه ينبغي أن يعلم الإنسان إذا ابتلي بمعصية أن يستر نفسه ولا يظهر شيئاً من ذلك، وعليه أن يتوب إلى الله.
مشاركة :