ما إن حان موعد سماح إسرائيل للعمال الفلسطينيين بعبور الحواجز للعمل في الأراضي الإسرائيلية، حتى تدفق آلاف العمال ممن يحملون تصاريح عمل باتجاه كافة المعابر بين إسرائيل والأراضي الفلسطينية بحثاً عن قوت يومهم رغم المخاوف التي تحف العمل داخل إسرائيل، وليس أقلها انتشار فيروس كورونا المستجد. بهدف التخفيف من التشديدات على الحركة الاقتصادية التي شُلّت بسبب كورونا، قررت إسرائيل السماح لـ50 ألف عامل فلسطيني بالدخول والمبيت في أراضيها لمدة شهر كامل. حمزة، وهو عامل في مجال البناء داخل إسرائيل، قال لـ"العربية.نت" إنه يدرك تماماً مخاطر العمل داخل إسرائيل بسبب انتشار فيروس كورونا، لكنه سيتخذ كل إجراءات السلامة لتفادي العدوى. من جهته، قال أبو عبد الله، البالغ 50 عاماً والذي يعمل في حقل زراعي لـ"العربية.نت": إنه سيدخل إلى إسرائيل ولا يشغل باله سوى تأمين قوت أولاده "خاصةً أننا مقبلون على فترة أعياد وزيادة في المصاريف". ويعمل 200 ألف فلسطيني داخل إسرائيل، ويضخ هؤلاء 250 مليون دولار شهرياً في الاقتصاد الفلسطيني. يعود بعض هؤلاء للعمل اليوم بشروط إسرائيلية أكثر صعوبة من السابق، فمن يرغب بالعمل في إسرائيل يُجبر على المبيت فيها لشهر أو شهرين قبل السماح له بالعودة إلى الأراضي الفلسطينية التي تنتظره فيها إجراءات أمنية ووقائية، منها الحجر المنزلي لمدة 14 يوماً. لكن بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة وعدم وجود فرص للعمل في الأراضي الفلسطينية، سيضطر معظم العمال الفلسطينيين في إسرائيل إلى ترك عائلاتهم والمبيت في أماكن عملهم. هؤلاء العمال يشكّلون "الخاصرة الرخوة" للفلسطينيين في معركة منع تفشي فيروس كورونا، حيث إن 70% من الإصابات في الأراضي الفلسطينية نقلها عمال فلسطينيون يعملون داخل إسرائيل. وفي هذا السياق، قال وليد البايض، مدير عام إدارة العمل في رام الله، في حديث مع "العربية.نت" إن السماح بدخول آلاف العمال اليوم جاء بالتنسيق بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو يأتي ضمن قرارات الحكومة الفلسطينية لتخفيف الإجراءات الوقائية بهدف دفع العجلة الاقتصادية إلى الأمام في ظل جائحة كورونا.
مشاركة :