وسط تكهنات أشارت إلى مرضه الشديد أو حتى وفاته، ظهر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون للمرة الأولى علناً، بعد اختفائه عن الأنظار 3 أسابيع. في أوّل ظهور له عبر الإعلام الرسمي منذ سريان تكهّنات بشأن صحّته الشهر الماضي، قصّ الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون شريط افتتاح مصنع سون تشون للأسمدة الفوسفاتيّة في مقاطعة بيونغان الشمالية، بحضور بارز لشقيقته كيم يو جونغ، التي تواترت الأنباء عن أنها قد تكون الخليفة المحتملة له. وعرضت وسائل الإعلام في كوريا الشمالية، أمس، صوراً للزعيم كيم وهو يشارك في حفل بمناسبة إنهاء العمل في إنشاء مصنع للسماد في مدينة سونشون (50 كلم) شمال بيونغ يانغ، مشيرة إلى أنّه "حضر الاحتفال وتفقّد المصنع أيضاً، حيث تمّ "اطلاعه على عمليّة الإنتاج" فيه أمس الأول، وسط هتاف المشاركين وتصفيقهم. ومنذ صدور تقرير في صحيفة "دايلي ان كيه" بكوريا الجنوبية، في أبريل الماضي، عن أن كيم خضع لجراحة في القلب، في أعقاب غيابه الواضح عن بعض الأحداث المهمة، كان المراقبون للشأن الكوري يتساءلون عن مصيره. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب للصحافيين، رداً على سؤال عن ظهور كيم العلني، "من الأفضل ألا أعلق على الأمر، كيم، سنتحدث عن الأمر في الوقت المناسب". ولم يظهر كيم بشكل علني منذ 11 أبريل، وشوهد آخر مرة في اجتماع حزبي مهم في بيونغ يانغ يوم 11 أبريل، بينما غاب عن الاحتفالات بعيد ميلاد جده الراحل يوم 15 أبريل. وفي تقريرها، الذي يتألف من 1500 كلمة أمس، لم تتطرق وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية للتكهنات بشأن صحة كيم. ونقلت وسائل الإعلام الكورية الشمالية، يوم الأحد الماضي، تصريحات منسوبة إليه، أعرب خلالها عن تقديره للعمال الذي قاموا ببناء مساكن في مدينة سامجيون بالشمال. من يخلف كيم ورغم إثارة غيابه غير المبرر التساؤلات حول من قد يتولى الحكم في الدولة المسلحة نووياً في حال وفاته، لم تعلن كوريا الشمالية أبداً من قد يخلفه في حالة عدم استطاعته القيام بمهامه. ففي ظل عدم توفر أي تفاصيل عن أبنائه، في حين يقول محللون إن شقيقته وأقرب خلصائه قد يشكلون مجلس وصاية على السلطة إلى حين بلوغ من سيخلفه السن المناسبة لتولي الحكم. ويثير كل تغيير قد يطرأ على القيادة في كوريا الشمالية احتمالات بوجود فراغ في السلطة أو انهيار حكم سلالة كيم، التي تولت السلطة منذ تأسيس الدولة الشيوعية في عام 1948. وأصبح كيم زعيما لكوريا الشمالية بعد وفاة والده كيم جونغ إيل بأزمة قلبية في 2011. وحتى الآن، خالف الثلاثة الذين يحملون اسم كيم من الأسرة الحاكمة التوقعات، وتمسكوا بالسلطة بقبضة حديدية. لكن في عهد كيم جونغ أون، نمت ترسانة كوريا الشمالية من الأسلحة النووية والصواريخ البالستية بشكل ملحوظ، مما أثار مخاوف إضافية بشأن من سيتحكم فيها. والشقيقة الصغرى للزعيم الكوري كيم يو جونغ كان لها أكبر وجود علني بجواره على مدى العامين المنصرمين، وتتولى رسمياً منصب نائبة مدير اللجنة المركزية لحزب العمال الحاكم، وكذلك هي كبيرة موظفيه، لكن بشكل غير رسمي. كما تم تعيينها هذا الشهر عضواً مناوباً في المكتب السياسي للحزب الحاكم، مما يشكل استمراراً لصعودها سلم القيادة. ويعتقد أن لدى شقيقة الزعيم، ويقال إنها في الحادية والثلاثين من عمرها، سيطرة قوية على المهام الأساسية للحزب، مما يجعلها المصدر الأساسي للسلطة خلف أي قيادة جماعية. إلى ذلك، ترقى تشوي ريونغ هاي العام الماضي ليحمل اسم الرئيس الشرفي لكوريا الشمالية بصفته رئيسا للجنة الدائمة لمجلس الشعب الأعلى، ليتوج ذلك عقوداً قضاها في الخدمة مع الحزب في عهد سلالة كيم وبعد توليه منصب القيادة السياسية للجيش في عهد الزعيم الحالي. ويقول محللون إن تشوي، ومعه عضو المكتب السياسي، ورئيس الوزراء السابق باك بونغ جو، الذي أشرف على مساعي الشمال لتبني بعض آليات السوق الحر لإنعاش الاقتصاد سيكونان على الأرجح شخصيتين رئيسيتين في القيادة الجماعية. كما يمكن لكل من كيم يونغ تشول، وهو نائب لرئيس الحزب الحاكم والمبعوث النووي السابق، وهو ليس قريباً لسلالة كيم الحاكمة، ووزير الخارجية ري سون جون، تولي الملفات الدبلوماسية، بما يشمل محادثات نزع الأسلحة النووية المتوقفة مع الولايات المتحدة، إذ لعبا دوراً رئيسياً عندما التقى كيم بترامب. المبعدون ويقول ثاي يونغ هو، النائب السابق لسفير كوريا الشمالية في لندن الذي انشق إلى كوريا الجنوبية، إن كيم يونغ تشول، الأخ الأكبر لزعيم كوريا الشمالية الحالي، لا دور له في القيادة، ويعيش حياة هادئة يعزف فيها الموسيقى. ويعتقد أن هذا الأخ غير مهتم بالحياة العامة، ومن غير المرجح أن يكون له أي وجود قوي رغم أن بعض المحللين يقولون إنه يحافظ على صلات مع إخوته، وقد يضطلع بدور أكثر علنية في حالة وجود طارئ. وكانت كيم كيونغ هوي، في وقت من الأوقات، شخصية نافذة في دوائر اتخاذ القرار، عندما كان شقيقها كيم جونغ إيل على رأس السلطة. لكنها لم تظهر علناً منذ 2013 الذي شهد قيام الزعيم الحالي بإعدام زوجها جانغ سونغ ثايك، الذي كان يعد ثاني أقوى رجل في كوريا الشمالية في ذلك الوقت. وتعاني كيم كيونغ هوي من المرض منذ فترة طويلة، لكنها ظهرت فترة وجيزة في أوائل هذا العام بجوار ابن أخيها في حفل عام. الجيل الرابع ووفقاً لجهاز المخابرات الكوري الجنوبي يعتقد أن لكيم ثلاثة أطفال مع زوجته ري سول جو، أصغرهم ولد في 2017. والأكبر عمره 10 أعوام، بما يعني أن جميعهم سيحتاجون مساعدة من أقاربهم ومن أوصياء سياسيين إذا ما كان أحدهم سيصبح يوماً الجيل الرابع للأسرة في الحكم. وسنحت لكيم جونغ إيل الفرصة لإعداده للحكم مدة 20 عاماً، بينما لم يكن لدى كيم جونغ أون إلا ما يزيد قليلاً على عام للاستعداد بسبب الوفاة المفاجئة لوالده بأزمة قلبية.
مشاركة :